آخر الليـلمقالات

وقال.. رصف الأحداث

<.. و(28/6/1989).. وقبل الإنقاذ بيومين.. آخر ما كتبته صحيفة في «افتتاحية» كان عن الفساد في الدولة. < وإمبراطور الصين = نموذج حديث الصحيفة = يعطي وزيره الأول مبلغاً لإضاءة مدينة بكين. < والوزير الأول يعطي «نصف» المبلغ للوزير الثاني .. للمهمة. < والوزير الثاني يعطي نصف ما يصل إليه للمهندس الأول.. للمهمة. < والمهندس الأول .. نصف.. <.. قبلها بأسبوع (21/6/89) حديث صحافة الخرطوم كان عن ارتفاع سعر «الكسرة». <.. قبلها بأسبوع كان وزير الدفاع يحدث البرلمان عن خطورة الأمر في كل شيء. < قبلها بأسبوع كان القائد العام فتحي أحمد علي (والذي يخاطب الناس ليقول: لا انقلاب).. فتحي هذا كان يكمل وضع مخطط انقلابه. < عام 1999 يعثر عمال الصيانة على مخطط فتحي أحمد علي مخبأ تحت بلاطة (الحمام في منزله). <.. قبل حديث فتحي بأسبوع كان الجيش يرسل مذكرة للصادق المهدي رئيس الوزراء محدثاً عن انهيار كل شيء (.. الاقتصاد.. الجيش.. صعود التمرد.. الفساد .. انفجار دارفور.. تمدد قرنق.. و…). < قبلها بأسبوع كانت هزائم الجيش تصنع حكاية الجندي المنتحر. < .. وقائد الجيش حين يزور الجنوب = بعد سلسلة الهزائم الطويلة.. ويخطب الجنود.. يزل لسانه ويتهم الجنود بالجبن. < وجندي يتقدم.. ويجيب القائد بعنف ويعلن أن ما ليس موجوداً عند الجيش .. ليس هو الشجاعة (الشجاعة موجودة.. لكن كل شيء آخر ليس موجوداً). < بعدها.. الجندي يغرس بندقيته في جبينه ويفجر رأسه. < قبلها بأسبوع كان حديث الصحف يضج عن فساد استيراد العربات.. قبلها بأسبوع (15/5) حديث للصحف كان يضج عن التعويضات التي يحصل عليها قادة الأحزاب من الدولة.. (بينما لا يمر عام إلا ونحن نمد يدنا إلى مكان في العالم نستجدي الطعام).. كما تقول الصحيفة. < قبلها (52/4) صحف لندن تحدث عن أن عدنان خاشقجي يعرض السودان للبيع.. بعد أن احتكر كل شيء .. القطن.. الصمغ.. الـ .. الـ .. < قبلها بيومين كان الرئيس المصري أمام برلمانه يسخر من رغيف العيش في السودان الذي هو (مثل ذيل القرد) وصحافة الخرطوم تصحح حديث السادات بقولها إن رغيف العيش في الخرطوم ليس شيئاً مثل ذيل القرد.. بل هو شيء مثل ذيل الفأر.. هذا إن وجد. < قبلها وفي فبراير 1989 كان عضو رأس الدولة يهبط مطار الخرطوم من العراق.. «مبشراً» بوصول الإغاثة. <.. الكلمة التي لها (رنين) يثير «الطمام». < والإغاثة كان ما يأتي بها هو مقتل الحكيم (زعيم المعارضة العراقية) في هيلتون الخرطوم. < وطائرة عراقية خاصة غريبة تغادر الخرطوم بعد أربعين دقيقة من مقتل الحكيم. <.. منتصف يونيو 89 كان حديث الصحف ما يسوقه هو تصريحات قادة النقابات المضربة (الأطباء.. العمال.. المزارعين..) وكل منهم يفخر بأن إضراب نقابته يكلف البلاد كذا مليوناً من الدولارات. (2) < والأحزاب ما يهدمها هو أنها تعجز عن تصور مشروع هدم السودان. < والمخابرات تستغل الجهل هذا لتجعل الأحزاب التي دفنت الأسلحة في وادي هور (ستة عشر موقعاً)عام 1976 تنسى الأسلحة هذه. < والمخابرات تجعل الأحزاب (تقتسم) القبائل المقتتلة (ودون أن تشعر الأحزاب تصبح جزءاً من الحرب هذه). < وتصبح جزءاً من الحرب الليبية التشادية.. والحرب في كردفان ودارفور و.. و.. < الأحزاب وعجزها عن معرفة ما يجري حولها يجعلها تحترق. < والإنقاذ معرفتها بالمؤامرة تجعلها تقود الناس لسنوات طويلة.. والناس يبذلون لها كل شيء. < والإنقاذ جهلها بأسلوب المخابرات الحديثة يجعلها تبتلع أفاعي الأحزاب في بطنها. <.. وغابة الفساد تنمو هناك. < ثم تنفجر الآن. < والضربة تبلغ براعتها درجة خاصة. < مشروع هدم السودان كان يجد أن الناس أيام خراب الأحزاب كانوا ينظرون إلى سحابة الإسلاميين وبروقها البيضاء.. ينتظرون متى تمطر. < والمشروع الآن في خطوته الأعظم ينجح في هدم الثقة بالإسلاميين.. الحصن الأخير. < .. ليصنع اليأس. <.. ثم يصنع ما يصنعه اليأس. < الآن مايو 2014.. السودان يعود إلى مايو 1989.. ولكن دون أمل في سحابة إنقاذ!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!