آخر الليـلمقالات

الصحافيون يمرقون بمشروع أسامة

< والبوني له كتابات رائعة ممتدة.. لكنا نلقى البوني فلا يخطر لنا إلا «مرقنبو قرنبو» و«أهل العوض».
< والمواجع والهروب منها أشياء تفعل هذا.
< وصالة الفندق الضخم تزدحم بقادة الصحافيين.. يجادلون السيد أسامة عبد الله في خطته الضخمة.. ومشروعاته أمس الأول.
< ومشهد الصحافة «المهيب» يجعل السخرية تهمس لنا بحكاية السيدة تلك في دولة آسيوية.
< المرأة الثرية تدخل صحيفة هناك للإعلان عن جائزة ضخمة.. تقدمها لمن يعثر على كلبها الضائع.
< والصحيفة في اليوم التالي: لا تصدر.
< والسيدة حين تسأل هناك يقولون لها
: معذرة.. الصحيفة لم تصدر لأن الصحافيين خرجوا كلهم يبحثون عن الكلب.
«2»
< والصحافيون في دعوة السيد أسامة ـ وزير الكهرباء السابق ـ جاءوا بدعوة منه للبحث عن ضائع آخر بأسلوب آخر.
: يبحثون عن الحل لمعضلة الاقتصاد الدائمة.. وفكرة جديدة بهيجة.
< في اليوم ذاته كان لقاء قادة ديوان الزكاة.. للبحث في أسلوب جديد لعمل الديوان الضخم.
< واللقاء يقدم بحثاً «حقيقياً».
يقول.. ماذا حدث.. ولماذا؟
< لهذا كان مغلقاً.
< في الأسبوع ذاته كانت قيادة الدعوة الإسلامية تعقد لقاءً سرياً.. وبأظافر طويلة تبحث عما حدث.. ولماذا؟
«اللقاء الذي يكشف كل شيء كان عنيفاً وسرياً إلى درجة تجعل سكرتارية اللقاء تتصل بنا حتى تتأكد من أن الدعوة «لم» تصل إلينا.
< وتتأكد من «عدم» حضورنا.
< والحرص يطربنا.
< في الأيام ذاتها كانت قيادات الدولة تحظر النشر في كل قضايا الفساد لأن الدولة تحفر ـ الآن ـ عميقاً.. وتغرس مشارط الجراحة في العظم.
«3»
< ويتصل بنا من يسأل عما يقال من أن قادة قطاع الشمال يهبطون الخرطوم سراً.. ويلقون القيادة ويخرجون.
< والقول هذا وبدلاً من البحث عن شاهد يصبح هو شاهداً على أن الأجواء تصنع هذا.
< وما يجعل حديث السيد أسامة عبد الله جديداً هو أنه حديث ينطلق من زوايا جديدة.. تماماً. لا تعيد زراعة بذور الفشل..
< وفي جوانب قاعة روتانا كان حديث الصحافيين يذهب إلى أن:
< الفكرة تبعث ثقة «خفيفة» حين تجعل المشروع يعبر بعيداً عن أبواب الموظفين.. وأنيابهم الزرقاء.
< والفكرة تجد أرضاً محروثة تماماً.
< «قضايا الفساد والتهريب.. والصراخ الذي يدوي الآن أشياء تجعل كل أحد متوتراً إلى درجة أنه لا يقبل اللعب».
«4»
< ومشروع أسامة في اللقاء يقدم ـ وبدقة ـ كل ما كان يجعلنا نحتفظ بحديث «مرقنبو قرنبو».
< والسيد أسامة
يبدأ بإبعاد الأمنيات «وماذا نريد» ويذهب إلى حديث «كيف» نفعل ما نريد؟
< ويبدأ بالأرقام.
< والأرقام /التي تقدم ما ينتجه السودان الآن بالفعل/ تجعل كل أحد ينظر إلى حجم ما ننتجه وإلى حجم ما يبقى في أيدينا .. و..
< وينشق غيظاً..
< وفي الأرقام الإحصائية تقول إن إنتاج السكر هو
مليون وثلاثمائة ألف فدان.
< ونحن نستورد السكر؟!
< والحبوب.. عشرة ملايين وثمانمائة ألف فدان.
< ونحن نستورد الحبوب..!!
< و«ثلاثة ملايين وخمسمائة وخمسة وثمانون فدان».
< ونحن نستورد القمح..!!
< و«مليون وأربعمائة ألف فدان أرز»
< ونحن نستورد الأرز..!!
< و.. و…
«4»
< ومرقنبو قرنبو ترجمتها ـ حسب الأستاذ البوني ـ هي حديث فتاة ريفية في الجامعة ـ حين يسألونها عن سريرها أين هو تقول إن زميلاتها «مرقنبو» خرجن به «قرنبو» للقراءة عليه.
< والصحافيون يمرقون سرير مشروع السيد أسامة ويجلسون عليه في ظل الفندق الفخم.. لقراءته.
< لانه يستحق القراءة.
< والمشروع يستحق ـ ليس لأنه يقدم الأرقام ولا الأمنيات.
< المشروع يقدم أسلوباً جيداً جداً.
< نحدث عنه مع الآخرين.
< ومشروع أسامة أول ما فيه هو أنه ليس مشروعاً للتنفيذ.
< … بل هو مشروع لتنفيذ المشروعات..!!
< والمشروع لا يبدأ ببذر البذور.. المشروع يبدأ بقتل الجراد.. وقتل القَبور.. وقتل العنتب.. وقتل الملوص..
< وقتل الموظفين الذين هم شر من الجراد والعنتب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!