مقالات
تريند

طارق شريف يكتب: وداعا الفلاح الفصيح !

سوداني نت:

في صيف العام ٢٠٠٦ كنت على موعد معه بفندق وسط البلد بمدينة القاهرة يطل على النيل ، استقبلني بود نبيل وهو يرتدي تيشرت أبيض وترتسم على وجهه إبتسامة هادئة ، ودعاني للجلوس على اريكة خشبية كانت هي مكتبه في حديقة الفندق وقد اعتاد منذ سنوات أن يكتب أعماله من هذا المكان .
كان هذا هو وحيد حامد السيناريست المصري الشهير الذى ودعنا قبل ايام عن عمر يناهز ٧٧ عاما .
حاورت وحيد حامد ضمن سلسلة لقاءات اجريتها في القاهرة لصالح صحيفة الصحافة وشملت الحوارات الأديب المصري جمال الغيطاني والممثل يحيى الفخراني والممثل نور الشريف والنجمة مني زكي والنجمة سمية الخشاب والمخرجة الكبيرة أنعام محمد علي وعدد من النجوم .
سالت وحيد حامد عن إخراجه فلم عمارة يعقوبيان الذى اثارا جدلا واسعا في الساحة العربية حيث تناول رواية الكاتب علاء الدين الأسواني وقام بكتابة السيناريو وحيد حامد وأخرجه ابنه مروان حامد وكانت الرواية تناولت الفساد السياسي والشذوذ الجنسي التى ناقشها الفلم بشكل جرئ ، قال لي وحيد حامد أن الفلم تعرض لهجوم لانه ناقش الفساد ومن الطبيعي ان يحارب اي فاسد من يفضحه .
تحدث لي وحيد حامد عن الثنائية التى جمعته بالممثل عادل امام الذى قدم معه العديد من الافلام ابرزها طيور الظلام والارهاب والكباب .
وتحدث في حواري معه لجريدة الصحافة السودانية عن أبنه المخرج وحيد حامد بحب كبير وقال انه ترك له الفرصة ليقدم نفسه ولايعيش في جلباب أبيه.
كان وحيد حامد إنسانا بكل ما تحمل الكلمة من معني وكان مبدعا يحمل رسالة ومنهج وفكر . تميز بالهدوء ولكنه عندما يتعرض لاستفزاز ويريد الدفاع عن القضايا التي يؤمن بها كان ينتفض كالنيل الهادر .
عاش محبا للفن وملتزما برسالته
وجد الاحتفاء الكبير الذى يستحقه فى حياته مثلما وجدت أعماله بعض المعارضة والمواجهة التى وصلت المحاكم واثارت جدلا واسعا أقامت الدنيا ولم تقعدها، وفي كل الأحوال كان يناقش قضايا إنسانية وعلى راسها قضية الإرهاب التى أفرد لها مساحة واسعة في أعماله .
الناقد المصري طارق الشناوي كان قد بدا فى توثيق حياة وحيد حامد بكتابه الذى لم يكتمل ( الفلاح الفصيح ) . ضمن تكريم للفقيد الراحل فى مهرجان القاهرة السينمائى حيث كرم بوسام رفيع في أيامه الاخيرة وكان سعيدا بحفاوة نجوم الفن به في المهرجان .
وقد تعرف الاصدقاء على مرض وحيد حامد بعد توقف رسائل الواتساب التى كان يرسلها يوميا وهو تحوي نكات ساخرة من تاليفه وقد كان يجيد التعبير بسخرية .
وداعا الفلاح الفصيح ، رحل وحيد حامد ولكن يبقي الرحيق ، نسال الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته .

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!