على كلمقالات
تريند

انتصار صغيرون.. (الكوزنة .. وفش الغبينة) !

محمد عبدالقادر

سوداني نت:

لم أتوقع ان (تنسي عشرتها) مع الانقاذ بهذه السهولة وتبيع المؤتمر الوطني الذي رشحها ذات يوم لقوائمه النسبية واعتمدتها حكومته عميدا لكلية الاداب بجامعة الخرطوم، حدث هذا بالطبع بعد ان اخضعت دمها السياسي للفحص المجهري الدقيق .

لا يعنيني كثيرا ان كانت الدكتورة انتصار الزين صغيرون وزير التعليم العالي (كوزة ) من الفلول ام منتمية لقوى الحرية والتغيير فذلك شانها وخيارها الشخصي، ولكني تمنيتها وزيرة لكل السودانيين ولم اتوقع ان (تنسي عشرتها) مع الانقاذ بهذه السهولة وتبيع المؤتمر الوطني الذي رشحها ذات يوم لقوائمه النسبية واعتمدتها حكومته عميدا لكلية الاداب بجامعة الخرطوم، حدث هذا بالطبع بعد ان اخضعت دمها السياسي للفحص المجهري الدقيق .

ساتجاوز كذلك عن خطاب (الكسح والمسح وجيبو حي) الذي ارادت عبره الوزيرة الرد علي من اتهموها ب(الكوزنة) ، نعم فاكثر المواقف تطرفا تلكم التي يريد صاحبها ان ينفي بها تهمة، او يتستر عبرها علي انتماء.

فاجاتني الوزيرة صراحة بتبنيها لقاموس (لحس الكوع) وقد كنا نعدها علامة واكاديمية مهنية حاذقة لا تغرق في الهتاف ولا تحيد عن المواقف العاقلة والمعتدلة. ،لست بحاجة الي تذكير دكتورة انتصار وزملائها من الوزراء الي ان الثورة تعني بعث القيم الواعية في ممارسة السياسة وادارة الشان العام ، هي اكبر من تبني قاموس يعيد انتاج الانقاذ التي خرج عليها الناس ، فقد تاذي سوداننا كثيرا من استخدام المفردة العنيفة ، ابتداءا من( اكسح وامسح ) التي استلفتها الوزيرة من قاموس الوطني واظنها حريصة علي استلاف منهج (لحس الكوع ).

مفردات خطاب الوزيرة يؤكد ان شعارات الوطني تجري في دمائها وان قاموسها ما زال معتقلا في الطرح الذي تبنته الانقاذ في تعاملها مع الخصوم وانتقدناه مرارا وتكرارا فقد كتبت ذات يوم مقالا عن (سياسة طالعني) التي اكسبت الانقاذ عداء جهات عديدة في وقت كان بامكانها ان تشارك الجميع وتؤلف بين قلوب السودانيين.
الخطر الان ليس في (الكسح والمسح) فربما اعد انصار النظام السابق انفسهم للمعارضة وتدبر امورهم بعد ان علت نبرة الاقصاء ، ولكني اتحسر علي حال البلد ان كان اشتراط وزيرة التعليم العالي الايمان ببرنامج قوى الحرية والتغيير كمواصفة مطلوبة في شاغل الوظيفة العامة ، نعم من حقنا ان نذكر الوزراء الاماجد باهمية الناي عن استفزاز بقية المكونات السياسية الاخري خاصة ذات الصلة ، والتاسيس علي ان تكون الكفاءة معيارا لشغل الوظائف في سودان ما بعد التغيير؟ اذا كانت الوزيرة تشترط الولاء المطلق لبرنامج (قحت) في وظائف التعليم العالي فان حلمنا بالسودان الجديد المحصن من امراض الماضي سيذهب ادراج الرياح..
مازلت مقتنعا ان الاحالة للصالح العام من اسوأ ما فعلته حكومة الانقاذ لانه اضعف الخدمة المدنية وجعل معيار التعيين سياسيا وابعد الكفاءات، الان قوى الحرية تفعل ذات الشئ لياتي اخرون وينفذون اقصاءا جديدا بعد سنوات قادمة وهكذا دواليك.
مرحبا بابعاد الفاسدين والمفسدين ممن لم يكونوا علي قدر الكفاءة المهنية والاخلاقية ولكن من غير المعقول ان يكون كل استاذة الجامعات الذين لا يتبنون برنامج الحرية والتغيير غير مؤهلين، وان يحرم اصحاب الكفاءة من المشاركة في بناء سودان ما بعد التغيير لمجرد انهم لايؤمنون بقوى الحرية والتغيير.
تمنيناه عهدا يتوافق علي معايير حكمه المنصفة كل ابناء السودان من غير المفسدين وحلمنا بوطن يسع الجميع بعيدا عن الولاء والتصنيف السياسي الضار ولكن الطريقة التي تعمل بها الدكتورة انتصار ستؤجل استبشارنا بعهد جديد تكون فيه المواطنة اساسا للحقوق والواجبات ومعيار الكفاءة هو الفيصل في تولي الوظائف.
ما فعلته انتصار يهزم كثيرا من قيم الثورة وهي تعيدنا الي مربع (اكسح وامسح وجيبو حي)، انتصار توسع للاسف قاعدة الغبائن بتشددها في الترويج للاقصاء، نذكر الوزيرة ان ( من فش غبينتو خرب مدينتو).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!