
سوداني نت:
الصباح يضحك لقدوم النور . و المغيب يبكي لحلول الظلام . فلا شيء في هذا الكون يحب الظلام …
ففيه الطيور تأوي لأعشاشها ، و أوراق الشجر تغمض أجفانها ، و الأزهار تخفي نفسها . و الانسان نفسه ينتهي لمأواه …
و لا تتحرك في الظلام إلا الحيوانات المفترسة ، و الهوام القارصة ، و الدواب القارضة ، و الأنياب العاضة ، و الحشرات المتطفلة …
و في الليل ينشط الخبث تماما ، و يتحرك الظلم خفياً ، و يمشي العدو خفيفاً ، و يحاك التآمر و ينتشر الخوف …
و من آيات الله أن الظمآن يقتله عطش الليل أكثر مما يميته حر النهار …
و إذا كان النهار يرمز للحق و الحقيقة و العدل ، فإن الظلام يوحي بالظلم و الخوف و الخفاء . و إذا كان النهار معاشا ، فإن في ظلمة الليل سترا للمعاصي و التعديات ودواهي المجتمعات و الدول …
فعيون التخابر تنشط ليلا ، و دبيب الجيوش يكون ليلا ، و غدر الأعداء حتما في الخفاء و الغيوب التي يمثلها الظلم و الظلام …
و ان كانت لليل محمدة ؛ فلسراه المستتر ، و لقرباه المقتربة ، و قيامه المستقيم ، و لنجواه العميقة ، و لستره السابل ، وهو في ذلك منتهى الخلوص للرب و للأخلاء و الخائنين …
فلا تأمنن سكون الليل ، و تنام ملء العين ؛ فقد يستر الليل عنك عدوا داخل بيتك ، يترقبك و يترصدك . فرب معتدٍ تافه و ضعيف يقضي على قويٍ غافل …
فمعلومات الخفاء الليلية ، ضربت اليوم ايران في مقتلها ، و غدا ستقضي على جميع الغافلين و المستغفلين . كما أنها في غابر الغابرين قضت على عروش و أنظمة ، و على دول و امبراطوريات . احذروا أمور الليل فإنها تمر بالقرب منكم …