مقالات
تريند

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب .. (جدلية الهوية)

سوداني نت:

◼التركيبة الثقافية والإجتماعيه في السودان تشكل قاعدة كبري في معني المصالحة الوطنية وتوطيد دعائم البنية الداخلية السودانية ووحدة المكون السوداني تكمن في احترام المبادئ الدينية والخصائص الثقافيه والاجتماعية بين المكونات المجتمعية  بأسلوب التفاعل السلمي  علي أساس التسامح والاعتراف بالآخر وإشاعه الحريات والمساواة وإحترام الإرادة الشعبيه فالمؤامرة على هوية السودان الممزوجة بين الأفريقية والعربية تظل مصدر تجاذب وصراع بين القوي الحديثة من أجل الإستقطاب والعمل علي تشتيت ممسكات الوحدة الداخلية بإثارة الفتن والنعرات بتشخيص الهوية أما أفريقية او عربية مما يجعل خطورة التقسيم في صراع الهوية وتنشط كثير من القوي السياسية للاستقطاب بين الهويتين الأفريقية والعربية وفق مخطط معد له مسبقا من قبل أيادي خارجية لضرب التماذج والوحدة الداخلية  وخلق أزمة في الثقافة السودانية المهيمنة وبين الصراعات الثقافية التي تدعي الحداثه وتعمل بالوكالة

◼ وقد شرعت كافة الحكومات المتعاقبة لإحلال السلام الاجتماعي والثقافي في الإطار الوحدوي للهوية السودانية المتماذجة وذلك لتمكين التعايش السلمي وتحقيق المصالحة الوطنية فعقدت عدد من الحوارات واللقاءات والمفاوضات تحت مظلة الوحدة الجامعه والهوية لئلا ينفرط العقد الاجتماعي الداخلي وضرب النسيج السوداني المتعايش تحت مظلة وقوة الهوية الا ان المفاوضات التي تجري الآن في جوبا تحت شعار مسارات التفاوض والسلام المناطقية باسم مسارات ( الشمال والشرق ودارفور والوسط والمنطقتين) بالإضافة لمسارات الحركات او حركات (الكفاح المسلح) لاتبشر بخير للسودان من واقع المحاصصات السياسية والمناطقية التي تتصدر مشهد المفاوضات بينما يغييب التمثيل الفئوي والاجتماعية والسياسية لبعض مكونات المسار وعدم تكييف بعض القضايا بما يتواءم مع طبيعة كل منطقة مع ضعف المشاركة للقواعد في قضاياهم المصيرية بغياب الإجماع السياسي لمكونات المسار  فالرؤية السياسية الآحادية للمنطقة تتصدر المفاوضات وتعمل بالوكالة عن السواد الاعظم لكل إقليم

◼أما مسارات قوى (الكفاح المسلح) فتعقيداتها بسبب كيفية مخاطبة أسباب الحروب ومعالجة آثارها وتوفر الإرادة الوطنية وعدم ربطها بأجندة خارجية وبالتالي التقدم فيها يكون مرهون ببعض الشركاء الضامنين لمخرجات التفاوض وذلك بالدعم الإقليمي والدولي كما أن تجزر  الخلاف في بعض المسارات تجعل من إمكانية النفاذ معضلة ستواجه التطبيق مستقبلا مع عدم وضوح خطة الحرية والتغيير التي تريد أن تسيطر على المرحلة الانتقالية بمفردها لشعورها بخطورة الحركات المسلحة وهذا يوضح بجلاء بأن الحركات المسلحه لاتنتمي الي مكونات قوي ( قحت) كما تدعي بل تم إقحامهم سياسيا وإلا لما كان هناك مبرر للتفاوض الخارجي كجسم منفصل عن ( قحت)  فإن ساحة مسارات السلام مازالت مليئة بالمفاجآت في ظل المعطيات الموجودة على الأرض

◼فمسارات وتفاصيل

المتابع لسير المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والمسارات الخمسة في جوبا يجد أن التفاوض غرق في مسارات وتفاصيل فرعية من اختلافات الرؤى بين أطراف التفاوض وبين الحركات المفاوضة نفسها وبينها وبين الحرية والتغيير وتعدد المسارات وعدم الإلتقاء في القضايا القومية رغم أن المفاوضات بعد كل هذه المدة لم تصل إلى تفاوض حقيقي وعميق حول القضايا الخلافية وإنما مازالت على هوامش التفاوض

فهل هذه المعطيات في ملف السلام والذي يعد أحد أهم التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية ستصل إلى النهايات المرجوة منه أم أن الساحة مازالت في طور التشكيل وأن البلاد ستشهد شكلاً آخر من التغيرات في مقبل الأيام وكان الأجدي لحكومة الفترة الإنتقالية أن تلتزم بمهامها من حيث التردي الإقتصادي والترتيب للانتخابات القادمه بما يضمن بيئة سياسية جاذبة لتقرر الحكومة الشرعية المنتخبة بتفويضها الشعبي في القضايا المصيرية

◼فدخول السلطة الانتقالية والجبهة الثورية الممثلة للحركات المسلحة في حوارات على خمسة مسارات مضنية يشمل كل منها منطقة محددة في البلاد بعضها معروفة خطوطه التي يسير عليها التفاوض وفقا لما جرت الموافقة عليه إقليميا ودوليا والبعض الآخر لا يزال يتلمس معالمه السياسية وهذا يعني أن المفاوضات تقوم علي اساس جزئي ينخر في جسم الوحدة ويعزل التفكير الجمعي عن القضايا الوطنية بل أن أخطر مايتصدر مشهد التفاوض شروط التوزيع النسبي للمشاركات السياسية في الاجهزة المختلفة وتحديد نسب مشاركة للمسارات الخمسه وخاصة في الأجهزة القومية كالجيش والشرطة والاجهزة النظامية الاخري التي تظل علي مسافة واحدة من الجميع للحفاظ علي الوحدة السودانية وأن القوات النظامية ليست محل محاصصات

◼فالجميع يواجه تحديات متعاظمة لمخرجات وتوصيات يجعل الوطن وأولوياته كإطار كلي ومحدد لتفاصيل المفاوضات والصيغة التي سوف يحكم بموجبها السودان والترتيب للانتخابات القادمه ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وحزمة كبيرة من الملفات يحتاج حسمها إلى سنوات طويلة

في ظل هذا التعقيد وغياب المنهجية التفاوضية فمن الصعوبة أن تتوصل السلطة الانتقالية إلى تفاهمات حاسمة مع كل هذه الأطراف وما يعتريها من تناقضات صريحة أو ضمنية وإذا وصلت سوف تواجه مأزقا لتطبيقها على الأرض لعدم استصحاب التفاوض التوافق حول ارادة المكونات السياسيه والثقافيه والاجتماعية.

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٥)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٦)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٩)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!