مقالات
تريند

طارق شريف يكتب: البدوي … السكوت من ذهب !

سوداني نت:

لم يكن الدكتور إبراهيم البدوي وزير المالية السابق فى حاجة لإصدار ( البيان الأخير ) ! الذى أضر فيه الوزير للحديث عن نفسه أكثر من اللازم بصورة لاتليق برجل أكاديمي، ووجه فى البيان اتهامات مبطنة لمسئولين فى الحكومة بالتامر عليه .
لو جود البدوي ملفاته وحقق بعض التقدم فى ملف معاش الناس لوجد الرأى العام فى صفه ووجد الناس تذكره بالخير ولايحتاج إلى بيان ولا يحزنون!
ولكن وزير المالية عندما كان فى الكرسى الوثير كان معاش الناس اخر اهتمامته ، بدأ فى تطبيق حزمة البنك الدولي القاسية بصورة جعلت الأسعار تتحول إلى نار حامية وكان ينوى مواصلة تطبيق الحزمة فى طاعة عمياء لاتنظر لخصوصية الحالة السودانية ولا للظرف السياسى والموضوعى .
أصدر البدوي قرار غريب بزيادة المرتبات بنسبة (٥٦٩ ) فى المائة وتحتاج الدولة الى( ٣٠ )تريليون جنيه بالقديم لتغطية المرتبات الحكومية ، وقد تمت الطباعة من بنك السودان لدرجة أن نسبة الطباعة تجاوزت ٦٠ فى المائة ونحن فى فترة نصف العام وتتيجة لذلك ارتفع التضخم ليتجاوز فى هذا الشهر حاجز ١٣٠ فى المائة فاصبحت الزيادات فى المرتبات بلاقيمة وابتلعها السوق
فى ساعات معدودة !
البدوي فى أيامه الأخيرة وجد نفسه فى مواجهة مع بنك السودان المركزي بعد رفض طلبه بزيادة مزيد من الأوراق النقدية ! ووجد نفسه فى حرج بالغ لفشله فى الحصول على دعم خارجى وهو الذى صرح اكثر مرة ان الميزانية سوف يمولها أصدقاء السودان ! وكانت تصريحات رئيس بعثة الاتحاد الأوربي بالخرطوم التى قال فيها أن دعم مؤتمر برلين سوف يصل بعد عام كانت رصاصة الرحمة على الميزانية المترنحة !
المشكلة الأساسية التى نبهنا لها منذ البداية أن إبراهيم البدوي أشتغل فى البنك الدولي فى قسم البحوث فقط وطوال مسيرته لم يشتغل عمليات ! ولهذا علاقته بالمالية علاقة نظرية ويمكن أن يكون محاضر جامعى او باحث أما وظيفة وزير المالية فهى وظيفة معقدة تتطلب قدرات شخصية ومعارف وخبرة فى العمل الاقتصادي الميدانى!
البدوي يبذل جهد كبير الان لإقناع الراي العام بأنه ليس فاشل وأن ابعاده عن الوزارة تم بمؤامرة!شخصيا لا أعرف الشخص الذى تامر على البدوي ولكن إذا عرفته سوف أطالب بتكريمه فهو شخص قدم خدمة كبيرة للوطن لان خطة البدوي لو مضت للنهاية كانت سوف ( تؤدى البلد فى ستين داهية ) .
صحيح الان الإصلاح صعب خاصة بعد الاخطاء الكارثية التى ارتكبها البدوي وما زالت اثارها قائمة ولكن يبقى الأمل فى قليل من الإصلاح قائما اذا صدق العزم وتم الإعتماد على الموارد المحلية، والسودان بلد حباه الله بموارد طبيعية ومزايا عديدة ويحتاج الى حسن الإدارة وأن تفهم وزارة المالية أنه ليس مطلوب منها معجزة كونية ، يكفى الإهتمام بمعاش الناس وبعض الطموحات والاحلام فى زمن جاي وزمن ماشى وزمن لسه .

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٩)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!