مقالات
تريند

د. نجلاء حسين المكابرابي يكتب: الشباب السوداني مابين ضياع الاحلام والمخدرات

سوداني نت:

* لعل الحديث عن الشباب في بلادي يحمل الكثير من الهموم والقلق مع العلم بأنهم الأعلي نسبة في الوجود فقد تجاوزت نسبتهم 46% وهذا مؤشر بأن السودان دولة شابة وفتية وغنية تتمتع بأهم الموارد البشرية والطبيعية والصناعية ، وكل ذلك يجعل منها دولة الاستهداف الاول في العام العربي والأفريقي، من خلال شبابها الذي يحلم بوطن آمن ومستقر ، ولكن ضاعت احلامه في خضم الصراعات السياسية والاختلافات الايدولوجية والتدخلات الخارجية والحروب الداخلية، والتغيرات الاجتماعية الثقافية والهجرة والمخدرات ذلك السم القاتل والسلاح الفتاك ، المدمر لوطننا الحبيب

* شاركت قبل عشرة أعوام بمنتدي الشباب العربي الرابع بالخرطوم الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة السودانية ان ذاك، بمشاركة 15 دولة عربية بورقة علمية عن دور السودان في مكافحة المخدرات وقدمت خلالها انواع المخدرات بصورة علمية ومدي تاثيرها علي العقل البشري وعلي الاقتصاد السوداني واوضحت فيها دور المجتمع والأسرة والمؤسسات الحكومية والعاملة في هذا المجال وايضا تأثير الوجود الاجنبي ، والظواهر السالبة والانفتاح الغير مغنن علي دول الجوار دون وضع القوانين والضوابط الازمة لدخول السودان وهو دولة لها سيادتها ومكانتها الرفيعة بين الدول

* يسوقني هذا الحديث الي المقارنة بين انتشار المخدرات في العقود السابقة والان ، وضياع الشباب والان، فهم اصبحوا لعبة شطرنج الحكومات والورقة الرابحة للأحزاب والايدولوجيات المختلفة، واصبحوا هم هدف الاطماع الخارجية من خلال تحريك الحركات والمجموعات المسلحة التي اصبحت خطرا علي البلاد ، وعلي مناطق التعدين الاهلي بالولاية الشمالية علي وجه الخصوص ، وهم ابناءها وحماتها وسندها اذا احتدم الوقي، يروجون المخدرات ويصرفون اموالها علي قواتهم وقادتهم ، دون خوف من دمار البلد ومستقبلها واصبحت هي ضمان استمرار عملهم ومناشطهم .

* وأصبح الطلاب هم الاكثر تعاطي وترويج للمخدرات ، فأصبحت الأسر تخاف من دخول ابناءها المدارس وبالاخص المدارس الخاصة فتتحري جيدا ليكون معيار الأمان الاخلاقي هو الأهم من المعيار التعليمي ، فيكون التعليم في السودان الان ، هو المهدد الأخطر والاعظم ،ويفضلون الهجرة علي البقاء في موطنهم الأصل
فقد ازدادت الهجرة بصورة مخيفة خلال الثلاثة سنوات الأخيرة، والبلاد اصبحت طاردة بكل ما فيها اقتصاد متردي، ومجتمع مزري وحكومات فاشلة وحركات دخيلة، وعدم الامان ، من هنا دعونا نقف بوعي كبير وتفكير جمعي وعلمي ومجتمعي علي اهم القضايا والتحديات التي تقابل شبابنا من مخدرات وهجرة وعطالة ونزوح وضياع بتكثيف الجهود الرسمية والشعبية والمجتمعية والانسانية تجاه صون الشباب بناة البلاد ومستقبلها الزاهر، فهم الان بين سنديان الحلم الضائع والمخدرات والتغيير المنشود.

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!