آخر الليـلمقالات

ما لم نغسل العناصر جيداً!!

< والمرحوم «كوتي» الذي يقود عشرة أو عشرين ويهاجم الطينة ومطار الفاشر عام «2003» ويبدأ تمرد دارفور كان أمياً.. ومن يقودهم أميون كلهم لم يكمل مرحلة الأساس.
< وصفحة «46» من كتاب أحد قادة التمرد هذا «حربه» هي ما يقول هذا.
< وكلهم تشادي/ سوداني حيث القبائل الممتدة عبر الحدود هناك.. تجعل الهوية شيئاً ثانوياً.
< والسؤال عن «من قام بالتمرد ولماذا» سؤال خاطئ فهو يفترض أن العشرة الأميين يعرفون العالم اليوم وهياجه وأصابع استخباراته ويعرفون العقابيل و..
< السؤال الخاطئ يقود إلى الإجابة الخاطئة.
< بينما الأمر كله هو أن صناعة تمرد دارفور.. والجنوب من قبلها.. والشرق.. هي شيء تنسجه أصابع مخابرات كثيفة.
< المخابرات تنسج من الأميين ومن المثقفين ومن أهل المال ومن كل جهة.. خيوط شبكتها.
< والمرحوم «كوتي» ومجموعته أنموذج من خيط الأميين يصنعون ما يصنعون.
< ومنصور خالد أنموذج من المثقفين الذين تقودهم الأصابع ذاتها في حربها القاسية ضد السودان وضد الإسلام.
< ومنصور خالد وقبل عام واحد يطلق في محاضرة له حديثاً يسجله بعدها في كتاب.
< ومنصور الذي يفاصل النميري حين يقترب النميري من الدين.. ويلحق بقرنق.
< منصور هذا يقول:
«دعنا نتناول نماذج من هذه الفتاوى الاعتباطية.. وهي اعتباطية لأنها بنيت على افتراض خاطئ هو أن الدولة السودانية دولة دينية وليست دولة مدنية تتخذ من الشريعة مصدراً من مصادر التشريع.
< واحد من تلك الفتاوى مثلاً حكم بتحريم تصويت المسلم لمرشحي الحركة الشعبية باعتبارها حزباً علمانياً مناهضاً للأديان.
< من حق هؤلاء أن يبغضوا الحركة بغضاً جماً.. وأن تبادلهم الحركة مقتاً بمقت.. ولكن لا شأن للبغض والمقت بالحقوق المدنية للمواطنين التي يحكمها الدستور والقانون.. وكلاهما وضعي.
< الهدف من الفُتيا ليس التنفيس عن غل وإنما الجواب على مسألة شرعية»
< هذا ما يقوله منصور.
< والسيد منصور.. الذي يصدر فتوى لا غل فيها ولا تنفيس حقد يصدر بهذا فرماناً من عنده أن
: السودان دولة مدنية «علمانية».
< وأن الدين عليه ألا يتجاوز مقام العبد الجالس عند الباب ينتظر تعليمات السيد للتنفيذ.
< وأن العلماء.. الذين يكيل لهم من السخرية ما يغرق البلاد عليهم أن يلزموا حد الأدب.
< والسيد المثقف منصور/ الذي يعرف متى يعمى/ ينص على أن:
«الشريعة في السودان مصدر من مصادر التشريع»
< والمثقف منصور خالد يعمى عما يعرفه جيداً وهو أن الفرق بين جملة «الشريعة مصدر من مصادر التشريع» وجملة «الشريعة المصدر الأساسي للتشريع» هي التي جعلت الستينات تغلي بين الإسلامي والآخرين.
< والفرق هو أن الجملة الثانية
< الشريعة هي «الـ».. مصدر الأساسي وبين الجملة الأولى «الشريعة مصدرمن مصادر التشريع» هو أن الثانية تجعل الشريعة والدين مجرد أقلية تصرخ وسط حشد الجنون ويضيع صوتها.
< والمثقف منصور ـ أنموذج المثقفين الذين تديرهم أصابع أجنبية معروفة ـ يصبح هو «الـ» تفسير المفرد لكلمة بولاد.
< وبولاد الذي كان من قادة اتحاد الإسلاميين بجامعة الخرطوم وحافظ القرآن.. والذي يلحق بقرنق ويعلق الصليب.. كما قيل.. كان يلقى قرنق ليقول عند الجملة الأولى أن (The Blood is Thicker Than Religion)
< والجملة معناها الدقيق هو أن:
العنصر «العنصرية» فوق الدين!!
< والأصابع التي تصنع بولاد وتصنع منصور خالد وتصنع الأميين الذين هاجموا الفاشر تصنع عرمان.
< والسيد منصور خالد لا ينسى أنه كان مضطجعاً على حافة حمام السباحة في الفندق الكبير.. وأن الحديث كان عن عرمان.
< وأحدهم من قادة الحركة الشعبية هناك يقول ومنصور يسمع:
عرمان زول ارتكب جريمة قتل في جامعة النيلين وجانا جاري.. دي الوقت عايز يعمل هو بطل.
< وكثيرون/ كلهم يجري هارباً من شيء/ كلهم تلتقطهم الأصابع الماهرة وتجعلهم خيطاً في الشبكة التي تنسجها حول السودان.
< وفي المعامل والمختبرات يظل المعلمون يرددون على مسامع الطالب
: اغسل العنصر.. ثم اغسل العنصر.. عشر مرات قبل استخدامه.. وإلا فما تحصل عليه من الإجابة هو دائماً .. دون الصفر.
< والطالب حين يسأل
: لا أحصل حتى على الصفر؟
يقولون له:
.. نعم.. الصفر هو شيء لا يضللك.
< والمسألة السودانية ما لم نغسلها ونغسلها فإن ما نحصل عليه دائماً هو .. دون الصفر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!