مقالات
تريند

عبد الماجد عبد الحميد يكتب: إلي قواعد الإسلاميين.. وقياداتهم.. لاخير فينا ان لم نقلها..

سوداني نت:

• ستبقى لحظة إعدام الرئيس الرمز صدام حسين محفورة في ذاكرة البطولة والجسارة.. ستتعاقب أجيالٌ.. وأجيال وستتوارث قصة اعدامه من بدايتها وحتي نهايتها .. سيبقي مشهد إعدامه حاضراً.. وستبقي شجاعته وثباته الأسطوري في وجه الموت وحبل المشنقة شبحاً يطارد الخونة والعملاء علي مدار التاريخ !!

• ولأن من خططوا ونفذوا مؤامرة غزو العراق يعلمون أن صورة ثبات صدام حسين علي حبل المشنقة تقهرهم وتذلهم وتذكرهم بخستهم ودناءتهم فقد ظلوا يحرصون علي ابعادها عن ذاكرة وأعين الأجيال الحاضرة ومن ذلك تقريعهم العنيف ومحاسبتهم القاسية للشخص الذي وثق بكاميرته لحظات الإعدام ونشرها بغرض الإنتقام والتشفي وهو ما لم يتحقق لأن الضمير الحي لكل الأحرار والشرفاء في الدنيا قاطبة وقف تحية اجلالٍ وإكبار للرئيس الرمز صدام حسين ..
• الذين خططوا ونفذوا مؤامرة غزو العراق.. والذين تولوا من بعدهم مهمة التمكين للاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين وطمس تاريخها ونهب ثرواتها.. هؤلاء حرصوا علي تدبير وتنظيم محكمة صورية للرئيس صدام ورموز فترة حكمه.. محكمة انتهت بتلاوة حكم مسبق بإعدام زعيم عربي في صبيحة يوم عيد الأضحي المبارك.. توقيت تم اختياره بعناية ورمزية حاقدة استحضرت كل تاريخ هزائم ونكبات الصليبيين علي محور بغداد .. الموصل .. دمشق .. والقدس !!
• أعدوا محاكمة صورية علي عجل.. حرصوا علي بثها ونشرها وتوثيقها بالصوت والصورة والنقل المباشر لتصل لكل بيت عربي ومسلم ..
• حرصوا علي (تصوير) صدام حسين وهو في ملابس السجن !!
• حرصوا علي توثيق لغة جسد وجهه في اليوم الأول من محاكمته.. فوجئوا أن الزعيم الشجاع ثابت في دواخله.. لم يرتعد ولم يرتجف لأنه كان يعلم بأدق تفاصيل المؤامرة العالمية علي بلاده وأمته وحضارتها ..
• عندما هزمهم صدام حسين في معركة الصوت والصورة.. قرروا اختصار توثيق وبث جلسات محاكمته ونشر ما يحقق أغراض محاكمتهم المفضوحة ..
• أعدموا صدام حسين.. حاكمته حكومة نصبها الاحتلال الأمريكي.. جلس حملة الجوازات الأجنبية علي سدة الحكم في العراق.. فككوا أقوي الجيوش العربية.. وسلموا شفرة البرنامج النووي العراقي للعدو الصهيوني .. صمموا قانون لاجتثاث حزب البعث تم بموجبه ملاحقة قيادات الحزب ومصادرة خاصة أموالهم وممتلكاتهم وتصفية المؤثرين منهم .. لاحقوا العلماء العراقيين في أدق التخصصات النادرة .. قتلوا من قتلوا وشردوا من شردوا ..
• لم تتوقف حملة حكومة الاحتلال العراقية عند هذا الحد .. قاموا بحل وتسريح كامل المنظومة الأمنية والعسكرية في العراق والتي أصبحت فجأة مكشوفة الظهر .. بلا جيش .. ولاشرطة .. ولا أمن !!
• مرت الأيام .. عاد حملة الجوازات الأجنبية الي بلادهم بالتجنس .. عادوا إلي وظائفهم في المنظمات الأجنبية التي قدموا منها بعد أن أدوا مهتهم علي أكمل وجه .. قبضوا ثمن عمالتهم .. تركوا العراق في أتون وخلافات حرب طائفية تستعر كل يوم علي بلاد صارت فقيرة من بعد وفرة حتي إن رئيس وزرائها الجديد قال قبل أيام والحسرة تقتله: (لا نستطيع توفير 300 مليون دولار لمقابلة بعض الاحتياجات العاجلة ولذلك نحن مضطرون للخصم من رواتب موظفي الدولة لمقابلة العجز) !!
