مقالات
تريند

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب: ((عصا حميدتي الإقتصادية))

سوداني نت:

✳ بعد موافقة الفريق أول محمد حمدان دقلو ( حميدتي) رئاسة اللجنة الأقتصادية وهو يمثل حكومة بكامل مخصصاتها ومهامها في ظل أوضاع إقتصادية تفتقد الي ابسط مقومات الدفع لعجلة الإقتصاد الإنتاجي وتفتقر الي ركائز التوافق السياسي الداعم لعجلة الاقتصاد

وقد يملك (حميدتي) بعضا من أفق الحلول الآنية والتي تحسب له كنقاط قوة وفرص نجاح كقبوله المجتمعي ورصيد علاقاته الخارجية وسيستند (حميدتي) بالطبع علي خبراء وهيئة مستشارين إقتصاديين وطنيين أكفاء ليس لهم انتماءات سياسية او قيود ايداوجية (سوي الوطنية) ويمتلكون من الرؤي والحلول الاقتصادية لإدارة الأزمات وإقتصاد المرحلة ممايخرج البلاد من مستنقع التردي وستعمل اللجنة بالتأكيد علي وضع خطط إسعافية

وإنعاش الإقتصاد المنهك (الطوارئ) واخري إستراتيجية طويلة الأمد لوضع حلول جزرية للبناء الاقتصادي خلافا لسلفه (د.حمدوك) الذي وجد أرضية مشحونه بالخلافات والتجاذبات السياسية ولم يجد خطة واضحة لمابعد (يسقط بس) ومنذ تكليفه دخل في نزاع سياسي وآخر تنفيذي خلطت عليه الأولويات والعمل علي تحقيق متطلبات الثورة لإنهماك (قحت) في تصفية الخصومات السياسية لسلفهم من النظام السابق وقد اربكت ( قحت) أيضآ الخدمة المدنية للتسابق حول التمكين المتسارع وكل هذه المهددات لحمدوك تنتفي من خلال كاريزما (حميدتي) العسكرية لعدم ارتباطه السياسي او العقدي ولبروز قوميته من خلال مسيرته وعدم وجود تجاذبات او تدخلات سياسية والا لأستقال من اللجنة

✳ وفي ظل كل هذه التناقضات فهناك جملة من التحديات الداخليه التي تواجه لجنة ( حميدتي) تتمثل في هشاشة البناء السياسي وعدم التوافق الايدلوجي لحكومة تحمل في جيناتها ( الإقصاء والعزل والتشريد) وتنتهك ممسكات الهوية الوطنية والتي ترتكز علي أسس المواطنة والكفاءه وتبعد مثالية وسلوك مجتمع الدولة الراشدة وبالتالي عدم وحدة الوجدان السوداني وعدم الشعور الوطني والولاء القومي من خلال ممارسات حكومة ( قحت)

بينما تتجلي خطورة التحديات الماثلة ومايواجه خطة الفريق أول ( حميدتي) للإصلاح الإقتصادي ضرورة استيعاب شبكة التجار والقطاع الخاص في برنامجه الإصلاحية لتحكمهم في إدارة حركة التجارة وفي إرتفاع الأسعار وحركة البضائع والسلع والمنتجات من حيث الوفره والقدرة الشرائية للمواطن من عدمه حيث تمثل الكتلة النقدية داخل القطاع الخاص حوالي ٧٥٪ من جملة التداول النقدي فإذا أراد (حميدتي) أن ينجح في مسعاه فلابد أن يخاطب هذا القطاع بلغة أقرب للإستماله والإستعطاف الوطني لاالتحدي ولغة الويل والثبور وبضرورة مشاركتهم في وضع الخطة وتنفيذها وتغليب الهم الوطني علي الربحية والذاتية وإشراكهم في إتخاذ القرارات الإسعافية ووضع السياسات التفصيلية عبر لجنتة القومية ( الخلاص الوطني) وكل تلك البنود قد يساهم بشكل جزري بخصوص انسياب السلع والخدمات بصورة سلسه وماعرف عن القطاع الخاص في كل التجارب العالمية انهم عماد الاستقرار الاقتصادي سلبا ام ايجابا كما في دولة (البرازيل) فان التجار هم من يعينون وزراء القطاع الإقتصادي للحكومة فإذا أراد (حميدتي) النجاح المتسارع في مسعاه لابد له من الوقوف علي مشكلات القطاع الخاص والموردين والمصدرين والعمل علي معالجتها وتسهيل المعوقات الإنسيابية للسلع والمنتجات والمعروفة للجميع بصورة مرضيه

✳ كما يتمثل التحديات الخارجية في الكساد المالي للإقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا ووقف التمويل والقروض والمنح وان كانت شحيحة، بالإضافة لتوقف الصادرات والمنتجات السودانية التي تغطي بعضا من السلعة الضرورية كالادوية والوقود والقمح… الخ

ورغم الحظر والتباعد الإجتماعي بسبب كورونا يظل الدولار في تصاعد مستمر مقابل الجنية بالرغم من عدم وجود المسببات الإقتصادية الحقيقية للصعود مما يؤكد بأن تجار الدولار هم اليد العليا والعمود الفقري للحالة الإقتصادية سلبا او ايجابا ولايخفي علي احد فان من أسباب سقوط النظام السابق تدخل القطاع الخاص والرأسمالية الوطنية في حياكة الفشل مع بعض الأحزاب السياسية، ومن التحديات أيضا بقاء السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب وحذر تعامل المنظمات والمؤسسات الاقتصادية مع حكومة الفترة الانتقالية الحالية

✳ ومن أبدجيات النمو الإقتصادي لكافة النظريات الفلسفيه للدول وسبب تطورها الأهتمام بعوامل الإنتاج النسبي وضرورة تحفيز المنتجات والصادرات الوطنية بتخفيض الضرائب والرسوم وتسهيل إنسياب حركة الصادر من قيود النظم البيروقراطية للدولة والعمل علي تشجيع صغار المنتجين والمزارعين وتوفير المدخلات الزراعية الأولية بصورة ميسرة قبل وقت كافي والعمل علي تدريبهم وإرشادهم من خلال وزارتي الصناعه والزراعة ومؤسساتهما ولجانهما المساندة بالتوعيه والتثقيف اللازمين، وأهمية فتح أسواق وبورصات لتسويق الصادرات بالعملات الحره وتطوير قدرات صغار المنتجين التسويقية للإهتمام بالجودة وتعبئة منتجات الصادر بصورة تنافسية وذلك لزيادة القيمة التحسينية المضافة لسعر المنتج  وبالتالي فان العائد للصادر سيتحسن تدريجيا ويشجع السلوك الإنتاجي والصناعي للمنتجين في كل عام ويزيل الاختلال في الميزان التجاري ويعم الإستقرار التدريجي للاقتصاد والمعيشة ونرتقي نحو النمو التدريجي والاستقلال السيادي للدولة

وأخير فان الفريق أول (حميدتي) لايملك عصا موسي لإخراج البلاد من أزماتها الحالية مالم تتنفي تلك الدواعي وتتوفر الحد الأدنى من المسببات الضرورية لينعم المواطن ولو بأمل إستقرار الحياة ونقول بعد أن يأس المواطن من ( مدنياااااو) مزعومه قد يجد في عصا (العسريااااااو) الحل الجذري

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٥)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!