آخر الليـلمقالات

حديث الأحداث

> وفي القاهرة.. وفي شارع محمد فريد بالجلباب السوداني .. الشديد البياض ـ الرجل المعروف «جداً» كان يصعد إلى الطابق الرابع من المبنى الذي يقع قريباً من مؤسسة «التوحيد والنور».. وهناك تدار أموال المخابرات التي تدير حركات التمرد في السودان.
> ولما كانت الأموال تقسم وبإشراف المخابرات المصرية.. كان الحديث الجانبي يدور عن زيارة عبد الرحيم محمد حسين لمصر.
> وبلد عربي ظل يفتح ذراعيه لنشاط التمرد في السودان يطرق باب المكتب الذي يجمع قادة التمرد في غرب السودان.
> وبتهذيب شديد يبلغهم أن حكومته لا ترغب في وجودهم بعد اليوم.
> والحديث بين قادة التمرد المذهولين يذهب إلى ملاحظة أن جهة ما كانت تفسد لقاء علي محمود حسنين من قبل، وتفسد لقاء سرياً لقادة الأحزاب وقادة التمرد.. والآن تفسد لقاء قادة التمرد القادم «17 فبراير» و.. و
> التمرد يشعر بأن البلد المضيف .. الذي يعادي السودان.. يبدل موقعه.
> وجملة يقولها مندوب مخابرات الدولة تلك يصبح لها معنى.
قال: السودان الآن يطلق حواراً جاداً.. اذهبوا إلى هناك.
«2»
> وموسفيني الذي يطلق حديثاً الشهر الأسبق عن أن «جيش الرب» يحتمي بدارفور/ الحديث يدعو جنود الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى إلى دارفور/ يفاجأ بأن جيش الرب يقطع الطريق بين جيش موسفيني وبين جوبا.
> والضربة الماهرة تجعل موسفيني يرسل إلى الخرطوم يستنجد.
> وموسفيني حين يصبح حديثه اتهاماً للخرطوم بأنها «تخادن» جيش الرب يؤدي أغنيته على أوتار «للقاء مصلحة السودان ويوغندا في دعم سلفا كير»
«3»
> وشبكة التجسس الإسرائيلية التي تُعتقل في شرق السودان حين تؤدي أغنيتها أمام المخابرات السودانية تجعل المخابرات السودانية تترنح من الطرب.
> الشبكة تجدد الأشواق القديمة وهي تحدث عن ضباط للسيد موسفيني وآخرين للسيد أفورقي وللسيسي و.. كلهم في شرق السودان الآن.
> ومخطط لإشعال الانفلات الأمني يقدم تفسيراً مدهشاً لانتشار المسدس التركي هناك.
>والمسدس التركي «77147» يصبح الآن في شرق السودان شيئاً يحمله الأطفال
> وعن تجارة السلاح تحدث الشبكة عن أسماء.. وتتهم قبائل وتقدم تفسيراً للجلباب الشديد البياض الذي يصعد عمارة محمد فريد.
> وأيام ضربة اليرموك نحدث هنا عن «أحدهم وابن اخته» من شرق السودان يديران تنفيذ ضربة عربة البرادو الشهيرة.
> ويذهبون لتنفيذ مخطط مذهل في مدينة كبيرة لا يمكن الإشارة إليه.
> لكن الرجل وابن اخته.. وكلاهما يحمل جواز سفر كندياً يظل يعمل في مهمة «إطلاق الدخان في شرق السودان»
> و.. و..
«4»
> وزحام الأحداث هذا/ الذي هو جملة واحدة من كتاب كامل/ يسوقه الحديث ليصبح هامشاً صغيراً لشرح الخطاب.
«5»
> وهذه الأيام هي أيام المسرح في العالم.
> وأشهر مسرحية في التاريخ هي «تاجر البندقية».
> ومسرحية تاجر البندقية تقوم على شيء صغير هو أن
: الخطابات السياسية ونصوص الاتفاقيات لا تقبل ما يسمى «المفهوم»
> وأنت تقول «مضغت الطعام» ولا تقول .. «بأسناني».. لأن المفهوم هو أنك تمضع بأسنانك
> هذا عندك.
> لكن القانون لا يتعامل إلا مع ما هو مكتوب.
> ومسرحية تاجر البندقية «العقدة» فيها تقوم على اتفاقية.
> وفي الاتفاقية.. بين تاجر ويهودي يقرضه المال.. إنه إن عجز التاجر عن تسديد القرض أخذ اليهودي «رطلاً» من لحم التاجر.
> والتاجر يفشل.. واليهودي وأمام القانون العاجز يصر على «أخذ حقه الذي يشهد عليه القانون».. وقطع رطل اللحم من صدر التاجر.
> وكالعادة.. يظهر فجأة أحد المحامين الأذكياء
> والمحامي يسمح لليهودي بقطع رطل اللحم من صدر موكله: لكن.. إن سقطت قطرة واحدة من دم التاجر هذا اتهمتك المحكمة بأنك تأخذ شيئاً ليس مكتوباً في العقد واتهمتك بالشروع في قتل الرجل».
> والمفهوم عندك.. وعند كل أحد أن قطع اللحم من إنسان أو حيوان يعني أن ينسكب الدم.
> هذا عندك.. في«المفهوم» لكن القانون لا يأخذ بالمفهوم هذا ويطلب أن يسجل كل شيء كتابة.
> ومن كتب خطاب الرئيس كان يحدث عن «سلامة السودان».. ويكتفي.. ألا يقول «كيف» لأنه يظن أن المفهوم يكفي.
> مثلها من كتب الخطاب يحدث عن الحوار.. ويكتفي
> مثلها يحدث عن المشاركة في الحكم ويكتفي بالمفهوم.
> وثقب المفهوم هذا يصنع الارتباك كله الآن.
«6»
> والأحداث في السودان وحول السودان هي وحدها الآن من يحدث بفصاحة
> بينما الفصاحة في خطاب البشير هي وحدها من يعجز عن الفصاحة.
«7»
> وليس كل ما تراه .. تراه
> ففي المسرحية الشكسبيرية هذه.. التاجر بعد أن ينجو من اليهودي يطلب منه المحامي «خاتماً» كان في أصبعه.
> والتاجر يرفض أولاً.. ثم يوافق
> والرجل يظن أنه يفعل «الخطأ» كله وهو يرفض.
> ويظن أنه يصنع الصواب وهو يوافق.
> بينما العكس هو الصحيح فالمحامي في المسرحية.. كان هو خطيبة التاجر.. تأتي متنكرة.
> و
> و
> والخاتم كان هو خاتمها الذي يحتفظ به التاجر بالعهود والميثاق ألا يفرط فيه.
> والفتاة.. متنكرة.. التي تطلب الخاتم بالذات كانت تختبر «العهود» هذه.
> والتاجر كان يصنع الصواب كله وهو يرفض إعطاء الخاتم .. ويظن أنه يفعل الخطأ الأعظم.
> ويصنع الخطأ كله.. بعدها.. وهو يخلع الخاتم ويسلمه للمحامي.
> ونصنع نحن.. هنا.. الخطأ كله ونحن نظن أننا نستعير المسرحية هذه نرسم بها الأحداث اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!