• بشجاعة نادرة خرج وزير الخارجية الأمريكي الجنرال كولن باول وقال في مذكراته : (أقول وللتاريخ.. غزونا العراق واعدمنا صدام حسين بناءاً علي معلومات كاذبة ومضللة.. أخجل من مشهد حديثي في الأمم المتحدة عن حصولنا علي أدلة بامتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل.. لم تكن الحقيقة.. تم خداعنا بواسطة تقارير كتبها محامي عراقي لديه تعاون مع أجهزة المخابرات الأمريكية.. اتضح لنا لاحقاً أنها كانت تقارير كاذبة وغير احترافية.. نعم دخلنا العراق ودمرنا هذا البلد وفقاً لمعلومات غير صحيحة ) ..
• يا للهول ..
• بذات الطريقة قتلوا القذافي ..
• وبذات السيناريو تخلصوا من علي عبدالله صالح ..
• وبذات الاحترافية في صناعة الأزمات وتصعيدها يدمرون الآن سوريا ويشعلون الحرب بين أبنائها .. وفي ذات الوقت ينهبون خيراتها في باطن الأرض وظاهرها..
• وبذات السيناريو والإحترافية زلزلوا الأرض تحت أقدام جماعة الاخوان المسلمين في مصر.. سحقوا الجماهير في ميدان رابعة.. قتلوا شباب الثورة بدم بارد..
• مرت الأيام.. دبروا محاكمات صورية لرموز وقيادات التيار الإسلامي في مصر.. حشروهم في زنازين ضيقة.. منعوا عنهم الهواء ولاقطات الصوت والصورة وحرصوا علي تصويرهم وهم خلف أسلاك أقفاص حديدية ضيقة.. حشروهم داخلها بلباس السجن ومريلة الإعدام !!
• لم يؤلمني سقوط الإنقاذ بكل ما تمثله لجيلي من رمزية بقدر ما آلمني مشهد وصورة الرئيس البشير وهو في زي السجن يتقدم رموز وقيادات الإنقاذ وهم محشورون في قفص حديدي محكم الاغلاق .. قفص جمع نافع علي نافع.. السنوسي .. عبدالرحيم محمد حسين وعلي الحاج !!
• صورة صادمة ..
• ومشهد حزين حد الفجيعة ..
• ولأن (الصورة لحظة مجمدة من الزمن) فستبقي صور قيادات الإسلاميين ورموزهم داخل قفص محكمتهم السياسية هدفاً تحقق للذين وقفوا خلف كواليس وسيناريو ضرب التيار الإسلامي بالسودان بكل رموزه الحية.. وتياراته الرافضة للمشروع الصهيوني والاستعماري في كل الدنيا ..
• وحتي لا يقع الإسلاميون في السودان في فخ المؤامرة المنصوب بعناية واحكام عليهم الإنتباه لصوت ومشاهد الصدمة التي كسرت دواخل الكثيرين منهم لكنها لن تثني عزيمتهم ..
• عليهم تحسس مواقع أقدامهم.. منذ سقوط الإنقاذ وقواعد المؤتمر الوطني عامة وكوادر الحية والفاعلة خاصة تتلفت يميناً وشمالاً تسرع الخطي بلا هدف .. وترفع صوتها بلا دليل !!
• لقد تم تخدير قواعد الوطني وقياداته المغلوبة علي أمرها بتدابير ومعلومات ومناشط ومظاهرات تبين لاحقاً أنها كانت ضمن مخطط مرتب له هدفه التمكين لمجموعات الخيانة التي أسقطت الإنقاذ من داخل السور بعد أن رجمته بالحجارة من خارجه !!
• تم تحييد قطاع الطلاب.. تم تحييد قطاع الشباب.. تمت السيطرة علي مفاصل القوة والفاعلة في حزب المؤتمر الوطني وتمت السيطرة الكاملة علي الحركة الإسلامية المغلوبة علي أمرها من مجموعات لا تراها العين ولا تسمع صوتها ..
