آخر الليـلمقالات

الخرطوم ترسل الوفد الأصم الأعمى الرائع

> وأشواك نبات «الضريسة» تتعانق في الجنوب الآن.
> والأعداء «الخرطوم.. والجبهة الثورية وموسفيني» كلهم يقاتل الآن في جيش واحد.. جيش سلفا.
> وقوات موسفيني «2700» جندي .. وقوات تمرد الكونغو «1200» جندي وقوات رواندا «1000» جندي.. وقوات مناوي «2000» جندي.. كلهم يقاتلون النوير الآن.. معاً.
> وأغرب ما في الأمر هو أنه لا أحد يقاتل الآن وعينه على ما يحدث اليوم.
> كل أحد يقاتل.. وعينه على ما «سوف» يحدث غداً.. بعد أن يخرج الجنوب من تحت الدخان.
> و«الاصدقاء» الذين يقاتلون مشار الآن/ من داخل خندق سلفا كير/ كل واحد منهم يقاتل.. إعداداً لمعركته القادمة ضد الصديق الحالي
> والسيد موسفيني يقود قواته إلى مواقع النفط.. لأن السيد موسفيني الذي يحصل على «60%» من نفط الجنوب الآن يريد النفط كله من جهة
> ويريد ما هو أعظم من النفط من جهة أخرى.
> موسفيني يريد أن يضع يده على حقول النفط حتى يجعل حنجرة الخرطوم تحت أصابعه.
> لكن شيئاً يحدث
> وموسفيني الذي.. ولعشرين سنة.. يرسل قواته إلى معارك الكونغو ثم معارك رواندا ثم معارك إفريقيا الوسطى ثم معارك جنوب السودان.. موسفيني هذا ينتهي الآن إلى.. جيش مرهق.. يلقى الهزائم من النوير.
> وقوات سلفا تنهزم الآن.
> وتعرف أنها تنهزم.
> وأغرب التصرفات هي عادة.. ما يصدر عن جيش يعرف أنه ينهزم.
> وجيش سلفا كير تصبح مهمته الوحيدة الآن هي «اجتياح» القرى التي أنجبت أسماء معينة.
> قوات سلفا تجتاح مسقط رأس مشار.. وتحرق القرية
> ومسقط رأس أبيل ألير ـ مع أنه من الدينكا ـ وتحرق
> مسقط رأس تعبان ـ مع أنه من أعداء مشار ـ وتحرق
> حتى قبر «إيما» زوجة مشار الإنجليزية المدفونة قبل عشرين سنة ـ تنبشه القوات هذه.
> والجهات ـ التي تقاتل كل منها اليوم إعداداً لمعركتها.. غداً.. تذهب للإعداد للغد هذا.
> والجبهة الثورية ترسل إشارة واضحة لمشار حين تهاجم.. وتنهب.. مصرف بانتيو
> تنهب أموال سلفا كير التي جاءت من مصارف كينيا للمعركة.
> ومشار من هناك.. يرسل إشارته البليغة لجنود سلفا كير حين ينجح في تحطيم فرقة معينة واحدة
> الفرقة «M7» التي تتلقى تدريباً أمريكياً وتتميز في كل شيء ينتهي أمرها بالصراخ تحت أحذية جنود مشار.
> والجنوب كله يتناقل كلمة يوغندية معناها «لا تقتلني».. والكلمة كانت هي ما يصرخ به جنود موسفيني أمام جنود مشار.
> والإعداد لمعركة الغد.. والذي يجعل الجهات المنتصرة تعد لقوة أكبر.. يجعل الجهات المنهزمة تتلفت بحثاً عن الخطوة القادمة.
> والجبهة الثورية والخرطوم وكمبالا وحتى أديس أبابا وأسمرا كل منهم «يتلفت» الآن.. بحثاً عن الخطوة القادمة.
> ومحادثات سلفا كير ومشار التي تعود الآن إلى أديس .. تبدأ الحوار.
> والظل.. مثل ظل الشجرة.. شيء لا يستطيع أحد أن يجرجره بعيداً.
> وظل السيد مشار هو الذي يغطي الجنوب الآن.
> ووفد السيد سلفا كير الذي يحدث مشار الآن يجلس /للمحادثات/ في الظل هذا.
> ووفد السيد عرمان الذي يحدث الخرطوم الآن يجلس في الظل هذا.
> والوفد الجنوبي من هناك سوف يطلق الأغنيات.
> حتى يطرب مشار في عرسه.
> وعرمان سوف يرقص رقيص الرقبة.
> أو رقيص «الرحط».
> وكلهم يعد لمعركته القادمة.
> والخرطوم تجلس صماء بكماء لا تستمع للأغنيات.. ولا تنظر إلى «أعطاف» عرمان.
> والخرطوم تبدأ شيئاً جديداً.. بالأسلوب هذا.
> .. الخرطوم تصنع شيئاً جديداً «ما لم..»
> ما لم يتاور الخرطوم داءها القديم الذي يحول الانتصارات إلى هزائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!