مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: كورونا، ووثيقتنا الدستورية!

سوداني نت:

لقد عَبّرَ هذا المتحدث في الفيديو أدناه عني تماما، اسأل الله أن يجزيه خيرا.
بالأمس وقفت خلال تلاوتي بين يدي آية كريمة أعلن فيها الله الخالق، مالك الملك، وقيوم السماوات والأرض؛ حربه على (المؤمنين) في معصية من المعاصي، فقال جل في علاه:

{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} البقرة 279، الشاهد في هذه الآية الكريمة أن الله ينذر بحرب منه، وإن أعلن رب الأرباب حربا كيف تكون أهوالها وقد عايش بعضنا، ورأينا جميعا بأعيننا حرب أمريكا – أعظم قوة بشرية على الأرض – عندما كانت طائراتها تلقى الحمم على جبال تورا بورا في أفغانستان، القنبلة منها تزن أطنانا، وقد قال من عايش تلك الحرب الباطشة بأن القنبلة تحفر في الأرض ماعمقه عشرات الأمتار بعد أن تنسف قمة الجبل، وفي فيتنام حصدت القنابل الفسفورية من حصدت، ومن قبل ذلك فعلت القنابل الهيدروجينية مافعلت بأهل هيروشيما ونياجازاكي، لكن بالرغم من كل ذلك لم تتأثر البشرية في بقية أنحاء الأرض شيئا، بل ظل البشر في حراك حياتهم المعتاد، أما الآن؛ هاهم قادة الدول ممن يملكون الزر النووي في مكاتبهم بل وغرف نومهم هَلِعون كما قال صاحب الفيديوِ!، وإذا بالحياة في كل أرجاء الأرض تتوقف تماما، وإذا بالمطارات خالية، وإذا بالفزع يصيب الناس عن بعضهم فيوشك المرء أن يفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه خوفا من العدوى!

إنه الخوف من الموت، والموت مصيبة كما وصفه ربنا في سورة المائدة، وهو – أي الموت أقرب إلينا من شراك نعلنا!
ياترى هل أعددنا له ماينبغي كي نلقى الله وهو عنا راض؟!
ماذا عنا في وطننا السودان، هل حالنا وحال من يحكمنا يرضي الله؟!
بالطبع فإن الرحم الذي ولدت منه حكومة هذه الفترة الانتقالية؛ هي وثيقة دستورية رَكَلت في مبتدرها دين الله، وللأسف لم يَرَ الذين صاغوها أن الإسلام أهل كي يكون مصدرا للتشريع!
فكيف لنا بالله عليكم أن نرفع الأكف إلى الله لندعوه بأن يرفع عنا الوباء؟!
ألا نستحي من الله ونحن نناصر وثيقة تحارب الله ورسوله؟!
نحن إن رضينا بالإسلام مصدرا للتشريع نكون قد نصرنا الله، ومن ينصر الله ينصره
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } محمد 7-9.
فلماذا نكره ما أنزل الله ونضع أنفسنا مع وصمهم ربنا بالكفر!
اللهم إني أبرأ إليك من هذه الوثيقة وأهلها، فاغفر لنا مافعل السفهاء منا ممن كرهوا دينك ولم يجعلوه مصدرا للتشريع في هذا السودان.
اللهم أغفر لنا واعف عنا وعاملنا بالإحسان لا بالميزان، وبالفضل لا بالعدل؛ فإن حسناتنا منك وسيئاتنا من انفسنا، فجُد اللهم بما هو منك على ما هو منا.
اللهم يامن أجبت دعوة ابليس وقد رفض أمرك بالسجود لآدم عليه سلامك، ثم دعاك بأن تنظره إلى يوم يبعثون، فقلت من رحمن رحيم:
{فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم}الحجر 37 – 38.
اللهم أرفع عنا هذا الوباء، وكل وباء في هذا السودان بالأخص، وعن كل المسلمين، وعن خلقك جميعا، إنك ياربي ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم كن لأهل السودان فجلهم لك مُخْبِتون، ولنبيك محبون، اللهم أبرم للسودات أمر رشد تعز به أهل طاعتك، وتهدي به من من غفل واتْبَع نفسه هواها ولم يتبين خطل هذه الوثيقة الدستورية المحاربة لك بعد،
إنك ياربي ولي ذلك والقادر عليه.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!