الأخبار السياسية
تريند

“حُسَيْن خُوجلِي” يَكْتُب: (رسالة في بريد الخواجة ترامب)

سوداني نت:

وجددت أمريكا بالأمس العقوبات على السودان وزادت بالطوارئ وتهديد الأمن القومي الأمريكي وقائمة الإرهاب وقوانين الكونجرس والاتجار بالبشر والقائمة تطول
جددت مواجع الحالمين والعارفين وقد انطوت مشاعر الحزانى بعرضحال مخبوء أظهرته دمعات السر والزفرات الحرى
1/ ألم يشفع لنا يا كبير الروم أننا سفّهنا السيادة وفتحنا القيادة؟
2/ ألم يشفع لنا أن أحرارنا وحرائرنا باتوا على الطوى وعلى الثرى بثلاثين يوماً أو تزيد؟
3/ ألم يشفع لنا هتافنا الذي يدغدغ مشاعركم بشعارات العالم الحر وحقوق الإنسان؟
4/ ألم يشفع لنا أننا جعلنا على قيادة هذا الشعب المسلم فئة قليلة لا تنتمي لعقيدته ولا لتاريخه؟
5/ ألم يشفع لنا أننا أعلنا الموافقة على كل اتفاقياتكم ومعاهداتكم حتى التي تصادم ثوابتنا وعقيدتنا؟
6/ ألم يشفع لنا أننا أجزنا وثيقة دستورية لا تعترف بإسلام الأغلبية ولا اللغة الموحدة للجميع؟
7/ ألم يشفع لنا أننا جعلنا مقررات أبنائنا تحت إمرة الذي لا يتفق على كل المبادئ التي نؤمن بها ولا يُبالي باحتجاجات الجميع؟
8/ ألا يشفع لنا أن وزير الشئون الدينية والأوقاف في حكومتنا السنية قد أنشأ إدارة لعبدة الأوثان والحجارة؟
9/ ألا يشفع لنا أن شبابنا الثائر لم يجد حتى الآن فرصة للتدريب أو التوظيف أو تملك وسائل الإنتاج أو حتى بصيص الأمل في سودان جديد؟
10/ ألا يشفع لنا أننا حتى الآن لم نضع الخطوة الصحيحة الأولى على أرض الإنتاج والكفاءة والعدل؟
11/ ألا يشفع لنا أننا منحنا الخارجين على القانون، ألقاب الكفاح ورتب البراءة الثورية، دون أن يوقعوا على سلام، بل أن بندقيتهم ما زالت على رؤوس جيشنا وأن قبائلنا تحت سلطانهم ما زالت مختطفة؟
12/ ألا يشفع لنا أن حكومتنا الانتقالية ما زال إنجازها الوحيد تصفية الوظائف وإبعاد الكفاءات لتعيين الموالين وعاطلي الموهبة والمستثمرين في السياحة الثورية؟
13/ ألا يشفع لنا بأن الديمقراطية الموعودة والانتخابات وفصل الصندوق والشرعية ما عدنا نسمع لها حديثاً أو اجراءات لأن الانتقاليين ظنوا أنهم تملكوا السودان إلى أبد الآبدين؟
14/ ألا يشفع لنا أن حاراتنا وقرانا ومدننا الدانية والنائية قد أصبحت تحت قبضة المتفلتين والنيغرس وقطاع الطرق بعد ذهاب القوة والهيبة، واستشراء ثقافة الكراهية وأخذ القانون بالتعدى والقوة الطائشة؟
13/ ألا يشفع لنا أن يدنا ما زالت سفلى وهي تسأل الخبز والوقود والاغاثات وأننا نبيع الكرامة في موائد المانحين ونأخذ المقابل بالقطارة؟
14/ ألا يشفع لنا أننا قد أعطينا وما استبقينا شيئا، الشئ الوحيد المطلوب منا أن نتحول إلى مذهب البروتستانت ليبصموا لنا على كنيسة سوداء، وحتى الرضا المنقوص سيجعلنا للأسف تحت شرائع العبيد وفتات المشردين؟
إن العقلانيين من أبناء شعبنا يعلمون أنه بصدور تجديد العقوبات الأمريكية قد فرماناً جديداً لكل العواصم والصناديق لإغلاق أي كوة للمساعدة وأي منفذ للحلول. غدا سوف تتفاقم الأزمات ويملأ الجياع الدروب وتملأ الصفوف الطرقات بالخبز والوقود وغداً سوف يزحف الريف صوب المدينة المثقلة أصلاً بالأزمات المطبقة وغداً سوف يغادر أصاحب الجنسيات المزدوجة والياقات البيضاء بلادنا صوب المرافئ البعيدة وأحضان الأحباب والوظائف التي غادروها بإذن مؤقت تاركين الغبش في بؤسهم يتعاركون. وسيكون تبريرهم المقروح لشعبنا عند الاستقالة بأننا رفضنا رفع الدعم الكلي وحجتهم الزائفة في ذلك تُرى ماذا يفعل غريق بغريق؟
وأخيراً جداً تكشف الآية الكريمة سر الأزمة العميقة وسر الحل السحري الذي نتفاداهوا بالجهالة والغفلة ( وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ). لاحظ أن الآية في هذا الشأن استخدمت مفردة (العلم) لا الحق، والاقتصاد المُفضي للعزة علم وبرنامج وهمة وشباب.

حسين خوجلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!