العين الثالثةمقالات
تريند

ضياء الدين بلال يكتب: تصفيات وترضيات

سوداني نت:

-١-

مع كل صباحٍ جديد وأطراف النهار وآناء الليل تخرج قوائم لمفصولين عسكريين ومدنيين .

ظللنا نحذر ونكرر:

أكثر ما ظلَّ يُقعد السودان عن النهوض، ويمنع انطلاقه في ركاب الدول الباحثة عن مكان لائق بين الأمم، أن كل حكومة جاءت بعد ثورةٍ أو انقلابٍ جعلت من تاريخ وصولها نقطة الصفر لبداية جديدة، مُنبتَّةِ الصلة بما مضى!

بداية تحت عنوان (التاريخ يبدأ من هنا)، دون النظر للتجارب السابقة للاستفادة من الأخطاء لتجنُّب تكرارها والبناء على الإيجابيات، مهما كانت صغيرة.

-٢-

حتى في حقبة الإنقاذ المُمتدَّة لثلاثين عاماً، كان هذا النهج السالب مستمراً،

كلما أتى وزير، سعى لنسف ما فعله الوزير السابق ودخل في عداء شرس مع المقربين لسلفه، وعمل بكل اجتهاد لخلق دائرة ولاء شخصي له، في مواجهة ما يراها (الدولة العميقة) للوزير السابق!

-٣-

أعرف بعض من تمت تصفية وجودهم بوزارة الخارجية من دبلوماسيين وسفراء معرفةً لا تمكنني من الحكم لهم أو عليهم.

أكثر ما لفت نظري وعاظم شكي وريبتي في الأسس والمعايير التي على أساسها تمت هذه التصفية وجود السفير خالد موسى دفع الله ضمن القائمة.

أعرف خالد موسى – كقارئ ومتابع – منذ بواكير نبوغه، حينما استقبلت المكتبة السودانية بشغف كتابه الأول وهو طالب جامعي (اللا منتمي في أدب الطيب صالح).

-٤-

ثقتي، خالد لم يدخل الخارجية عبر روافع التنظيم الإسلامي وإن انتمى إليه،  فقد كان أول الممتحنين في امتحان لجنة الاختيار..

وأكاد أجزم أن المهنية الدبلوماسية وآفاق الثقافة والفكر حررتا خالد من ميوله السياسية وقدمتاه للرأي العام مثقفاً ضليعاً  ومشروع مفكر ستكون له بصمة مائزة في سجلات التاريخ.

كل الذين زاملوا خالد في مسيرته المهنية، ووزراء الخارجية الذين عمل معهم، يشهدوا لخالد بالكفاءة والتميز وحسن الخلق، فهو دبلوماسي بطبعه وسمته قبل أن تكون الدبلوماسية وظيفةً ومجالَ عمل.

-٥-

خالد موسى بالإضافة لتميزه المهني وعلو كعبه في الثقافة والفكر فهو شاب خلوق على درجة عالية من التهذيب والرحابة في تقبل الآخر وشجاعة نادرة في انتقاد الذات والاعتراف بالأخطاء .

لن يخسر خالد كثيراً من خروجه من الخارجية، فما لديه من مؤهلات ومقدرات وخبرات نوعية، ستحتفي بها جهات أخرى.. منظمات وشركات وسفارات أجنبية.

سيخسر السودان كثيراً إذا ظل الصراع العقيم يطأ بسنابكه الهوجاء على مؤهلات وخبرات أبنائه النوابغ، أمثال خالد موسى وغيره.

*شهادة عابدين الطاهر*

وعلى قول أهل الأخبار :

في ذات السياق وجدت في مداخلة رائجة للواء (م) عابدين الطاهر الرجل الأول في تحقيقات انقلاب٣٠ يونيو، أفكاراً نيرة تضيء  مساحة العتمة في شأن الإحالات العسكرية أنقلها إليكم في هذه المساحة:

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم … والله هذا النهج قبيح جداً وكان من الأوجب عدم اتباعه .. ضباط في عز عطائهم وشبابهم ولديهم حق الاستمرار في الخدمة إلا إذا وقعت منهم مخالفة تتطلب المحاسبة وفق نصوص القانون وإن كانت العقوبة الفصل من الخدمة بناءً على تلك المخالفة أو الجناية لا مانع ولن يحتج أحد طالما أُرسيت قواعد القانون وطُبقت،  الاستمرار في هدم حق العمل دون إبداء أسباب هو نهج كان من الأوجب إلغاؤه في ظل دولة القانون التي ننشدها .. هل يعقل أن أكثر مؤسسة منوط بها تنزيل القانون وتطبيقه على الأرض هي التي يكتوي منسوبوها بتجاوز القانون وعدم الالتزام به؟ … اقترح مجرد اقتراح أن تقدم مذكرة قانونية من الإخوة القانونيين بالشرطة وترفع لمجلس السيادة لإيقاف هذا النزيف … لقد اكتوينا بنار تلك التجاوزات في عهد التمكين والقهر والجبروت حيث لا أحد يستطيع أن يحتج ومعلوم كيف سيكون مصيره إن حاول ذلك .. الآن لا يعقل أن يستمر نفس هذا النهج ويتم إبعاد الضباط بحجة الصالح العام وإعمال الأهواء الشخصية والأمزجة وشخصنة المواقف بعد أن آلت السلطات لدولة مدنية التزمت بإنشاء دولة القانون ويجب ألا يصح إلا الصحيح.

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٥)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٦)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٩)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!