سوداني نت:
برغم من ان توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات السودانية اسرائيلية ارجأت الى منصة البرلمان السوداني إلا أن هذه الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ الفعلي بزيارة بعض الوفود العبرية للبلاد و بفتح اجواء السودان للطيران الاسرائيلي …
و الدول التي قادت السودان تكتيكيا حتى أوصلته مرحلة القبول بشروط التطبيع و شروط رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب ستصنع اليوم ملهاةً كبيرة عبر إعلامها و امكانياتها المادية تصنع بها أفراحا عابرة للشعب السوداني …
فستنفرج ضائقة الخبز المصطنعة بتوفير عدد من بواخر القمح و الدقيق و ستنفرج ايضا ضائقة الوقود ليفرح السودانيون ولو لبعض الوقت بحلاوة التطبيع و بشطب السودان من قايمة الدول الراعية للارهاب ولكن هل ذلك حقا انفراج ؟ …
كعادة السياسية القطبية ان تخدع الشعوب بانفراج ازماتها التي خلقتها لتلك الشعوب بغية تركيعها و اخذ ما تريد من مواثيق استراتيجية ثم تتركها بعد ذلك تواجه مصيرها لتدور في فلك القطب الواحد دورانا لا تعرف بعده اتجاه و لا قبلة …
مثل ذلك الحالة العراقية و مثيلاتها في اليمن و سوريا و ليبيا من بلدان الضد التي رفضت التدخل الأمريكي في المنطقة العربية مطلع تسعينات القرن الماضي …
و التدخل الأمريكي في المنطقة ما هو مخطط مدروس للدخول في المرحلة الاولى لهيمنة القطب الواحد بعد القضاء على الاتحاد السوفيتي …
وأي من يخالف النظام العالمي الجديد سيجد نفسه مخنوقا بمن حوله حتى يزعن ازعانا كاملا و حتى يكون اداة فاعلة في تنفيذ ما يوكل اليه من مهام تمكين السيادة الامريكية في العالم …
تلك السيادة التي قامت على حساب سيادة الدول و استقلال شعوبها وهي السيادة التي لا تسمح لسيادة بعدها حيث يكون القرار لها وحدها و بالتالي لن تستطيع حكومات الدول المستضعفة ان تصنع لشعوبها النهضة المطلوبة في التعليم و التكنولوجيا و التي تسهم في استقلال القرار و رفاه الشعوب …
اذن الانفراج في أزمة الخبز و الوقود و السلام لا يعدو الا ان يكون عربونا لصفقات قادمة في تدمير البني التحتية للاقتصاد و المجتمع و تدمير الجيش الا الجيش الذي يؤدي غرض تمكين السيادة العالمية و تمكين المناصب التي تحميها و سيكون ما بعد هذا العربون ( جوع كلبك يتبعك ) او الموت للكلاب المتمردة …
ونواصل