مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: ثورة البعاعيت

سوداني نت:

العشوائية التي نراها تسير في شوارعنا فتتسبب في الحوادث و المهاترات و تعطيل الناس لم تنتج من عشوائية الشعب وغياب قيمة الانضباط فيه وإنما هي نتاج غياب الوعي الرسمي …

و الطريق أيا كان مالكه في الدولة ( وزارة او محلية ) عندما يتم رصفه يترك ليكون مشاع الملكية فيتصرف مستخدمه و كأنه هو المالك الأصلي فيهشمه ان أراد و يحفره ان رغب و يقطعه ان احب و يعبث به كيفما بدا له و ليس هنالك مالك يقاضيه او رقيب يحاسبه و من امن العقوبة اساء الادب …

و ذلك عبث الطرقات الحية فما بالك بالعبث في المقابر الميتة اذ ان الفوضى تحل بكامل جيوشها في هذا المرفق الحيوي و اعني ما اقول ( المرفق الحيوي ) …

وكأن المقابر جزيرة منزوعة الملكية و مهدرة تماما لمن ارادها بسوء او بخير …

و لا تجد مقبرة واحدة في بلادي تخضع لرقابة صارمة من الدولة فتخطط لساكنيها و تحفظ سجلاتهم و ارقام منازلهم و ازقة و شوارع هذه المقبرة …

و المعروف في كل بقاع الدنيا ان المقبرة عبارة عن مدينة تخضع للتخطيط الكامل فتسور و تحدد مداخلها و رقابة تلك المداخل ثم ترقم قبور الموتى بالقبر و الصف و المربع و تضاء هذه المقابر اضاءة كاملة و بهذا الوعي تحفظ سجلات الموتى عند ارشيف المقبرة الورقي و الإلكتروني …

و بهذا الضبط تحفظ حقوق الموتى الذين ليس لهم نقابة الا الدولة ( الغائبة ) و بهذا الضبط تنتفي جرائم القبور بكل اشكالها ( دفن القتلى و نبش القبور و منع السيول ) …

و ما دعاني لكاتبة هذه الملاحظة المهمة ما أوردته امس مواقع التواصل الاجتماعي عن الاخ عابدين درمة الحانوتي المعروف فمنهم من اثنى عليه و منهم من زمه غاية الزم و لكنني ارى ان الرجل رأى غياب الدولة في حفظ حقوق الموتى فقام بسد هذا الغياب …

وان لم تع الدولة دورها في دور المقابر فلا تستبعد قيام جسم فاعل و حي يسمي نفسه ( تجمع الموتى ) يأخذ بحقه من الأحياء الرسميين فيا ويلهم حينها من ( ثورة البعاعيت ) …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!