سوداني نت:
اذا كان معنى الحاضنة هو الام التي تربي صغيرها و توفر له البيئة الضامنة لرعايته و تنشئته حسب رؤاها لمستقبله فإن الحاضنة السياسية لأي حكومة هي أمها الحزبية …
الناظر للحاضنة السياسية للحكومة الحالية لا يجد الا شركاء متشاكسين لا يجمع بينهم ميثاق يرقي لحفظ وحدتهم و سلامة ممارستهم …
و اعلان قوى الحرية و التغيير كان خطابا مرحليا فقط و لم يكن نظاما ثابتا لإدارة الدولة و التحالف الذي توافق عليه …
لذا فشل تماسك قوى الحرية و التغيير و زاد ذلك الفشل كرسي السلطة و طمع المناصب و الخوف من التغيير …
و لم تعد قوى الحرية و التغيير إلا أفراد يتحكمون في سفين الدولة و قضايا المجتمع و علاقاته الخارجية …
ذلك تسبب في فشل معالجات التدهور الاقتصادي و فشل الدعم الخارجي للدولة و تسبب في موجة عارمة من سخط الشعب …
وفي تقديري أن امر الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية لن ينصلح بترميمها او بايجاد حاضنة دولية لها عبر التطبيع مع اسرائيل و إنما لابد من توافق سياسي شامل لا يقصي احدا ولا يحابي اخر و يصدر عبر ميثاق قومي جامع . ليبشر بمرحلة جديدة بكيفية حكم البلاد …
و ميثاق القوى السياسية هذا يكون حاضنة كاملة المواصفات لرعاية الحكومة الانتقالية القادمة ذات المهام المحددة …
ولا ارى مخرجا للبلاد من دائرة استهدافها الخارجي و اهترائها الداخلي و تراجعها بين الامم إلا بأن يكون شعبها كله هو حاضنتها السياسية و داعمها الأساس .