مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: الحزن النبيل

سوداني نت:

كلما تمر بي مثل هذه الروائع من أزاهير أغنياتنا أجدها تنتصر في نفسي إيجابا لجدلية الحل والحرمة لأمر الغناء والموسيقي، وذلك من بعد أستصحاب لرأي أصيل في الفقه لحلّ ذلك…
والمرء دوما أبن بيئته، والنفس دوما تقتات على المتاح من مذكيات العاطفة وبانيات الخيال…
فإن كانت الأديان جاءت تبث قيم السماء لترتقي بالنفس من وهاد الحيوانية والسالب من المشاعر إلى ذرى كمال القيم وباحات الجمال والصلاح؛ فأن هذه البكائية لها أثرها على النفس، وعلى العاطفة، وعلى الخيال!…
الصوت تصطرع في تموجاته آهات الحزن وشجن الفرح المخبوء في الحنايا ليتدفق شلالا رويا!…
أما اللّحن وانسياب الموسقة؛ ففيه وفيها ارتقاء وخفوت يفعل بالأحاسيس الأفاعيل متسربا إلى الدواخل من خلال أدق المسامات ليتمشى في مفاصل نُعّسِ!…
إنها فاكهة:
رائحتها جميلة …
ولونها أخّاذ…
وطعمها حلو.
مصطفى…
يامصطفى!…
يامن ولجتَ القلوبَ برفدك الجميل…
لعمري إن صوتك هذا سيبقى ملأ السمع والوجدان الى أن يرث الله الأرض ومن عليها…
ما أصلو حال الدنيا تسرق منيه في لحظة عشم!…
ياعزيزنا…
لأن سرقت الدنيا الأمنيات في لحظة عشم، فإن الحزن لامحالة -بل حريُّ به- أن ينصب فسطاطه في دواخلنا أبد الدهر من بعد رحيلك، وقد فعل يامصطفى!…
لعمري إن هذه الأغنية المَجيدة ستبقى شمساً تهبنا الدفئ، والضوء، والعزم!.
نستصحب كل ذلك لنستقوي به ونخطو في ثبات على درب الحياة ماتتالت حبات مسبحة سني العمر في يد القدر…
وما أوهن خطاوينا بلا وقود من حب يهبها دماء الحراك!،
فالأجساد منا مثخنة بجُرح الاسى، والقلوب مافتئت تحتمل الحمل الثقيل من الألم، وكم من أنفس تتشح بوشاحات الأسى!…
لكن، هناااااك في آخر المدى، ينبري لنا صوتك الفخيم وينداح متمددا على خط الأفق كما قوس المطر ويتردد صداه بين الكواكب ليصل إلى زحل!.
ندمان أنااااااااااا
إذا بعجلة الزمان تتوقف على أرضنا، وإذا بالجبال عهن منفوش، وإذا بنا نستحيل أرواحا تهوِّم في الفضاءات العُلى، وإذا بالأعين تتغشاها أضواء النهارات المطيرة بالرجاءات والعشم، وإذا بالصدور تمتلئ بأنسام التسامح والرضى باقدار الله…
وفجأة…
ينقطع مد الصوت السماوي الفخيم، لتعود الحياة إلى مفاصل الزمان والمكان، وتعود أرواحنا منسربة إلى الأجداث، وقد عدنا أدراجنا إلى أرضنا التي نعلم، فنمشي خطاوينا الممكنة، وبنقدر عليها وبنعرفا!…
ماذا أقول في سمت الحزن المنداح، والشجن المقيم في صوتك المتفرد يامصطفانا؟!…
لعمري إن هذه أغنية تنبينا بأن الفارق مابين نبيل الحزن وذروة الفرح لخيط رفييييييع!…
ألسنا نبكي عندما يكون الفرح كبيرا؟!!!…
ألا يضحك المحزون منا عندما يفيض به الكيل وتوصد دونه أبواب الأمل؟!!!…
مصطفي يتجاوز بنا حد ذاك الخيط الرفيع بصوته وبوحه وأختياراته!!!…
بالله عليكم إستمعوا له وهو يمـــــد بصوته الشجِي لفظة (الأسف الطويييييييل)!…
واستمعوا لصوته الفخيم وهو يهتف في أذن الزمن بلفظة (آخر المدااااااااااا)!…
ثم انصتوا لاستكانة الصوت وهو يعود أدراجه إلى بداية الطريق!…
ومشيت معاك كل الخطاوى الممكنة
وبقدر عليها وبعرفها
أوفيت وما قصرت في حقك
ولا كان عرفه غيرك أصادفها
وقدر هواكي يجيبني ليك
جمّع قلوبنا وولفها
وكتين بقيتي معاي في أعماقي
في أعماق مشاعري المرهفة
لا منك ابتدت الظروف
لا بيك انتهت الأماني المترفه…
ألم أقل لكم بأن الحزن النبيل يلج بنا إلى سوح وفضاءات التفاؤل والفرح؟!…
انه يُنضِجُ العاطفة…
ويزيل ران النفس…
ويزيد القناعة بالقضاء والقدر…
ــــــــ
الحزن النبيل
صلاح حاج سعيد و مصطفى سيدأحمد
وبقيت أغني عليك
غناوي الحسرة والأسف الطويل
وعشان أجيب ليك الفرح
رضيان مشيت للمستحيل
ومعاك لي آخر المدى
فتينى يا هجعة مواعيدي القبيل
بعتيني لي حضن الأسى
وسبتيني للحزن النبيل
ومشيت معاك كل الخطاوى الممكنة
وبقدر عليها وبعرفها
أوفيت وما قصرت في حقك
ولا كان عرفه غيرك أصادفها
وقدر هواك يجيبني ليك
جمع قلوبنا وولفها
وكتين بقيتي معاي في أعماقي
في أعماق مشاعري المرهفة
لا منك ابتدت الظروف
لا بيك انتهت الأماني المترفه
ندمان أنا
ابداً وحاتك
عمري ما شلت الندم
ما اصلو حال الدنيا
تسرق منيه في لحظة عشم
وأنا عندي ليك كان الفرح
رغم احتمالي أساك
يا جرح الألم
كان خوفي منك
جاي من لهفة خطاك
على المواعيد الوهم
اهو نحن في الأخر سوا
باعنا الهوى
ماشين على سكة عدم.
عادل عسوم
[email protected]
__________________

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٩)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!