مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: السلام على حساب السلام

سوداني نت:

اذا كانت الأهداف الكلية من اتفاقيات السلام التي توقعها الحكومة مع الحركات المسلحة غياتها إرسال السلام الاجتماعي و الأمني و وضع منصات التنمية في كافة ربوع البلاد فذلك يعد رصيدا إيجابيا في بريد الحكومة و يعد انجازا كبيرا لها …

اما ان كانت غايات هذه الاتفاقيات فقط تمكين الحكومة من مقاعد الحكم و تطويل الفترة الانتقالية و ادخال شراكة جديدة على الشراكات القائمة فذلك كارثة كبيرة …

و الكارثة الكبرى و التي لا تبقي و لا تذر ان تكون اتفاقيات الحكومة مع الحركات المسلحة على حساب بقية اجزاء السودان التي لم تحمل السلاح …

و الواضح ان الحكومة فعلت ذلك دون عرضه على الشعب حيث تضمنت بعض الاتفاقيات مبالغ مليارية كبيرة تدفعها الحكومة تحت بند التعويضات …

و الحق ان كل اجزاء السودان كبعض من حيث التنمية العامة فولاية النيل الابيض لا تختلف عن ولايات دارفور ولا يختلف اثنان في تخلف الولاية الشمالية عدا شريطها النيلي فقط وحتى هذا الشريط الضيق نزح أهله الى ولاية الخرطوم كنزوح بقية الولايات اليها …

الحقيقة ان النيل الممتد من حلفا و حتى الدويم لا يحتمل أهله لضيق النشاط السكاني و الزراعي على ضفتيه فتجد ساكنيه اكثر نزوحا للعاصمة و لولاية الجزيرة المروية زراعيا ولا تكاد تبتعد اكثر من عشر كيلومترات غربا او شرقا الا وتجد الحياة قاحلة تماما و تجد التهميش كما يصفون و تجد ندرة مياه الشرب وصعوبة الحياة ولن تجد مدينة ً واحدة تستوفى جزءا من المدنية و معيشة الحضر …

و سيكون السلام على حساب السلام تماما ان جاءت اتفاقيات السلام المزعومة تحمل في طياتها تصفية المؤسسات العسكرية والأمنية او حتى استفزازها بطريقة او غيرها …

فالمؤسسة العسكرية بكل أفرعها و مكوناتها الاخرى هي التي ظلت تدفع ثمن الاضطراب الأمني و السياسي منذ الاستقلال و حتى الان وهي التي قامت بتطوير قدراتها لتواكب العالم في حفظ السلم والأمن الاجتماعي فلا يعقل ان تتقدم عليها مليشيا مسلحة لم تعلم من فنون القتال و الادارة و التسليح الا القدر الذي لا يتعداها كمليشيا …

و سيكون السلام على حساب السلام ان دخلت أطراف دولية بين طرفي النزاع فوضعت السم في الدسم و ارادت بالخير الباطل و بالإصلاح الخراب كما هو متوقع من دول الغرب في خلق النزاع وزرع الغام ما بعد السلام كما حصل في اتفاقية السلام الشامل بين الإنقاذ و جنوب السودان …

و ان كبرت النفوس و القامات و كان السودان هو الهم الأكبر فسيخيب ظن الذين توقعوا خراب البلاد بعد اتفاقيات سلام الحركات المسلحة …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣٠)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٩)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!