على كلمقالات
تريند

محمد عبد القادر يكتب… مؤلم جداً…!!

سوداني نت:

مؤلم جداً أن يتحول أملنا في التغيير إلى معاناة وأزمات وخيبات على جميع الأصعدة، وأن ينتهي حلمنا بسودان جديد تسوده الحرية والسلام والعدالة إلى جراحات ومظالم وتشظي ومسارات تهدد بتقسيمه إلى عدة دويلات.

مؤسف جداً أن يبدأ حكامنا الجدد من حيث انتهت الإنقاذ وأن يكونوا امتداداً لسياسة الفقر والجوع والفساد.

لا أدري لماذ جاء التغيير، فحكامنا الجدد هم (الإنقاذ تو) وجمهورهم المرابط على مدرجات الشارع ومساطب الأسافير يشكرونهم على (الصاح والغلط) ويصفقون لهم مثلما كانوا يفعلون للبشير، فـ(على كل شيء شكراً حمدوك)، يعلنون تأييدهم لما تفعله الحكومة وما ستفعله دون أن يكون بينهم رجل رشيد.

مؤسف جداً أن تستمر سياسة حكم الشلة قبل وبعد الإنقاذ، وأن تتراجع معايير الكفاءة في التعيين وتسود حكاية (شلتي وشلتك) و(شيلني وأشيلك) و(زولي وزولك).

مفجع للحد البعيد أن يختطف ثورة الشعب السوداني انتهازيون متسلطون يهزمون التغيير في أعز ما يملك، الوطنية والنزاهة والسلمية والاستقامة، وأن نسمع عن تجاوزات وفساد في صفقة الفاخر، أن تستغل خطابات الوزراء في جمع التبرعات للمصلحة الشخصية، وأن تسود اعتبارات الأجندة والمنفعة الذاتية في الاعتماد للمناصب، وأن يقدم المسؤولين جوازاتهم الأجنبية على الوطنية في مهامم الرسمية.

مؤلم جداً أن يرتد الحال إلى أسوأ مما كان عليه قبل التغيير، وأن تفشل الحكومة في الإيفاء بوعودها للشعب الذي خرج إلى جانب الحرية والسلام والعدالة، من أجل الحياة الكريمة والأسعار الرخية، إن لم تكن الرفاهية.

ذات الصفوف والأزمات في الخبز والوقود والدواء، نفس الوجع اليومي في سبيل الحصول على ما يسد الرمق ويصلب العود ويقيم الأود، الارتفاع المخيف في الأسعار مستمر، وإني لاتساءل مراراً وتكراراً حينما أرى حال السوق الذي لا يرحم، لماذا حدث التغيير؟!!.

محبط جداً أن نبحث بعد هذه الثورة العظيمة عن الحياة الكريمة والحريات والسلام، وان نقرأ بيانات التعاطف مع مؤسسات إعلامية ضاق الحكام بها ذرعاً فأوقفوها دون سبب جنته إلا شبهة انتماء للنظام السابق.

موجع جداً أن نستمع عن توقيف فلان وعلان في دولة القانون بلا جريمة، والمؤسف أن يتفانوا في البحث عن ما يشين أو يدين لتبرير توقيفك بلا دليل، أو مثلما حدث لرجل الأعمال وجدي ميرغني.

مؤلم جداً أن تظل شوارعنا ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف الثورة تخنقها المواكب وروائح البمبان، وأن يستهدف المتظاهرون أفراد الشرطة وسياراتهم، ويهتفون ضد الجيش ورجاله الذين كان لهم القدح المعلى في صناعة الثورة.

موجع جداً أن تكون البلد (ضيعة) للمخابرات الأجنبية، ونقطة لتقاطع الأجندة والمطامع الإقليمية، وأن يتسابق ابناؤها للخارج بهدف الحصول على ما يؤمن بقاءهم في الحكم ويقربهم من الكبار في الساحة الدولية.

مفجع جداً أن يظل صناع الثورة الحقيقيون خارج الملعب ويستأثر بنضالات الشهداء أناس لا علاقة لهم بالتغيير.

الأسوأ من كل ما تقدم أن لا تكون هناك إرادة لإيجاد الحلول، وأن لا نهتم بالبحث الجاد عن استراتيجيات وخطط لتنمية بلادنا وإنقاذها من المصير المظلم الذي تعيش فيه قبل وبعد التغيير.. مؤلم جداً .

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٥)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٦)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٩)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!