مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب:خواطر رمضانية .. الخاطرة السادسة (النفخة الأولى وأهوال المشهد الرهيب)! 30/6

سوداني نت:

يكاد شعر رأسي يقف كلما قرأت هذه الآية، يتمثل المشهد الرهيب أمام ناظري فتتسمر حواسي كلها عليه!،

لنقرأ الآية معا:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}

الزمر 68

روى الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمر قال:

لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور.

انتهى.

يااااااه

قد يكون أحدنا في طريقه إلى عمله يقود سيارته أو من خلال المواصلات العامة، وقد يكون في بيته يشاهد التلفزيون، أو بيده الموبايل يهاتف أو يراسل، وقد يكون على مائدة الطعام يأكل أو يشرب، وقد يكون في موقف يعصي الله ظنا منه بأنه آمن!.

بين دفتي كتاب الله آية تقول:

{ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} يس 49,50.

لقد ذُكر أن إسرافيل عليه السلام منذ أن أوكل بالنفخ متهيئ لذلك، وكلما اقترب الزمان ازداد تهيؤه!.

وعندما ينفخ، يُصعق من في السموات والأرض، إلا من شاء الله!

ورد في تفاصيل ذلك:

فإذا أذن الله تعالى بموت الأحياء أمر ملك الصور أن ينفخ فيه؛ فينفخ نفخة عظيمة تفزع جميع الخلائق، فيصعقون منها ويهلكون، ثم يمكثون على ذلك مدة الله أعلم بمقدارها، فتتحلل أجسادهم في هذه المدة ولا يبقى منها إلا عجب الذنب، وهو العظم المستدير الذي في أصل الظهر، ثم يرسل الله سحابا فتمطر مطرا، فإذا أصاب الماء هذا العظم نبت منه الجسم كما ينبت النبات، ويتركب الخلق من هذا العظم، ثم ينفخ في الصور نفخة البعث فتعود الأرواح إلى الأجساد، فيخرجون من القبور سراعا إلى أرض المحشر.

انتهى.

هنا ينبري السؤال:

أيعقل أن يفعل (الصوت) كل ذلك بالخلائق؟!!!

لنذهب معا إلى موقع الأستاذ عبدالدائم الكحيل لإعجاز القرآن ونقرأ هذا التوصيف العجيب للقوة التدميرية للصوت:

لقد تحدث القرآن عن القوة التدميرية للصوت في عذاب قبيلة ثمود، قال تعالى: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} النمل 51-52.

إذن الصوت كان سبباً في تدمير هؤلاء الطغاة، وهذا ما يقوله العلم اليوم، حيث يؤكد الباحثون في هذا المجال أن الترددات الصوتية عند قوة معينة تكون مدمرة وتفتت أي شيء تصادفه حتى الصخور!

ولذلك قال تعالى عن عذاب ثمود: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} القمر 31. وهشيم المحتظر هو المرعى اليابس والمحترق والشوك، كما في تفسير ابن كثير. وقال أيضاً: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} المؤمنون 41. والغثاء كما في القاموس المحيط: هو البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل.

والسؤال هنا لكل من يدّعي أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم: كيف علم هذا النبي الأمي بأن الصوت يمكن أن يدمر أي شيء ويفتت الأشياء ويحولها إلى غثاء وإلى هشيم، وأن الصوت يمكن أن يحرق أي شيء؟ الجواب هو أن الذي علم محمداً هو الله تبارك وتعالى.

النفخة الأولى:

إنها النفخة التي تنتهي بها الحياة ويمكن أن نسميها نفخة الموت، إذ أن الله تعالى يأمر إسرافيل فينفخ في الصور نفخة قوية تكون سبباً في هلاك جميع المخلوقات، بما فيها الكائنات التي تعيش على كواكب أخرى خارج الأرض، لأن الله تعالى يقول: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضَ}، أي أن هناك مخلوقات أخرى تنتشر في الفضاء الخارجي سوف تتأثر بهذا الصوت وتُصعق.

وكما ذكرنا هناك علاقة بين الصوت والصعق، لأن الصوت المرتفع جداً يملك قوة تدميرية ويمكن أن يحرق أكثر من النار نفسها! والعلماء حتى اليوم يحاولون الحصول على صوت يكون له أثر تدميري ولكن تجاربهم لا تزال محدودة، لأن المشكلة في تصميم الجهاز الذي يصدر هذا الصوت، وعلى كل حال يؤكدون أن أقوى أنواع الأصوات وأشدها أثراً هو الصوت الذي نحصل عليه نتيجة النفخ في بوق يشبه القرن!

