مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: خواطر رمضانية (الخاطرة الرابعة) 30/4

سوداني نت:

القلم كان أول موجودات الأرض ذِكراً في القرآن:

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق 1-5).

وهناك {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}، سورة بكاملها اسميت بإسمه!

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما خلق الله القلم. قال له: اكتب، فقال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. وفي لفظ: لما خلق الله القلم قال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة. قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (خلق الله أربعة أشياء بيده: العرش، والقلم، وآدم، وجنة عدن، ثم قال لسائر الخلق: كن فكان).

والقلم معْولُ البناء المعرفي، وهو أداة الإرتقاء بالذوق وتشكيل الوجدان، وهو كذلك يمكن أن يُستغل بعكس ذلك.

والعلم اداته القلم وإن تحور اليوم إلى كيبورد، والعلم يرفع بيتا لاعماد له، ويسود من كان مدفوعا على الأبواب، وكم أعجبتني مقولة لمصطفى صادق الرافعي حيث قال:

(إنّ في القلمِ لشيئا إلهيًّا يدفع الموتَ والنّسيان عن المعاني التي تُكْتَبُ إلى أجلٍ طويلٍ، كأنّ القلم ينتزعها من الإنسان الذي هو قطعة من الفناء ليبعد الفناءَ عنها).

انتهى كلامه.

وفي ذلك أقول:

ما أجمل عراجين النثر وقناديل الشّْعر عندما تنتظم البراحات نقشا كما الحناء في كفي عروس، تضج السعادة من جبينها الصبوح فتأتلق به وجْنَتانِ تحكيان عن آلاء ربنا ولاتكذبان.

وللكلمات مخاضٌ يعُجّ ببخور دونه ثغاء المواليد، يوم تنفصم عن حبل سري لترى شمس الواقع والحضور، وإذا بالشفاه مشرعة لإلتقام حلمات أثداء الحياة.

كم اطرب لمظاهر الحياة في كل إبداع كتابي، إذ في ذلك نأي عن موات ما فتئ يأطرنا إليه بعض من عميت بصيرته، ووجدان اسودّ بأدران الكره والإقصاء والقتل وازهاق الأرواح!، ودون ذلك وأد لمنهجِ عمران الأرض، وغرس الفسائل انتظارا لموعد الإثمار.

فأهل اليراع من أصحاب الحبر الزكي هم أنبياء، وهم كذلك في الأشجار عراجين ثمار، وهم في معادن الأرض ذهب يأتلق ويبرق، وهم في الأمواه سلسبيل بااارد سائغ للشاربين، وهم في شِّعْبِ الأرض كما شِعْبِ بَوّان تصلُّ امواهه بحصاها صليل الحلي في أيدي الغواني.

كم تأسرني النصوص نثرها وشعرها، فأجد فيها عوالم ودُنا ترفرف أطيار ايجابها في سماوات دونها سحب مثقلة بمزن الخير للناس، وفي الخاطر قول أبي العلاء المعري:

فلا هطلت عَلَيَّ ولا بأرضي غمائم ليس تنتظم البلادا.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!