مقالات
تريند

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب: (( السودان والمجاعة))

سوداني نت:

◼طالعنا أمس بعض التقارير عبر عدد من المنظمات الأممية بأن السودان من ضمن ثلاثة دول ستحدث فيها (نقص في الغذاء)، اي التهديد بخطر المجاعة، وأخطر مافي التقرير بأن هذه الدول هي (اليمن وسوريا) وثالثهم السودان رغم عدم وجود مقارنة او مقاربة للوضع السياسي بيننا وتلك الدول التي تستعر بكل موبقات الانهيار في كافة مناحي الحياة ولكل دولة من هذه الدول أسبابها ومسبباتها الموضوعية، وهي الحروب، والنزوح وعدم الاستقرار وعدم وجود حكومة شرعية معترفة بها، وتناحر واقتتال بين شعوبهم، وضعف الموارد، والاختلاف الداخلي بين المكونات السياسيه، وعدم قبول الآخر، وصراع الاطماع الدولية فيها، وغياب المشروع الوطني، كل هذه المسببات تحرك وفق مصالح ذاتية، وايادي استخباراتية خفيه لإشعال الفتن، والمواقد، لعدم الإتفاق الداخلي ولبسط النفوذ والسيطرة علي الموارد الاستراتيجية، والثروات، والصراع حول المصالح والنفوذ، فكل هذه السيناريوهات المذكورة ستؤدي حتما الي التدهور الداخلي مما يؤدي الي ارتفاع الأسعار والندرة في السلع الاساسية، ثم تدهور العمله وغياب الرقابة علي معاش الناس، وتوقف النمو الإقتصادي، لعدم وضوح الرؤية الاقتصادية للدولة، مما ينذر بإرتفاع معدلات التضخم وزيادة الفقر وإنتشار الأمراض والاوبئة واخيرا المجاعة وانزلاق المجتمع نحو عدم الاستقرار الأمني وضياع وطن ملئ بالخيرات والثروات للاختلاف الداخلي وعدم قبول الآخر تحت المظله الوطنية

◼واذا ماربطنا هذا التقرير بالمهددات الموضوعية في السودان نجد ان التطابق أقرب الي الواقع بالمنظور العلمي، حسب مؤشرات التقرير وذلك لانحراف عوامل الإستقرار الداخلي عن المسار التنموي في ظل التخبط الإقتصادي والسياسي في إدارة البلاد وبروز شبح الصراع السياسي وعدم التوافق حول ممسكات الوحدة تحت مظلة الهوية السودانية، وعدم الإعتراف بدولة المواطنه، ورهن المصير الوطني بالتجاذبات الفكرية واحقية السلطة للمنهجية الفئوية والايدلوجية مما يكرس الاختلاف المفضي الي الإقصاء والعزل بين أبناء الوطن الواحد، حول مشروع وطني يخرج البلاد من الانهيار والتمزق فمقارنة السودان برغم ثرواته وموارده الطبيعية بدول الاحتراب كاليمن وسوريا مجحفه ومؤلمه لكنها الحقيقة التي لاتخفي من ورائها واقع مأساوي محزن

◼فنذر المجاعة تبدو شاخصة للعيان بهذه المعطيات التي تتنافي مع مفهوم دولة (القانون) وأساسيات الحكم الرشيد، مما يؤسس لانهيار اقتصادي وسياسي وشيك اذا ماظل الصراع الفكري هو المحدد للإطار الاستراتيجي للسلطة الحاكمة، والغلبة للفئة والمنظومة السياسية دون الاعتبار للحوار والتوافق الوطني

فموارد البلاد المتنوعة يظل مكان صراع واطماع خارجيه من خلال احداث شرخ داخلي في النسيج السياسي وإقحام النخب والاحزاب في السودان لسياسة المحاور وشراء الذمم من أجل الاصطفاف الدولي ومصالح الأجنبي علي جسد الوطن المنهك وضياع شعب وأرض لطالما كان مصدر الهام لشعوب ودول حالمه بتجربتنا وارثنا السوداني.

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٨)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!