وسبحان الله! يقول الباحثون في هذا المجال إن أفضل طريقة لتوليد أخطر أنواع الذبذبات الصوتية الفعالة والشديدة، هي أن نولد الصوت من خلال ما يشبه البوق على شكل حلزون هوائي، وهو جهازا يشبه القرن، لأن هذه الطريقة ستولد الموجات الصوتية ذات الترددات تحت الصوتية infrasound والتي تعتبر الأخطر على الإنسان والحيوان والجماد.

وهذا القرن الذي وجده العلماء أكثر كفاءة لإنتاج الأصوات القاتلة هو ما حدثنا عنه الله تعالى بقوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} الزمر 68. حيث قال ابن كثير في تفسيره: والصحيح أن المراد بالصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام، ولذلك عندما سأل الإعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الصور؟ قال عليه الصلاة والسلام: (قَرْن يُنفخ فيه) رواه الإمام أحمد.

وهذه معجزة نبوية في علم الصوت، حيث حدد لنا القرآن أن أقوى أنواع الأصوات هي تلك الناتجة عن النفخ في الصور، وفسر لنا الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام أن الصور هو قرن يُنفخ فيه، وهذا ما وصل إليه العلماء بعد تجارب طويلة!.

انتهى.

وقد ذُكِرت (الصيحة) في عدد مقدر من الآيات في القرآن الكريم عندما تكلم الحق جل في علاه عن فناء قوم مدين وثمود وقوم لوط، ولم تكن الرجفة التي مات بسببها قوم مدين زلزالا، وإنما كانت نتيجة التأثير التدميري للموجات (تحت الصوتية) للصيحة علي أعضاء الجسم، والدليل عدم تأثير الرجفة على المباني التي بقيت شاهدة عليهم، واليوم تم التوصل في مصانع الأسلحة إلى صناعة بنادق تستخدم الموجات تحت الصوتية والتي يبلغ ترددها (7هيرتز) مع درجة شدة معينة من الديسيبلز لتوليد قوة تدميرية هائلة، تؤثر في أعضاء الجسم البشري فتتلفها.

وقد اكتشف الباحثون في مشروع بحثي يسمى “باندورا” أن المنطقة ما بين 6-16 هيرتز Hz في الصوت شديدة التأثير على المخ وعلى الأجهزة العصبية والإفرازات الهرمونية الداخلية للإنسان والحيوان، وقد أدت هذه الأشعة إلى تعطيل الوظائف الحيوية الأساسية في القطط والقرود، ولم يكشف العلماء عن تفاصيل التأثيرات الصحية التي تلحقها بالبشر، والتي ظلت في طي الكتمان!.

أعود للنفخة الأولى وأقول:

من لطف الله بعباده أنه رحمة بهم سيحفظهم وينأى بهم عن سماع هذه النفخة الرهيبة، ولكن إن حسن الإيمان وتوثقت الصلة بالله طاعة وعبادة ، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ذكر ما يَحدث في آخر الزمان، فقال: «ثمَّ يرسل الله ريحًا باردة من قِبَل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرَّة من خير أو إيمان إلاَّ قبضتْه، حتَّى لو أنَّ أحدكم دخل في كبد جبَل لدخلتْه عليه حتَّى تقبضه»، قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فيبقى شرار النَّاس في خفَّة الطير وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، فيتمثَّل لهم الشَّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقُهم، حسنٌ عيشُهم، ثمَّ ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلاَّ أصغى لِيتًا ورفع لِيتًا، قال: وأوَّل مَن يسمعه رجل يلوط حوضَ إبلِه، قال: فيَصعَقُ، ويَصعَق النَّاس، ثمَّ يرسل الله -أو قال: ينزل الله- مطرًا كأنَّه الطّلّ أو الظّلّ -نعمان الشَّاكّ- فتنبت منه أجساد النَّاس، ثمَّ يُنفَخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، ثمَّ يُقال: يا أيُّها النَّاس، هلمَّ إلى ربِّكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}  الحديث.

انتهى.

ولكن روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنعَمُ وصاحب القرن قدِ الْتقم القرن، وحنَى جبهته، يَسمع متى يُؤْمَر فينفخ؟، فقال أصحاب محمَّد: كيف نقول؟ قال: قولوا: حسبُنا الله ونعم الوكيل، على الله توكَّلنا».

فكيف النجاة يا أحباب من أهوال النفخة الأولى؟!

اللهم أكفنا شر النفخة الأولى، وأكفنا واحفظنا ياقيوم من تلك الأهوال واكتب لنا النجاة، إنك ولي ذلك والقادر عليه يا أرحم الراحمين.

[email protected]

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٧)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٦)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!