مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: بُشرى لأهلنا .. الـ (كورونا) وفائدة استنشاق واستنثار الماء خلال الوضوء

سوداني نت:

والدي رحمه الله كان مساعدا طبيا، وهو في الأصل خريج مدرسة المساعدين الطيبين المنشأة عام 1918، حيث التحق رحمه الله بعد تخرجه بالسلاح الطبي في الجيش الانجليزي، وسافر ليعمل في إثيوبيا وليبيا فاكتسب الكثير في المجال الطبي والصحي، إضافة إلى اجادته للغة الإنجليزية باللكنة الإنجليزية.
قال لي رحمه الله:
خلال فترة العمل في ليبيا اجتاحت المعسكر نوع من الإنفلونزا شبيهة بالانفلونزا الإسبانية التي سبق أن قضت على الملايين من البشر، وبدأ الجنود الأفارقة والهنود وعدد َمن الضباط الإنجليز من أفراد المعسكر يتساقطون صرعى، ولم تفلح العديد من الأدوية المجلوبة من بريطانيا والهند إيقاف الموت.
قال الوالد: كان عددنا من السودانيين حوالي المائة وسبعين فردا مابين جندي وموظف، وبحمد الله لم يصاب سوداني منا بالعدوى، وجاءنا ضابط انجليزي اسمه مايكل يعمل طبيبا في السلاح الطبي أرسل خصيصا للإشراف على القضاء على المرض، وشرع الضابط في عمل دراسة عن أسباب الأصابة بالمرض فاصدر لكل أفراد المعسكر توجيهات وأوامر صحية عديدة، وكنت ممن يعملون تحت إشرافه المباشر، وإذا بالرجل يهتم بصورة غير عادية بتفاصيل وضوء منسوبي المعسكر من المسلمين، وبالفعل تبين لنا بأن المرض قد أصاب غير المسلمين من الأفارقة والهنود إضافة إلى عدد من الضباط الإنجليز، بينما سلم المسلمين جميعا، سوى فرد واحد من النيجر تبين أن وفاته كانت نتيجة التهاب في الزائدة الدودية، وكانت خلاصة الضابط الانجليزي ان استنشاق واستنثار الماء خلال وضوء الجنود المسلمين هي السبب الأساس في تقليل كمية الفيروس بل والقضاء عليه، وقد تسبب ذلك في اعلان الضابط الإنجليزي إسلامه فيما بعد حيث قال بأن عملية الاستنشاق والاستنثار لاتوجد في أي ديانة أو ثقافة أخرى في أنحاء العالم!
لقد اعتاد والدي رحمه الله تذكيرنا ونصحنا في المنزل دوما بإحسان الاستنشاق والاستنثار خلال الوضوء، واعتاد القول (استنشق الموية لغاية ماتحس بي انك شِرِقْتَ ودمّعت)، وكذلك كان يفعل مع كل مرضاه في (الشفخانة) ممن يشكون من إصابة فيروسية أو فطرية أو جرثومة في الجهاز التنفسي، وإذا بي أجد ذات التوصية من جدي لأمي محمد الحسن حاجنور رحمه الله باعتبارها عبادة ومأثور نبوي شريف.
تذكرت ذلك اليوم، ولم أكن منتبها له من قبل لكوني قد اعتدت على الاستنشاق والاستنثار بالصورة التي اوصيتُ بها منذ صغري فأصبح الأمر عندي عادة، والعادة عادة لاتكون محط انتباه، وإذا بي ابحث اليوم عن الأمر لاقف على هذا المنقول المفيد جدا، والذي يثبت ماقاله لي الوالد وكذلك جدي رحمهما الله وغفر لهما وجعل أعالي الجنان لهما مستقرا ومقيلا:
من بين النصوص الشرعية التي تَهِب لنا احدى نِعم عَالِم الكون، أستنشاق وأستنثار الماء في الوضوء، فعن حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه: “أنه رأى عثمان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض و(استنشق واستنثر)، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه”،
صحيح البخارى.
فقد توصل عدد من الباحثين العرب المُسلمين والغربيين الى فوائد علمية في أستنشاق وأستنثار الماء من الأنف في وضوء الدين النظيف، الدين الأسلامي الحنيف، ويُمكن ذِكرها على النحو التالي:
أ. يزيل الكائنات الدقيقة التي تعلق في جوف الأنف وتستقر به، وبالتالي يحد من احتقان والتهاب وتهيج الأنف والتهاب الجيوب الأنفية، اذ تكون الممرات الأنفية نظيفة وخالية من مستعمرات الجراثيم، كما أن نسبة التخلص من الجراثيم الموجودة بالأنف تزداد بعدد مرات الاستنشاق وأنه بعد المرة الثالثة يصبح الأنف خاليا تماما منها، لذا فقد وصى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالمبالغة في الاستنشاق وتكراره ثلاثاً، ليتم بهذا القضاء على مخزن من مخازن الكائنات الدقيقة، في هذا المكان المهم والحيوي.
ب. يزيل المفرزات المتراكمة في جوف الأنف، والغبار اللاصق على غشائه المخاطي، كغبار المنزل والطلع وبعض بذور الفطريات والعفنيات المتناثره في الهواء قبل أن تزداد، وبالتالي تتيح التنفس بحُرية أكبر, اذ يستنشق الأنسان الهواء من 15- 25,000 ألف مرة في اليوم، خلال هذه المرات يجتمع الغبار وجزيئات الاوساخ في الأنف الذي يمنعها من التوجه الى الرئتين، فاذا لم تخرج هذه الأوساخ من الأنف سيكون مصيرها في نهاية المطاف في المعدة، وذلك لان بطانة المخاط في الانف تتحرك ببطء الى الوراء حتى يتم أبتلاعها.
ج. يرطب الهواء وجوف الأنف للمحافظة على حيوية الأغشية المخاطية داخله، لأن بطانة المخاط تصبح جافة مع الغبار وتفقد وضيفتها الوقائية، وبالتالي ترطيب جوف الأنف يُزيد من مقاومة الأمراض والجراثيم.
د. يطهر العقل ويُهديء الأعصاب.
هـ. يدخل الطمأنينة والسعادة الى القلب.
و. يحقق التوازن بين الحواس والجسد والطاقة.
ز. يُخفف من الأجهاد ويبهج الروح ويجعل الوجه طلقاً.
أخيراً، لقد أثبتت الدراسات والبحوث التي أجريت لغرض معرفة تأثير الوضوء على صحة الأنف، أن أنوف من لا يصلون تعيش بها مستعمرات جرثومية عديدة وبكميات كبيرة من الجراثيم العنقودية والمكورات الرئوية والمزدوجة والدفترويد والبروتيوس والكلبسيلا، وأن أنوف المتوضئين ليس بها أي مستعمرات من الجراثيم، وفي عدد قليل منهم وجد قدر ضئيل من الجراثيم ما لبثت أن اختفت بعد تعليمهم الاستنشاق الصحيح، بحسب نشرة الطب الإسلامي، العدد الرابع، أبحاث وأعمال المؤتمر العالمي الرابع للطب الإسلامي، المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية, الكويت 1407هـ-1986م.

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٠)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (١٩)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!