مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: الاسلاميون و الفشل الثاني

سوداني نت:

بعد مفاصلة الإسلاميين بدأ الانحدار الى هاوية الفشل و زادته الى ذلك حدة الاستقطاب على حدي المعادلة السياسية المعارض و الرسمي مما اسكت الاخير على قضايا الفساد الاداري و المالي و الذي بدأ يظهر في مفاصل الدولة و في موسسات الحزب الحاكم نفسه …

و عدم قدرة الإسلاميين على تغليب الحكمة في معالجة الامر و تدارك الاختلاف و تداعياته ، يعتبر هو الفشل الذي ادى الى سقوط التجربة و تحمل تبعاتها و بات ذلك بما يعرف بالفشل الاول ( ذهاب الريح و قواصم الرياح )…

بعد سقوط الإنقاذ التي فتت جسم الإسلاميين الواحد ، كان ينبغي عليهم ان يتوحدوا اذ انتهت دواعي الخلف ، بل و صار التحدي أمامهم اكبر و أعمق ، و يجب عليهم وجوبا عينيا حفظ التوازن السياسي و الموروث الديني و الاجتماعي في ظل تطرف الحكومة الانتقالية العلماني …

وان كانت هنالك مساعي للوحدة بين التيارات الاسلامية المختلفة ، إلا ان إيقاعها بطيئ جدا ولا يتماشى مع المتغيرات المحلية و العالمية …

فعدم ولوجهم الساحة السياسية رغم قوتهم الغالبة ، و رغم الفرص الواسعة التي اتاحها لهم فشل الحكومة الانتقالية ، و المتمثل في الصراع على الحكم و الخواء الفكري و الايدلوجي و المتمثل ايضا في الانهيار الاقتصادي ، فيعتبر عدم ولوج الإسلاميين المعترك السياسي في راهنه الحالي تقاعسا و فشلا ثانيا لهم امام قواعدهم المتحمسة للتغيير …

قد يقول قائل ان الإسلاميين لا يرغبون إعطاء الجيش فرصة سيساوية تعيد التجربة المصرية في السودان خاصة بعد التقارب الاسرائيلي السوداني و التقارب الأمريكي السوداني ، و اقول ان ذلك ليس مسوغا لترددهم في التغيير لعدة اسباب منها : إن الحالة السودانية تختلف عن الحالة المصرية في التركيبة السياسية و المجتمعية ، اذ ان المهارة التي يتمتع بها المكون السياسي السوداني تستبعد اي دكتاتورية تفرضها قوى اجنبية ، و أن تجربة الشعب السوداني في محاربة التسلط و الدكتاتوريات بواسطة الثورات العظيمة ، سبقت المصريين و سبقت غيرهم من المجتمعات العربية و لن تستطيع أية قوة اجنبية فرض حاكم لا يرغبه الشعب و لا تقبله القوى السياسية السودانية …

و الاسلاميون يدركون حجم الفشلين ( فشل إصلاح ذات البين وفشل الاستجابة للقواعد في التغيير ) و لكنهم لا يريدون اضافة مسئولية تمزيق البلاد و اراقة الدماء …

و لكنهم لا يدركون ان البلاد تساق الى تمكين مغاير لعادات و تقاليد و ديانة الشعب السوداني مما يودي في نهايته الى تمزيق اكبر و اراقة دماء اكثر و يحقق اجندة اجنبية أحكمت خطتها في ذلك …

لا أرى بدا من مصادمة الواقع بوسائل أجدى سرعةً وأوسع انتشارا و أمكن حكمةً ما دام المصادمة اصبحت قدرا مقدورا و مصيرا محتوما و سيجنب الله البلاد شرا أتتها جنوده من كل ناحية و حدب …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!