مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: لماذا يراهن الشيوعيون السودانيون على محمود محمد طه وفكره الجمهوري؟!

سوداني نت:

الوقاف بين يدي منابت فكر الراحل محمود محمد طه؛ يتبين بداهة إرتهانه وتأسيسه على أصول فكرية مستمدة من ثقافات ماقبل الإسلام، وهي الأساس للنهج الصوفي (غير السوي منه)، إنها التربة التي نبت فيها فكر محمود محمد طه الجمهوري، ولمن أراد الاستيثاق عليه قراءة كتاب (الفرق والمذاهب المعاصرة).

الفكر الجمهوري ليس سوى (تفريغ) للاسلام من داخله، وهنا تظهر جلياً نقطة الإلتقاء بين الشيوعية والفكر الجمهوري!…

فالشيوعية تحكي عن تربة لافظة وشانئة للدين من حيث الأصول الفكرية؛ اعتقادا وممارسة ومظهرا، ومعلوم بداهة أن الذي يؤسس على ذلك يظل بنيانه يحمل ذات الصبغة والتوصيف مهما تلونت الأغصان وتشكلت الاوراق!…

من منا ينسى عبارات مثل (الدين افيون الشعوب)؟!، لإن لم تسمعها أجيال اليوم فقد سمعناها من أفواه الشيوعيين سنين عددا!

ودونكم (اعترافات) راحلنا الأستاذ أحمد سليمان المحامي رحمه الله في كتابه الثمين مذكرات شيوعي اهتدى (ومشيناها خطى كتبت علينا)، ففيها إيضاح لمسعي الفكر الشيوعي إلى محاربة الاسلام جهارا ونهارا في السودان!

ولكن ينبري السؤال:

هل يستطيع الحزب الشيوعي السوداني التصريح والإعلان عن ذلك في مجتمع يتجذر فيه الإسلام؟

بالطبع لا…

إذن لابد من البحث عن واجهة ومظلة يفعلون ذلك من خلالها…

هذه الواجهة وتلك المظلة كانت ولم تزل فكر محمود محمد طه الجمهوري…

ولعل السبب الأساس في استمساك الشيوعيين بمحمود محمد طه والجمهوريين؛ كون الفكر الجمهوري -برغم القاسم المشترك بينه وبين الشيوعية كمنهج وفكر- فإنه يبدو للناظر والقارئ فكرٍ يتسربل بثوب الإسلام، لما فيه من استشهاد (ظاهري) بالقرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، لكن لايعلم البعض إنهم ياخذون ببعض الكتاب ويتركون بعضه، إذ انهم لايؤمنون بالقرآن المدني!

وهذه هي الأصول التي يقوم عليها الفكر الجمهوري:

1- إيجاد الفرد البشري الحر (الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول) كما قال محمود.

2- إقامة المجتمع الصالح “وهو المجتمع الذي يقوم على المساواة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.

* المساواة الاقتصادية: وهي تبدأ بالاشتراكية وتتطور نحو الشيوعية.

* المساواة السياسية: وهي تبدأ بالديمقراطية النيابية المباشرة وتنتهي بالحرية الفردية المطلقة، حيث يكون لكل فرد شريعته الفردية.

* المساواة الاجتماعية: حيث تمحي فوارق الطبقة واللون والعنصر والعقيدة.

3- محاربة الخوف.. “والخوف من حيث هو الأب الشرعي لكل آفات الأخلاق ومعايب السلوك (ويعني هنا مخافة الله) ولن تتم كمالات الرجولة للرجل وهو خائف، ولا تتم كمالات الأنوثة للأنثى وهي خائفة في أي مستوى من الخوف وفي أي لون من ألوانه، فالكمال السلامة من الخوف” رسالة الصلاة، ص 62.

4-إنهم سوف يحكمون ـ في حال قيامهم ـ بالشريعة الإنسانية التي أدناها القانون الدستوري الذي جوهره رفع الوصاية عن الرجال والنساء ـ كما يقولون.

5- يكرر زعيمهم بأنه “ليس في القرآن قانون دستوري، ويركز كذلك على أن الشريعة الإسلامية إنما قامت على الوصاية، وحيث كانت الأمة قاصرة كان النبي وصيًا حتى على الرجال، فإن الرجال بدورهم ـ وعلى ضوء قصورهم ـ كانوا أوصياء على النساء” وأنه قد جاء الآن لرفع هذه الوصاية عن الرجال والنساء بعد أن وصل النساء إلى الرسالة الثانية التي جاء بها.

– لقد تلقى النبي عليه السلام رسالته عن الله بواسطة جبريل، وسمى هذه الحالة ـ حالة تلقى الرسالة عن طريق الوحي ـ حالة الإدراك الشفعي، حيث يكون النفخ من الخارج، والخوف هنا يكون حاضرًا.

6- الدين ـ في نظره ـ هو الصدأ والدنس وذلك كله قد كان بسبب الكبت الذي جرى منذ نشأة المجتمع البشري والذي لا يزال يجري، وقد قام في ظل الأوهام والخرافات والأباطيل التي صحبت علمنا بالله وبحقائق الأشياء وبما يكون عليه الواجب عليها نحو أنفسنا ونحو الله ونحو الجماعة.

– يقول بأن مستوى شريعة الأصول هو مستوى الرسالة الثانية من الإسلام وهي الرسالة التي وظف حياته على التبشير بها والدعوة إليها.

– يزعم بأن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الإنسان في سائر أمته إذ كانت له شريعة خاصة قامت على أصول الإسلام وكانت شريعة أمته تقوم على الفروع.

وهذه لعمري أرضية خصبة وركائز متينة تمكن الحزب الشيوعي السوداني من بذر البذور، وكذلك تعهد المنابت للرؤى والقناعات المصادمة لفطرة المجتمع السوداني، وهي فطرة نابتة عن فسائل الإسلام فكراً أصيلاً وقناعات تؤطر الوجدان وتوجه السلوك على هدى الشرع؛ شعائرا ومُثلا اجتماعية وعادات وتقاليد…

[email protected]

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٥)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٤)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!