مقالات
تريند

ذو النورين نصرالدين المحامي يكتب: الكياسه السياسية (٢_٣)

سوداني نت:

🔘 قدر الله لقوى الحرية والتغيير أن تمر بتجربة سياسية في الحكم وان ترتقي المراقي على جسد هذا الوطن المنهك بجراحاته لتزيد من سعة الفتق وتضيق من مساحات التلاقي الوطني بالإستئثار الطبقي والذاتي

تجربة (قحت) كانت لابد منها لمعرفة التوازن الحقيقي لقدرات الأحزاب السياسية والتنظيمية في إدارة الدوله (نجاحا وفشلا) وكشف منهجية التنظيم والتدبير والقدرات البشرية في الإداره

فالتجارب السياسية هي الترموتر الحقيقي لكشف ستار الكفاءة  ومعيارا لقياس للأداء والأثر الفاعل في الحياة العامه

فتجربة (قحت) الوليدة خسفت بها سبعون خريفا إلى باطن الأرض ولن تقوم لها قائمة تشفع لها للحكم تارة أخرى لحكم البلاد وسيكتب التاريخ لأسوأ تجربه مرت علي السودان

سطت (قحت) على أشواق الجماهير الباعثه للثوره وإنكشفت عراها وتمزقت أوصالها لضعف الحنكه والتجربة السياسية

سقطت قحت لأنها تدثرت تحت شعارات براقه مألبه للمشاعر خالية من الخطط والمضامين والبرامج وضامره لأجندات بعيده عن هموم المواطن لتتمكن ايدلوجيا

🔘 سارعت (قحت) لتمكين أحزابها من خلال موارد الدوله وحقوق المواطنه فأنشأت الدور وكونت الفيالق وقامت بشراء الذمم والنفوس الضعيفه وعاثت فسادا ممنهجا في كل مفاصل الدوله دون إعتبارات لممسكات الوحدة الوطنية فإستفردت بالقرار والسلطة

هرولت (قحت) إلى أحضان الخارج بكل ثقلها وتركت الداخل يغلي كالمرجل

انتهجت (قحت) سياسات الدمار الشامل للمؤسسات الوطنية والقومية (الجيش، الشرطة، الأمن والخدمة المدنية) فأرادت أن تزج بالإنتماءات والولاءات السياسية بديلا عن البرنامج الوطني لتدان لهم ذمام أمر السلطه  وإنقضت على ماتبقى من ركائز الدوله القوميه لتشعتل الفتنه وتتفتت البلاد خدمة للطامعين

فأخطأت (قحت) التقديرات السياسية وأرادت إخراج المكون العسكري من المشهد نهائيا بعامل القوه الجماهيرية التي تراجعت بعوامل الفشل في إدارة البلاد وضعف الأداء وعدم قدرتهم على معالجة الأوضاع الأمنية والمعيشية للمواطن بل تدهورت الأوضاع إلى أسوأ مماكانت عليه من قبل

🔘 إن مفهوم التغيير والتحسين لبواعث الجماهير كان يتطلب دراسات تحليلية عميقه لأسباب ودواعي  قيام الثورات كإيقاف التدهور الإقتصادي وتثبيت حاجات المواطن اليوميه في معاشهم من أسعار متضاعفه وغلاء في المعيشه وهبوط لقيمة العمله الوطنية وتدهور في الخدمات ثم التفكير لاحقا للبحث عن المعالجات إلى مادون ذلك (سعرا وجوده) وتوفير السلع والخدمات  وعدم انعدامها وندرتها

لم تتبع (قحت) منهجية التخطيط المرحلي للمعالجات ولم تضع رؤية واضحه في أدارة الدوله

فتحولت حياة المواطن إلى جحيم لايطاق وضنك في العيش وفقدان للأمن

جاءت (قحت) منتفخة الأوداج وبجنون العظمه المطلقه وغرور السلطه وأن (الملك لهم لا لسواهم) وإرتفعت عندهم سيطرة النظره الآحاديه فإنتهكوا الدستور وضيعوا قيم المجتمع ومارسوا الظلم وأشاعوا الفساد والإستبداد فإستجاب الله لدعاء المظلومين الذين فقدوا أعمالهم ومصادر ارزاقهم ومايقيم أود أطفالهم

فكتبت (قحت) منذ وهدتها شهادة الوفاة لنفسها منذ بواكير سطوتها ففقدت القاعده والتعاطف الجماهيري ولم تستطع أن تقرأ أو تحلل المشهد كما يجب بعد (١١ أبريل ٢٠١٩) وفيما بعد (تسقط بس) فتراجعت عن بلوغ مقاصد الشعب ولم تعير المواطن أدنى إهتمام في حياته اليومية

ففقدت قحت الكياسه أو الحصافة السياسية اللازمة في مرحلة مابعد (١١_ابريل ٢٠١٩) وحلت بنا الأزمات وتعقيدات المشهد فكان نتيجة أفعالهم خسرانا مبينا

(نواصل ٣_٣)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!