آخر الليـلمقالات

والآن.. دون بنج.. دون بنج!!

.. والترابي.. مثقف وقوي وله صخب الدبابة.. الصوت الثقيل المكتوم.. وهو لا يرضى بغير الزعامة.
.. والصفات هذه تفعل «به» وبالناس.. الأفاعيل.
.. وغازي مثقف وقوي.. وله صخب الرشاش المنطلق.. ولا يرضى بأقل من الزعامة.
.. والصفة هذه تفعل به وبالناس الأفاعيل.
.. وعلي عثمان مثقف وقوي.. وله صخب الذخيرة الصامتة.
.. ونافع.. وأسامة.. و… و…
.. والوطني حزب مثقف وقوي وله صخب جيش كامل.. وهو لا يرضى بأقل من الزعامة.
.. والصفة هذه تفعل به الأفاعيل.
.. والأحزاب لا تنافس على الزعامة لضعفها الشديد.
.. والزحام يصبح بين أفيال الوطني و…
.. «تنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم».
.. وضعف الأحزاب.. واقتتال قيادات الوطني.. وحيرة القاعدة.. قاعدة الوطني وقاعدة الحركة الإسلامية التي تعزل بعيداً.. أشياء تصبح هي الذخيرة التي تستخدمها الجهات التي تعمل بقوة لهدم السودان الآن.
«2»
.. وبعضهم ــ في الوطني ــ حين يخشى أن تكون الحركة الإسلامية حكومة فوق الحكومة يسعى لابتلاعها.
.. وما هنا وما هناك «نزاع القيادات ــ وخشية الحزب من تغول الحركة» أشياء تجعل البعض يسعى لتحطيم سيقان الحركة الإسلامية.
.. وهكذا يبعدون دكتور غازي.
.. وغازي يشتعل.
.. وبذرة انشقاق «الإصلاح» توضع في التربة.
.. مثلها وقبلها بذرة انشقاق الترابي.. الشعبي.. كانت تنبت من شيء مماثل.
.. «ودبابة» الترابي تجعل البعض يتفادى المواجهة.
.. ورشاش غازي يجعل البعض يذهب للمواجهة.
.. بذرة انشقاق الترابي كانت تخرج للوجود ليلة تشييع الشهيد الزبير.
.. وليلة الشهيد الزبير لما كان المشيعون يصلون إلى بيوتهم كان لقاء ثمانية من قادة الوطني يعقد في منزل الترابي للبحث عن خليفة للشهيد الزبير.
.. والحكاية معروفة ــ والبذرة تنبت من هناك.
.. وتفادي المواجهة معروف.
.. وليلة إبعاد غازي من قيادة الحركة الإسلامية كانت هي التي تشهد بذرة انشقاق الإصلاح.
.. والجهة التي تبعد غازي تذهب إلى الخطوة التالية
: المواجهة.. ثم صناعة انشقاق الإصلاح.
.. وتقوم بهذا ــ بدقة.
«3»
.. غازي الإسلامي المثقف القوي.. الذي لا يقبل بغير القيادة كان هو من يقود المؤتمر الوطني بعنف لمحاسبة قوش.. حين يذهب قوش لمخالفة لوائح الحزب.
.. لكن غازي يرفض بشدة الخضوع للمحاسبة حين يقوم هو بمخالفة لوائح الحزب.
.. وجهة ما ــ وبتدبير يعرف غازي جيداً ــ يعجل بقيام الإصلاح مستخدماً حيلة صغيرة.
.. المؤتمر الوطني يجد أن دكتور غازي ينتقم لنفسه بعد إبعاده من قيادة الحركة بإطلاق المذكرات.. ثم إذاعتها.
.. مذكرة في أبريل.. ثم مذكرة بعد أحداث سبتمبر.. ثم…
.. والجهة التي تدير الانشقاق تجعل مؤتمراً يعقد لمحاسبة غازي.
.. وغازي ــ وكأنه يتراجع عن رفض المحاسبة يذهب إلى هناك.
.. ليفاجأ بمن يمنعه من الدخول.
.. و… و…
«4»
.. المشاهد والشخصيات والأحداث نرصفها «ونستأنف رصفها» ذاهبين إلى شيء واحد هو
: أن مؤتمراً «للحوار» يجب أن يقوم داخل المؤتمر الوطني.
.. وأن يبدأ بخطاب «محايد» دقيق.. يشبه خطاب أحمد إبراهيم الطاهر يوم منع غازي من الدخول.
.. ليعقبه نقاش يشبه حديث بعضهم هناك.. بعد خطاب أحمد الطاهر.
.. النقاش الذي يصبح مقدمة لكارثة يتفاداها الناس بحكمة علي عثمان.
.. وهذا وهذا كله نقصه.
.. لكن ما يجب أن يقصه غيرنا على المجتمعين هو صورة دقيقة لمؤتمرات المؤتمر الوطني.. الضعيفة المائعة.. الشهر الماضي.
.. والهزال هذا.. من يصنعه هو فلان وفلان.
.. كل الأسماء كل الأفعال كل الأفاعيل.
.. كل الأباطرة.. كل الذين ــ ما أن جلسوا على كرسي عند الباب حتى قالوا للناس ــ وللإسلاميين بالذات «أنا ربكم الأعلى».
.. ونقص حكاية كل أحد.
.. دون بنج.. دون بنج!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!