مقالات
تريند

طارق شريف يكتب: أزمة الأدوية حلول واقعية

سوداني نت:

تكتسب قضية الأدوية أهميتها من واقع أنها تتعلق بحياة الناس ومن هذا الباب تعاملت معها بجدية وظللت أكتب منذ ثلاثة أشهر عن ضرورة انتهاج سياسية واقعية فى هذا الملف وطالبت اكثر من مرة بضرورة إجازة تسعيرة الأدوية المحلية الجديدة .
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ، تمت إجازة التسعيرة الجديدة للأدوية المصنعة محليا
وبعيدا عن نسب الزيادة أقول أن التسعيرة الجديدة للأدوية المحلية مناسبة وفيها فروقات كبيرة مع الأدوية المستوردة والأسعار تتراوح مابين ١٥ جنيه الى ١٥٠ جنيه ، وعلى سبيل المثال ، دواء البندول للصداع والحمى الصندوق فى التسعيرة الجديدة بمبلغ ٤٠ جنيه وفى المستورد يبلغ اكثر من ٢٠٠ جنيه ، دواء الحساسية ١٥ جنيه
مضاد حيوى كبسولات ١٠٠ جنيه والمستورد يبلغ ٤٥٠ جنيه وهنا يبرز السؤال المهم اين هى الزيادات التى ترهق المواطن فى أسعار الأدوية المحلية ؟!
مدخلات الانتاج زادت بنسبة ٣٠٠ فى المائة واخر تسعيرة كانت فى العام ٢٠١٨ الدولار فى السوق الموازي كان ٤٧ جنيه والآن أصبح الدولار ١٤٥ جنيه وطبعا كل المصانع المحلية تشترى الدولار من السوق الموازي . وتشترى كهرباء تجارية و الجازولين التجاري ومواد التغليف من السوق وبعد كل ذلك هناك من يحسد المصانع على زيادة جنيهات محدودة لاتثمن ولاتغنى من جوع !
السؤال المهم الى متى كان يمكن إنتظار الدولة لدعم المصانع المحلية وهو الحل الذى حددته بعض الجهات بديلا عن الزيادة فى الاسعار ؟
هل من المنطق انتظار دولار قد يتاخر وقد لاياتى ؟ فى قضية تتعلق بصحة الناس وهل المرض ينتظر الدولار ؟
وكل الوقائع تشير إلا أن الدولة الآن ليس فى استطاعتها دعم صناعة الدواء ولا بدولار واحد !
ماتم الآن هو حل واقعى لأزمة الدواء ولابد من تحية لوزارة الصحة وتحية لمجلس الأدوية والسموم وسبق أن انتقدتهم فى هذا الملف أكثر من مرة ولكن من باب الأمانة والموضوعية يجب الآن ان أقول لهم احسنتم .
ولابد من تحية لغرفة مصنعى الأدوية على صبرهم لمفاوضات طويلة استمرت فى هذا الملف وتحملهم لكل النقد الذى وجه لهم وتفكيرهم الإيجابي.
الخطوة الثانية يجب على وزارة الصحة دعم الإمدادات الطبية التى تتقاعد مع مصانع محلية لتوفير الدواء وتقوم بدور مهم فى هذا الجانب
الإمدادات هى رأس الرمح فى قضية الدواء والاهتمام ودعمها وتطويرها يعنى تحقيق الوفرة الدوائية.
ويجب طرح عطاءات عالمية نزيهة وشفافة فى الإمدادات الطبية لتغطية النقص فى الأدوية حتى نشهد حل نهائى لملف الأدوية الذى يحتاج الى قرار سياسى فيما يتصل بقصة العطاء العالمي .
سعدت جدا أن ملف الدواء يحقق هذه الفتوحات وقبل أيام انطلقت عربات توزيع الأدوية فى العاصمة والولايات تغزو الصيدليات بعد موسم الجفاف والتصحر وتحقق ذلك لأن الأمر استند على حلول واقعية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!