مقالات
تريند

حسين خوجلي يكتب: الغنم ما بزيل بلمْ

سوداني نت:

السودانيون لديهم الكثير من التعبيرات الناقدة التي لا يعرفها إلا سوداني طوله ٦ اقدام و٥ بوصات وعيونه عسلية ومن مواليد ١ يناير مثلما تقول الأوراق الثبوتية القديمة، منها:

فلان دة غشيم .. الغنماية تاكل عشاهو

وفلان دة مسكين .. تاكل وتقش إيدك في طرفه.

ولي زعم ما زلت أصر عليه أن القوى السياسية الوطنية ذات الوزن والأغلبية الميكانيكية أدخل في هذه الأوساط.

فالإنقاذ مثلاً تمثل أضعف تخلُق في تيار الحركة الاسلامية العام، ورغم ذلك تم إبعاد هذا التيار باعتبار أن تجربتها تُدين ماضيه وحاضره ومستقبله. ورغم التمثيل المحدود لحزب الحركة الوطنية والطائفة الختمية وتيار التحرر والاستقلال، فإن اليسار استطاع بلؤمه وحلاقيمه أن يحصر كل هذا التاريخ الوطني الناصع في شقة بالقاهرة يقيم الميرغني فيها سجيناً باختياره.

أما حزب الأمة وكيان الأنصار الذي شكل الحماية الشرعية الوحيدة للحرية والتغيير فإنه محاصر بالهجوم والإقصاء، فليس له في العير ولا النفير إلا بعض التصريحات المجزوءة لإمامه المغلوب على أمره.

واستطاع اليسار أيضًا بلغته الهتافية الغلابة أن يُحاصر قيادات الحركات المسلحة لتفوت أكبر فرصة لتنمية دارفور عبر مؤتمر الدوحة، حيث كانت قطر تحلم بدورٍ محوري ومعنوي يصبُ في أفق الخير والسلام. فضاعت فرصة تاريخية لتنمية انسان دارفور بغباء سياسي لا يجد له حتى ألد الأعداء تفسيرًا.

بصراحة إن لي اعجابٌ مستتر بالحزب الشيوعي السوداني فهو رغم محدودية كوادره وإمكانياته وخروجه من المحيط العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إلا أنه يظل اللاعب الفالح في تدوير كل الحركة السياسية السودانية عبر مؤسسات متخيله وقيادات خرافية. فهم يحكمون الآن السودان عبر أسطورة المهنيين الخفية والتي لم أجد لها تعريفاً أصدق من (إنها غرفة سوداء في ليلة ظلماء لا وجود لها) وموقع للتحريك بالإنترنت يديره خريج IT بلا تجربة.

ورغم ذلك يديرون (ويدورون) الآن الحكومة والمعارضة والمجلس السيادي ويتحسسون أفق المخارجة بعد أن أسقطوا الجميع في هذا الدرك السحيق.

وتحضرني في هذا المقام حكاية لطيفة لصديقنا

ود الجيلي، فقد دعانا يوماً أحد الأصدقاء من أسرة ثرية بعد اعلان نتيجة الشهادة الثانوية لاحتفال مشهود بنجاحه المتواضع الذي تجاوز ال٥٠٪؜ بقليل. فقد مُدت في بيتهم الرحيب الموائد بكل صنوفها، وأحيا الحفل الفنان محمد وردي أيام عزهُ السبعيني. احتضن ود الجيلي صديقنا صاحب الاحتفاء وقال بطريقته الساخرة : (يعني يا مرتاح لو جبت ٧٠٪؜ كانوا جابوا ليك البيتلز The Beatles )

الحزب الشيوعي يقود بلادنا ويدير ويدور الجميع، وليس له الا ٣ نواب في البرلمان السابق وعضويته من دافعي الاشتراكات لا تتجاوز ٣٨٦ عضو من النساء والرجال، يعني لو كان له ٥٠ دائرة في البرلمان الأخير وذلك التيار الشعبي والنقابي القديم لستولى على منظومة دول عدم الانحياز أرضاً وشعوباً وخيارات.

ألم أقل لكم أن القوى السياسية السودانية مسكينة والغنماية تاكل عشاها؟ وحتى هذا العشاء الأخير يظل حلماً مؤجلاً ومستحيلًا لأن عضويتهم ما زالت تقف مرهقة وحائرة في صفوف الخبز المُر.

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١٦)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (١٥)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!