مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: خواطر رمضانية (الخاطرة الحادية عشر) فما ظنكم برب العالمين؟! 30/11

سوداني نت:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} الصافات 87.

قالها إبراهيم عليه السلام ثقة بربه وهو يخاطب قومه قائلا: إن السبب في شرككم بالله انتفاء اليقين عندكم بكماله!

فالله جل في علاه هو الكامل، وهو القادر، وهو كذلك أرحم الراحمين.

وما أدراك بنبي الله إبراهيم؟!

إنه الذي أطلق لعقله العنان تفكرا في ملكوت الله إلى أن رسخ ظنه بالله وأيقن به ربا وإلها:

أعوذ بالله من الشيطان

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}.

وتصالح إبراهيم عليه السلام مع نفسه عندما استقر قلبه ووجدانه على التوحيد، لكن الأواه الحليم أبت نفسه إلا الغذ في المسير إلى الله صاعدة على مدارج السالكين، فقد ذكر إبن كثير رحمه الله بأن إبراهيم عليه السلام لما قال للملك النمروذ: {ربي الذي يحيي ويميت} أحب أن يترقى من علم اليقين إلى (عين) اليقين!.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} البقرة260.

ففعل إبراهيم ذلك، ثم ارتضى وصبر على ابتلاءات ومحن عديدة ليزداد ارتقاء على مدارج السالكين، فسعى القوم إلى اهلاكه بحرقه بالنار، فأضل الله كيدهم بابطال (فيزيائية) الاحراق من النار!، عن ابن عباس قال”حسبنا الله ونعم الوكيل” قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقد قالها أيضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} رواه البخاري.

ولم يصح مايتناقله البعض حسبانا بأنه حديث، أن جبريل عليه السلام قد أتى إبراهيم عليه السلام وهو في النار فسأله عن حاجته، فرد عليه قائلا: أما منك فلا، فالذي قاله {حسبنا الله ونعم الوكيل}.

وظل إبراهيم عليه السلام راسخا ظنه بالله وهو يترك إبنه إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام في مكة وهي أرض بلقع، ليتوجه إلى الله قائلا:

{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم 37

فسألته هاجر عليها السلام: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا!.

ياااااه

إنه حسن الظن بالله رب العالمين!

ثم يعود نبي الله إبراهيم ليجد إبنه أصبح على أشده، وإذا بالله يأمره بذبحه!

بالله عليكم اقرأوا رسوخ حسن الظن يقينا بالله من الأب والإبن معا!!!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} الصافات 102.

ياااا الله!

إنهم أنبياء الله…

فهذا أيوب عليه السلام يُبتلى في جسده وأهله:

{وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} الأنبياء83 ،84

وهذا موسى عليه السلام:

{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (62 ، 61).

وإذا بنصر الله يأتيهم:

{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} 63-67

الله الله.

ولم يقتصر حسن الظن بالله على أنبياء الله فقط، فهذا حماد بن سلمه يقول: (والله لو خُيرت بأن يحاسبني الله أو يحاسبني ابواي لأخترت ان يحاسبني الله فهو ارحم بي من ابواي).

بالله عليكم أي يقين في رحمة الله أرسخ من هذا؟!

لقد قيل؛ مامن حب ورحمة أصدق في قلوب الناس من حب ورحمة الوالد بولده، لكن حماد إختار الله، وماذا إلا لتمام معرفته بمعنى قول الله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}!.

قال الله في الحديث القدسي:

أنا عند ظن عبدي بي فإن خيرا فخير وإن شرا فشر.

وقد ذكر القرطبي في التذكرة فقال:

قال عبد الله بن مسعود؛ والله الذي لا إله إلا هو لا يحسن أحد الظن بالله إلا أعطاه الله ظنه وذلك أن الخير بيده…

اللهم يا رحمن يارحيم، ياذي المعارج، إني أظن بك ظن اليقين؛ بأنك الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن لك كفؤا أحد، بيدك الخير إنك على كل شئ قدير، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، ومن كل مرض شفاء، واعتق رقابنا في الدنيا من كل قيد إلا حبلك، وفي الآخرة من النار.

انك ياربي ولي ذلك والقادر عليه

[email protected]

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٨)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!