مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: كلمة حق أريدُ بها حقا ونَصَفة

سوداني نت:

كم أحمد ربي إذ قدر لي أن أنشأ منذ يُفعي في حاضنة الحركة الإسلامية في السودان، نعم للبيت دوره وكذلك للمدرسة، لكن يبقى (الشارع) هادم لكل طوب التربية في وجدان الناشئة مالم يقيض الله لهم موئلا يستقون منه أساسيات الدين ومفاهيمه بصورة أكثر منهجية وأكثر نجاعة، وبالطبع لاينفي ذلك نشأة البعض موفقا مكلوءا بعين الله، مالكاً لزمام توجهه الديني والخُلُقي بالرغم عن اقتصار نشأته على البيت والمدرسة، ولكن إن سبرنا غوره لتبينّا تداخل عناصر عديدة لها تأثيراتها حاضرا ومآلا في وجدانه تسهم بعروجه ووصوله إلى ذات الميس الذي يوصل إليه التلقين والتثاقف من خلال الحواضن الفكرية من أمثال حاضنة الحركة الإسلامية…

والحق اقول بأنني من خلال كتاباتي في الفيسبوك والعديد من الأسافير، كم آسى على كُثُرٍ تتبين في طروحاتهم رهافة الجُدُر المغلِّفة لكسبهم المفاهيمي والفكري، منهم من تجده يجترئ على الإسلام جحودا به، ومنهم من تصلُدُ الجُدُر عنده فتبُكّ مافي داخل عقله ووجدانه لتشكله ب(عسف وتشدد)، فإذا بآفة التكفير تطل برأسها من رأسه كالحية الرقطاء تنفث بالسم الزعاف!…

بحمد الله لقد كان قدر لي الله أن أتعلم في رحاب الحركة الإسلامية وسطية الدين، وعلى هدى حلقات التجويد والتلاوة استقام اللسان فزال عنه عِوَج المخارج، فلم تعد غيني قافا، وما عادت ذالي زايا، ثم حَسُنَت الثّاء مِنِّي رفقة للسان بها خروجا من بين الثنايا.

بحمد الله تعلمنا في رحابهم الطهارة التي تُبْتَدَرُ بها دوما كتب الفقه، وتغشانا طهر الكلام تحدثا وكتابة فلم تبق في أكناننا كلمة تعتورها البذاءة قولا أو كتابة، ولكم تبينتُ الفارق بإيجابية في ذلك عندما قُدِّرَ لي المشاركة بالكتابة في عدد مقدر من منابر اليسار!.

أولئك أصحابي ورفاقي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا(جرير) المجامع!

وقد صدق المتنبي حيث قال:

أصاحب نفس المرء من قبل جسمه

وأعرفها في فعله والتكلم

وأحلم عن خلي وأعلم أنه

متى أجزه حلما على الجهل يندم

وصدق طرفة ابن العبد إذ قال في معلقته الباذخة:

عن المرء لاتسال وابصر قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي.

فالأصحاب منهم (كانوا ومافتئوا) للنفس بمثابة الربيع من الزمان، اللهم أرحم من مضي منهم إليك، ومتّع من بقي منهم بالمحبة والعافية وصلاح العمل والرضوان، إنك ياربي ولي ذلك والقادر عليه.

[email protected]

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٩)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!