الأخبارمقالات
تريند

حسن إسماعيل يكتب: أين الإسلاميون؟!!

سوداني نت:

مدخل..
قلت للدكتور المرحوم حسن الترابي وكنا نزوره ثلة من الشباب لتقريب المسافة بينه والمرحوم أبو عيسي في قوي الإجماع ــ وعلي هامش ما جئنا من أجله ــ سألته: لماذا موقفكم من الديمقراطية تكتيكي ومرتبك؟ لم يتلفت كثيراً ليرد.. لأن الآخرين يتخذون من الديمقراطية موقفا ضدنا تكتيكي ومريب.. نفوز فلا نحكم.. كلما هممنا بإحراز هدف في سجال الديمقراطية سرقوا الشباك وأخفوا القوائم… هذه المرة صمت قبل أن يضيف ــ وبصرامة ــ فاسألنا عن الشوري والحريات!!

– يقال في مقام البحث عن التوازنات السياسية أن أحد مستشاري السادات عندما لاحظ الضغط والحصار الإعلامي الذي يمارسه عليه الشيوعيون المصريون ـ همس في أذنه قائلاً: لماذا لا تخفف الحصار علي الإسلاميين عموماً وتطلق يدهم مؤقتا؟ فلا يفل الحديد إلا الحديد!
– لست من أنصار أن نحقق التوازن علي طريقة نصيحة مستشار السادات ولكن ما تشهده الساحة من اعتلال مخيف في التوازن واختلال مزعج في موازين القوي يجعلنا نسقط السؤال عنوان المقال عاليه علي قارعة الطريق ونعيد تكراره ونلح (أين الإسلاميون)؟
– أفهم أن يكون بعضهم لا يزال مصدوماً بما حدث في (11 أبريل) وأفهم أن البعض لايزال محبوسا في خلافات ماقبل بيان بن عوف وقد يكون البعض استسلم نفسيا لحصار الخطاب اليساري الذي عبأ الشارع (مستفيدا من الضائقة المعيشية) وألصق بهم الكثير من تهم الفساد وغيرها ولكن كل ذلك يجب ألا يصبح قمقماً يستسلم له الإسلاميون أو جبا ينتظرون (دلو السيارة) الذي قد لا يأتي ليخرجهم منه.
ــ علي هؤلاء أن يتذكروا أنهم من أكثر التيارات السياسية السودانية حيوية وحركة ونشاط.
ــ أخطاؤهم تبقي رصيدا حيويا للمراجعات والإتعاظ وإعادة إكتشاف الطرق والمسارات ـ فمن ذا الذي ترضي سجاياه كلها؟
ـ إنجازاتهم علي الأرض ـ المادي منها والمعنوي ـ شاهدة لهم يتفق حولها الناس ويختلفون وتعطي النقاشات دفئها وسخونتها.
ــ لم تنقطع تفاعلاتهم بصعودهم إلي الحكم ولم تسكن حركتهم ويخمد عقلهم الناقد فكتب أصغرهم سنا في منتصف التسعينات (الثورة والاصلاح السياسي) ذياك الكتاب الذي وضع في مدفئة الصوالين عودا نفاذا حرك كثيرا من خيوط الجدل وهرش الأدمغه، ثم كتبوا مذكرة العشرة.. فنا من فنون التصويب والجرأة والمهارة ثم اصبحوا أقوي حكومة وأقوي معارضة في آن واحد، من (سمنهم ودهنهم) خرجت حكومة عاشت ثلاثين عام.. واربعة أحزاب وحركة مسلحة.
ـ استخرجوا البترول ومدوا الطرق وشادوا الكباري والسدود ووسعوا الجامعات وضاعفوا أعداد تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وبسطوا الحكم الفدرالي وأقاموا اقتصادا بعيدا عن (ظل اللبخة الأمريكية) فاستخرجوا البترول وانتعش سوق العمارة والعقار والنقل، حاربوا وسالموا، انتصروا وانهزموا..
ــ قدموا المتعافي للإدارة وعبد الوهاب عثمان للتخطيط، وعبد الوهاب الآخر لخزانة المال وإيلا للزعامة ومعتز موسي للقيادة وآلاف الكوادر الوسيطة لسد الثغرات.
ــ قدموا الكبرياء والصرامة عندما جعلوا مأمون حميدة وزيرا للطبابة في ولاية الخرطوم فبسط المشافي في الأطراف وصرخ أهل المنافع في شارع (الاسبتالية) في قلب الخرطوم.
ــ أجلسوا أعيان القبائل علي رأس المجالس التشريعية في الولايات.. في الشرق ودارفور ونهر النيل والخرطوم والجزيرة وكردفان وبحر أبيض فما من بيت في السودان ألا واشترك في الحكم وهو اتساع لقاعدة الشراكة لم تعرفه حتي الديمقراطيات الثلاثة مجتمعه.
ــ فعلوا كل شئ في السياسة ــ حربها وصلحها ـ فصالحوا الميرغني والصادق المهدي وقرنق ومبارك المهدي والمرحوم نقد.. حتي ياسر عرمان.
ــ قدموا الجنرال حسن فضل لنسج الإبداع وروضة الحاج لبعث الخنساء وقدموا لمساءات وصباحات الخرطوم الجميلة حسناوات النيل الأزرق والشروق وقدموا للرياضة جمال الوالي حيث جعل الشمولية مطلوبة بلسان الديمقراطية عندما هتف الناس (الوالي رئيس طوالي).
ــ قدموا للناس محمد طه محمد احمد الذي جعل الصحافة هي المتن وما عداها هو الحواشي، وقدموا حسين خوجلي الذي تقرأ له المعارضة سراً فتكر أسنانها. قدموا ساحات الفداء وأغاني وأغاني، قدموا (حتي تكتمل الصورة) فحشدوا حوله الناس وعلموا المعارضين فن المرافعة ووسامة الظهور أمام الكاميرات.
ــ وإلي أن تجف أقلام الكتابة في السودان وترفع صحفها فسيجد الناس التيار الإسلامي موجوداً في كل مقال يكتبه عثمان ميرغني، والتجاني عبدالقادر، وعادل الباز، ومحجوب عروة. وعبدالوهاب الافندي، وخالد التجاني (وإن بدا الأمر غير ذلك).
باختصار قدموا تجربة متكاملة وكما يقول رجال التعليق في سجالات كرة القدم ــ قدموا مباراة فيها كل شئ حتي الأهداف.
ًـ واذا كان الأنصار يحتلون مكانة الكتف عند السودانيين حتي اليوم لخاطر عيون الإمام المهدي والإتحاديون يقدمون انفسهم بإسماعيل الأزهري فتفتح لهم الأبواب، وإذا كان الناس يحتملون الشيوعيين من أجل حميد ومحجوب شريف فإن للإسلاميين تجربة تجعلهم عصيين علي التجاوز أو إبقائهم (خارج الرصة) وتجعل أي (قيم) يلعب (بضم الياء) بدونهم ناقصا وبارداً.

-أعرف أنه قول يثير (الحكة) والعطاس في زمن الألسن المقطوعة والشهادات المبلوعة، ولكن تبقي الحقيقة أكبر وأجل.
ــ فهذا تيار اختلفنا معه بشجاعة واتفقنا معه بصدق… وهذا قولي… فأين هم؟

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (31)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (30)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!