مقالات
تريند

د. محي الدين عبدالكريم يكتب: ماذا تريد امريكا من السودان ؟

سوداني نت:

هاتفي احد الأصدقاء لمناقشة سلسلة مقالاتي آفات الاستقرار في السودان إذ أن له رأيا مطابقا تماما لما نراه من العرقلة الأمريكية لجهود الحكومات السودانية للاستقرار السياسي و التنموي فتتبع الأخ تلك العراقيل منذ حكومة نميري مرورا بحكومات الديمقراطية الثالثة و حكومات الإنقاذ المختلفة ثم حكومات الفترة الانتقالية …

و ظلت السياسة الأمريكية تجاه السودان ثابتة في كل حالاته السياسية لا تتغير بتغير الحكومات و لا الأنظمة و كانت ترفع العصا اكثر من رفع الجزرة و تستخدم الضغط اكثر مما تستخدم اللين و تخلق الأزمات لتكسب التفاوض و لا تستحي أبداً من ازدواجية المعايير التي تنتهجها في اللعبة السياسية مع السودانيين …

امريكا هي التي دعمت تمرد جنوب السودان منذ بداياته بعيد الاستقلال وهي صانعة اتفاقية السلام الشامل بقنابلها الموقوتة ( بروتوكولات ابيي و جنوب كردفان و جبال النوبة و النيل الأزرق ) وهي مهندسة فصل الجنوب و حرب دارفور وهي من استقطب و درب أربعة طويلة وهي ايضا من مول النشطاء السياسيين المعارضين لكل الحكومات وهي ايضا كذلك صاحبة الإنفاق على الاحتجاجات الشعبية و اعتصامات القيادة العامة و ما صاحبها من احداث و دماء و هي الحاضنة الدولية للتغيير الجذري في السودان و داعمة المهزومين من السياسيين و الشواز من النشطاء و صاحبة المشروع المتناقض للاستقرار السوداني إذ انها لا تعترف بالأغلبية الشعبية و لا تعترف بالديانة السائدة و لا تعترف بالمجتمع المحافظ بل هي تريد سيادة النقيض و غلبة البغيض و تغليب الأقلية في مخالفة واضحة للفطرة و الناموس الكوني …

و من يفعل ذلك فحتما و بالتأكيد يريد تدمير الدولة و سحق المجتمع ليسهل له بعد ذلك تشكيل البلاد بما يراه مناسبا فيصنع مجتمعا بمواصفاته هو نفسه و يصنع دولة بتدبيره هو وحده ثم يدير كل ذلك وفق ما يراه في مصلحته هو ذاته …

لذلك نرى ان امريكا تعجلت سفيرها لينخرط في تفنيذ اجندتها الأنانية وفور وصوله دعا جماعةً دون جماعة و أحزابا دون احزاب ٍ و حركات مسلحة دون أخرى و احتضن المرفوض دون المحمود و أدنى منه القليل دون الكثير و استعان بالطالح دون الصالح و بالمنبوذ دون المأخوذ …

و لكن القائد اركو مناوي وجه صفعة ً كبرى لبداية السفير الأمريكي الخاطئة ثم اعقب تلك المناضل مبارك اردول بمقاله المؤدب ( البدايات السليمة تودي لنتائج سليمة دوما ) و كأنه اراد ان يقول للحلف الأمريكي ( sorry فقد بدأت خطاً ) و ستتوالى الصفعات على المشروع الأمريكي الخبيث في السودان حتى من وجدي صالح نفسه و من ياسر عرمان ذاته ان شاء الله …

ان اراد الأمريكان علاقات عادلة مع الشعب السوداني فستكون محل قبول و احترام و ان استمروا في غيهم فحتما سيجدون كف مناوي مع كفوف الجد و سيجدون تكامل اردول مع قيادة و قاعدة الإسلاميين و حتما و أكيد سيصنع التحدي معجزات اكبر في جمع النقائض و توليف البغائض و لا بغضاء أبداً بين السودانيين و ستخسر امريكا حتى الذين خسرت عليهم و ليحذر الأمريكان إفاقة و توبة العميل و ( خيركم في الجاهلية خيركم في الاسلام ) …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!