مقالات
تريند

محمد حامد جمعة يكتب: أميرة الفاضل.. كيفَ باتَ يُرضينا فُتات الطريقِ؟!

سوداني نت:

ما حدث مع مفوضة الشؤون الإجتماعية بالاتحاد الإفريقي السودانية أميرة الفاضل يكشفُ بشكل لا يقبل الجدل والتبرير، أن السودان أبتلى بغاشية من الجهل.

 

ذلك على كثرة ربطات العنق التي تتدلى فوق المنصات. وعلى كثافة المكونات الخارجية من حملة الجوازات الأجنبية، مدعي الإختصاص بعلوم المنظمات وإجراءات تمثيلها مدعي النضال – بكل ضروبه الهامشي والسوداني والعروبي والافريقاني والشيوعي. وهذا يعني ببساطة ان بعض هؤلاء، ان لم يكن جلهم عطالى. جلبهم سيل التخبط الثوريْ، فحول بعضهم الى حكام وقادة وسادة انستهم (الخلعة) نبل التصرف والمعاملة.

 

أميرة الفاضل صعدت لهذا المنصب، بإنتخاب وتنافس ولم تنله عطية. و إن أدير الامر بتنسيق من مؤسسات الحكومة السابقة فذاك عمل تم وفق مقتضى حق للسودان الوطن والبلد. والحقيقة التي يتجاهلها هؤلاء الجدد، ويصمت عنها من يعلم من قادة النظام السابق. انه غير (أميرة) من دُعم ومول وساندته الحكومة، وهو لم يكن من اعضاء حزبها او المنتمين اليها! هذا للمنظمات وفيه ما فيه من تفاصيل سكت عنها اناس كثر. تحريا للنبل ودعوة لتوقير العطاء. وبمثل ذاك اكف عن الاسترسال. وليس للمنظمات الكبرى فقط بل حتى تحت راية الدبلوماسية الرسمية للدولة كان السفير عمر مانيس (وزير وزارة مجلس الحالي مع حمدوك) مقدم على كثير من الاسلاميين واهل المؤتمر الوطني. فهل حمد هؤلاء الصنيع وهل حمد (مانيس) وحكومته تصدر المضايقات لسودانية في منصب، هو الاول لشخصية سودانية وغض النظر عن تصنيفها السياسي وتاريخها الحزبي، والتنفيذي فقد نالت وظيفتها الحالية وفق صحيح الإجراء والتدابير. إلا إذا كان يفترض بحكومة البشير ان ترشح من تحدده رغبات جمهور المعارضين! وهذا عرف وتقليد ان ترشح الحكومات. من له خبرات وسابق عطاء.

 

كما فعلتها اثيوبيا قبلا، لوزير الخارجية الاسبق تيدروس أدناحوم. فقدمته مدير لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، خلفا للصينية مارغريت تشان، التي أدارت المنظمة لأكثر من 10 أعوام. وهو الذي خدم تحت قيادة مليس زيناوي وفي اقوى سنوات سيطرة التقراي من العام 2005 وحتى العام 2012 متنقلا بين الصحة والخارجية، وبعد ان حدث التحول بصعود الارومو وابي احمد ظل من رموز اثيوبيا التي تفتخر بها وتفاخر. لم يذكر بسوء او تطاله الملاحقة، بل يستقبل بما يليق ببلده ورمزيته الحالية.

 

وفعلتها مصر مع وزير الخارجية الاسبق احمد ابو الغيط فقدم للجامعة العربية في مارس 2016 أمينا عاما خلفا لنبيل العربي، الذي انتهت ولايته لم تقل الحكومة المصرية او النشطاء او المعارضة والرجل وزير خارجية حسني مبارك حتى 2011، ان الرجل ممنوع من المنصب. وفعلتها تنزانيا مع سالم احمد سالم الذي تقلد الوزارات من الدفاع الى الخارجية وتقدم بعدها ليكون الامين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية قبل التحول للاتحاد الافريقي 1989-2001، وكان الوحيد الذي تولى الامانة لثلاثة دورات متتالية .

 

وحتى موسى فكي مفوض الاتحاد الافريقي الحالي توزع في المناصب داخل دولة تشاد بين رئاسة الوزراء والخارجية ولم يصدر يوم صوت من المعارضة لادريس ديبي تشتم ابن تشاد بإعتباره موال لحكومة يعارضها البعض!

 

ان الوضع والحادث الذي تعرضت له مفوضة الشؤون الإجتماعية بالاتحاد الأفريقي، اميرة الفاضل بالغاء نشاط لها، ثم محاولة حظرها من السفر يشير جليا أن السودان على مزاعم تطرية الوجه للوضع الحالي، يعيش ازمة معرفة واخلاق وطنية. ويتولى الحل والربط فيه نفر من الحاقدين والفاشلين. الذين يسؤوهم ان يكون غيرهم في موقع نجاح.

 

وحسنا فعلت بعض الجهات ان زجرت تلك الايادي العابثة، واستدركت الامر. وسيكون من الطرافة ان يعلم الناس ان من تدخل مسؤول عسكري! كما نقلت بعض مرويات الاخبار. ويبدو ان المدنيين في هذه السلطة ومثلما انهم فاشلون في الاقتصاد والسياسة والعدالة فإنهم في الدبلوماسية أفشل لان احدث عسكري شرطة بشرطة الجوازات، يعلم ان منظمة مثل الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والشخصيات في الطاقم القيادي بها لا تحظر بمثل هذا الاجراء، والذي يعني بشكل صريح ان البلد الفاعل يبصق على قواعد عضويتة والتزامات شراكتة.

 

لكن ماذا نقول انه هجين الجهل والسطحية، وهذه افعال متوقعه طالما ان الامر يديره من كانت اعلى مكاسبهم إجادة التغريد، بشتم من يشاركونهم الان ويحتمون بهم.

 

ولن يضير ما حدث المفوضة أميرة الفاضل. فهي بشهادة الوطن الاكبر افريقيا، قدمت وأنجزت وبذلت ما يشرف كل سوداني. وستترك سيرة وبصمة وكتاب ابيض وهي على بوابة الإنصراف، لم تلاحقها شبهة او يعلق بها اذى، او تذل عنق بلدها لجهة. الحال يا أميرة ان الوطن الذي كان يرفعه امثالك وبحياد نبيل الى الثريا. بات ينحني الان عله يرضى بفتات الطريق، او كما قال محمود درويش او أحدهم فما عاد المرء منا يعرف من يحرر الاوامر والاشعار واطراف الاقوال الحكيمة او اللئيمة.

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٥)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٦)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٩)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١١)

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (١٢)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!