• حتي لحظة كتابة هذه السطور لا تعرف الكثرة الغالبة من قواعد حزب المؤتمر الوطني حقيقة ماحدث.. ولا تكاد تتبين طبيعة ما سيحدث.. ومع هذا تتابع كل يوم فصلاً من فصول التمكين لحكومة الثورة المصنوعة وخطتها التي تهدف في نهاية المخطط إلي اصدار نسخة معدلة مما حدث في العراق بوجوه وأسماء ورجال لا تخطئهم العين..
• إن التقديرات الخاطئة والقراءة غير السليمة لما حدث ويحدث بعد الخيانة التي أسقطت الإنقاذ.. هذا وذاك وكثير من المسكوت عنه هو ما قاد للمشهد الذي وثقته صور البشير ببدلة السجن البيضاء ورموز الإنقاذ والحركة الإسلامية في قفصهم الحديدي..
• ولأن من يتحكم في الإطار يتحكم في النتيجة فإن قواعد الإسلاميين في المؤتمر الوطني خاصة عليها أن تتحسس مواقع أقدامها جيداً.. عليها أن تسأل وبالصوت العالي عن مؤسساتها المختطفة والمعطلة.. مؤسسات لا تعمل ولا تتخذ قراراً ولاترد طلباً لمتنفذين لاتراهم جماهير الحزب ولا تسمع لهم صوتاً ..
• ولأن من يتحكم في الإطار يتحكم في النتيجة .. تحتاج القيادات الحية والفاعلة في التيار الإسلامي والوطني الذي يمثله المؤتمر الوطني أن تبحث وبأعجل ما تيسر عن إجابة لسؤال اللحظة الحاضرة: من يقود الحزب اليوم.. ومن يقرر بشأنه؟
• هل يقودنا بروفيسير غندور الذي لا تعلم الكثرة الغالبة من قيادات الحزب قبل قواعده شيئاً عن أسباب ومكان اعتقاله؟ .. من اعتقل بروف غندور؟ ما التهم التي يتم توجيهها له؟ وفي أي مكان يتم اعتقاله الآن؟
• نسأل وبالصوت العالي: من يقرر في حاضر ومستقبل التيار الإسلامي في السودان؟ .. هل هو علي كرتي ومجموعته.. أم بروفيسير غندور وجماعته؟
• نسأل وبالصوت العالي: إلي أين نحن مساقون؟ إلي فضاء جديد وواقع يأخذ من أخطاء التجربة وخطاياها ويستشرف المستقبل بعقل مفتوح وتفكير عميق.. أم إلي تحالف جديد يجمعنا مرة أخري مع العساكر وأجهزة الأمن والمخابرات لنشهد ميلاد تجربة جديدة تقع في ذات الأخطاء الكارثية التي انتهت بسقوط الإنقاذ وحشر قياداتها ورموزها خلف قبضان المحاكم ونقلهم إلي ساحاتها وربما إلي مقاصل الإعدام والسجن المؤبد؟!
• لقد أعطت قواعد الإسلاميين المغلوبة علي أمرها وقتاً كافياً لقياداتها وقيادتها لتدبير الأمر ومعالجة الجراح.. ومع هذا لم تحصد إلا الغموض في المواقف والغياب عن استشراف المستقبل.. والنتيجة التي بين أيدينا حتي اللحظة مشهد قادة التيار الإسلامي في قفصهم وصورهم التي لخصت المشهد كله بمرارة ستبقي حاضرة لسنوات طويلة..
• هذه كلمات أرسلها لقواعد الحركة الإسلامية التي تربينا في محاضنها التي أدبتنا.. كلمات نفتح بها جدار الصمت داخل الكتلة الحية في التيار الإسلامي الذي ظل علي مدار التاريخ يتعلم من تجاربه ويتجاوز نكباته بالشوري المُبصِرة .. والصراحة المُرّة.. لا يضره من خذله بالخيانة.. ولا يحزنه من مضي في سبيل الشهادة مؤمناً بعظمة رسالته.. وموقناً بتحدياتها العظيمة..

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٩)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٨)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!