الأخبارالأخبار السياسية
تريند

السفيرة سناء حمد .. تكتب بماء الورد .. إلى الأميرة ..

الأخت الحبيبة…

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تأنيت في الكتابة تعليقاً على رسالتك التي عمّت الأسافير ، واستمعت الي تسجيلك الصوتي الذي تحدثت فيه بذات النبرة الواضحة واللسان البيّن والتفكير المرتب ، تبارك الله.

وهذا ما اعتدناه منك ، فأنت غرس مدرسة وفكرة تُعلي قيمة التفكير وتثمنُ النُضح وتُنضجُ ابناءها وبناتها بالتقييم والتقويم المستمر وتختبرهم بالتكليف وتقدّمهم أقمار نيّرات يشع نورها خيراً وعطاءً للناس كل الناس ..بدأبٍ قاصدٍ لله متطلعٍ لما عنده ، وبعلمٍ وتجربة تنفعُ العباد والبلاد ، تفكيراً وتدبيراً وهمةً وعملاً ، لذلك كان غرسها الصالح في السودان المدارس بالآلاف والمعاهد والجامعات ، وكان زرعها حقولاً وقنوات للري وطرقاً للمواصلات ، وكان نتاجها مستشفيات ومراكز صحية …وفتحت الباب للآلاف من ابناء الغبش لينالوا فرصاً للتعليم ما كانت لتتاح لهم قبلها وابواباً للرزق كانت حكرًا لابناء أسر وطبقات لا ينالها عامة ابناء الشعب …واتت من غِمار هذا الشعب أميرة الفاضل ..انتِ ..ابنة المعلم والمربي..مسنودةً بالتفوّق والعصاميّة في سِرِب حركة تغيير اجتماعي وفكري واعية ومتقدمة ..تتقدم الصفوف بلا سند اسرة كبيرة ولا طائفة متحكمة .. أتت من قلب الجزيرة من قريةٍ معطاءة ليشرق نورها في وزارة الرعاية رئيسة لمجلس الطفولة ، تعملين فيه وفي ذهنك ما يحتاجه اطفال هذا البلد من رعاية أولية وتعليم وماء نظيف وبيئة صالحة ، تتحركين للدفاع عنهم في كل ارجاء السودان وفي معسكرات النزوح في الجوار ، وتحركك مع اليونسيف في تشاد والحدود كانت مدهشة للمنظمات وأفرادها .. كانوا يقولون انهم وجدوا من يتحرك أمامهم لانها ام وصاحبة رسالة وقضية ! ثم أشرقتِ في الخرطوم وزيرة للشئون الاجتماعية مسئولة عن المستضعفين من الأطفال فاقدي السند الى اليافعين المشردين الى الأيتام والأرامل الى النساء العُصاميات اللائي أجبرتهن الظروف على الخروج لسوق العمل ، الى ابتكار مشروعات توظيف الخريجين وتدريب الحرفيين ودعم المنتجين …وغيره، ثم تقدمت الصفوف للوزارة الاتحادية فزادت الأعباء وزادت الهمة وفي قمة النجاح والعطاء ..وانتِ في قمة النجاح والعطاء حينما أُبتليت والدتك في صحتها ، فلم تترددي رغم الضغوطات والمغريات وتركت المنصب طائعةً ..وجثوتِ عند قدميها برّاً ورعاية … ثم اختارتك القارة الام افريقيا ..هذه القارة البكر وهذه الارض المباركة ..اختارك هولاء المنصفون كأول وجه سودانيٍ مُنتخب في منافسةٍ محمومة يقدمونه ليروه تحت الضوء مفوضةً للشئون الاجتماعية …فأشرقتِ في افريقيا …مظهراً جميلاً يشبه هذا الجيل القائد من نساء افريقيا ..المهمومات بتحديات النهضة والعاملات على صناعة التغيير بمهنية وكفاءة ، وقد كان عنقي يزداد طولاً وزملائي من السفراء الأفارقة وأصدقائي ممن التقيناهم عبر سنوات من العمل المشترك ، يتحدثون بانبهار عن أدائك ويقولون انهم بفضلك اكتشفوا وجهًا آخر للسودان ويتساءلون اين كنتم ؟ لقد وجدوا سيدة رفيعة الطراز فخورة بنفسها وبلدها معتزة بقيمها ، ووجدوا سيدةً مهنيةً من طراز رفيع …حكيمة ووقورة وناضجة ، ضحك احدهم مرة وهو يقول لي بحرج : لأول مرة التقي موظفاً رفيعاً من السودان ليس ساخطاً على بلده! نحن في تلك المنظمات نرى الكثيرون لهم موقف من حكوماتهم ولكن ليس اوطانهم !!!

صديقتي ..قرارك الاخير يُشبه مسيرتك وسيرتك وتجربتك والمنصة التي تقفين عليها وتنطلقين منها ، منصة الأخلاق الرفيعة والوطنية الصادقة ، فحين قُدم رئيس الوزراء الحالي لمناصب أفريقية عدة وساندته الحكومة السابقة ووزارة خارجيتها ودبلوماسييها ودعمه الرئيس السابق معنوياً ومادياً ..لم ينظر الناس الى انتمائه السياسي والفكري بل الى انه مواطن سوداني تدّرج في العمل في المنظمات وانه سينفع بلاده واهلها ان تقدم الصفوف ،رغم انه لم يحظ بالقبول ولم يقدمه الأفارقة الذين قدموك فيما بعد ، ومثله كثيرون يملؤون الساحة الان … لقد كان الهمّ هو الوطن ، فهو فوق كل انتماءٌ ومصلحته مقدمة على كل همّ.

انتِ من تلك الثلة بعيدة النظر عالية الهمة واثقة الخُطى ، المتجاوزة فوق الصغائر ، انت من أولئك النفر الذين سبقت بهم همتهم وأهلتهم مقدراتهم ونجحوا بصدق نواياهم وقوة عزائمهم ….

ستظلين بيننا نجمة ، وسيفخر بك المنصفون ولن يفرط فيك الذين عملوا معك واختبروا كفاءتك ومهنيتك ، و النجاح والصبر على العمل وقوة احتمال ضغطه والنزاهة والكفاءة ..هي من تصنع النجوم التي تزيّن السماء.

وانتِ …ستظلين نجمةً في سماء بلادي يشع ُ نورها ، وستزدادين بريقاً في سماء هذه القارة الناهضة ، ونحن نرنو لنراك هناك في مقامٍ دولي..تُشرفين فيه هولاء
الشعثُ الغُبر ملحُ الأرض، فأنت منهم وبهم ،
صديقتي…دُمت بخير
تأنيت ثم اعجزني البيان..

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٥)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٦)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!