مقالات
تريند

عبدالكريم محي الدين يكتب: تفكيك السودان

سوداني نت:

هنالك احداث غريبة تقود الى تحقق اليقين التام بان البلاد تمضي بقوة نحو تفكيكها على أيدي الساسة الجدد …

اتفاقية جوبا المثيرة للجدل أفرزت تمييزا واضحا جعل ولايات الوسط و الشرق و الشمال توحد امرها في مجابهة ذلك التمييز المجحف …

اذ ان شعوب شرق السودان قامت بثورات في كسلا وبورتسودان و القضارف تندد باتفاقية جوبا وترفض مسار الشرق الذي جاء فيها و لغة تلك الثورات التي يقودها مؤتمر البجا و منظمات مجتمعه المدني لغة حادة و جادة و جافة في الوقوف ضد سياسة الحكام الجدد مما حدا بالمركز اتخاذ لغة اكثر استقطابا و مرونة …

و كيانات و اتحادات ولايات الوسط تقوم و تقعد هذه الأيام حيث عقدت امرها في اجتماعها ببرج الساحل و الصحراء على رفض اتفاقية جوبا جملة و تفصيلا باعتبار انها اتفاقية فردية و لا تمثل إنسان السودان و لا تخاطب جذور المشكلة و باعتبار انها تودي الى التفرقة و تدعى الى العنصرية …

و تتمثل قوى الوسط في ؛ ( اتحاد كيانات الوسط ، تحالف الوسط للعدالة و التنمية ، اتحاد الوسط ، تحالف ولايات الوسط ، منبر ابناء الجزيرة ، نهضة مشروع الجزيرة ، الإدارة الأهلية ولاية سنار ، ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة ، و اللامنتمين ، بالإضافة الى منظمات مجتمع مدني و كيانات أهلية و خدمية اخرى في طريقها الى الانضمام لتلك القوى ) …

وآخر الأحداث في ولاية نهر النيل ان ( 34 ) قبيلة تجتمع برعاية اشرف الكاردينال و تختار رئيس و مجلس شوراها و يجتمع ذلك المجلس فورا و في خطوة تصعيدية يزفر نفسه ساخنا معلنا قدرته على انتزاع حقوق شعبه و لو كانت في فك أسد …

ورغم ذلك كله تمضي الحكومة في ضغطها على المواطن و تستجيب لسياسات البنك الدولي دون اي تدابير لرفع المعاناة و تلافي انهيار الاقتصاد و المجتمع …

حيث اتخذت الحكومة قرارا بتعويم الجنيه السوداني بجعل سعر الدولار الرسمي ( 375 ) جنيها . و اثر ذلك قفز سعر الدولار في السوق الموازي الى ( 410 ) جنيها …

كان الواجب على الحكومة ان تجود و تزيد إنتاج الصادر و ان تحتاط بالقدر اللازم من العملات الأجنبية لمحاربة اي قفزات لسعر العملة الصعبة قبل ان تعلن تعويم الجنيه و ذلك ما لم تستطع القيام به حتى الان …

و رغم قيام الاتحادات و الكيانات القبلية و الجهوية المناهضة لسياسات الحكومة القبيلة و الجهوية و رغم معاناة المواطن و غليان الشارع الذي يتهدد الحكومة المتصارعة مع مكوناتها المدنية و العسكرية و المناطقية يتهدد السودان عدو خارجي …

اذ اشكت ولايات غرب كردفان و شرق دارفور وولاية النيل الابيض اشتكت للمجلس السيادي تعدي جيش دولة جنوب السودان على الأراضي السودانية و احتلاله مناطق في الثلاث ولايات منتهكا حدود عام 1956 م …

هذا بالإضافة الى النزاع مع إثيوبيا التي توغلت مؤخرا في الفشقة و استعادت احتلال بعض الأراضي و قامت بعمليات حصاد الذرة و ترهيب و تشريد المزارعين السودانيين …

هذه الأحداث مجتمعة ( قبلية ، جهوية ، داخلية ، خارجية وسياسات حكومية خاطئة ) ستفضي في نهاياتها الى تفكيك وحدة النسج السوداني و تقسيم وحدة أراضيه ان لم يتدخل و بصورة عاجلة العاقلون من قيادات البلاد ان بقيت هنالك قيادات وطنية حقيقية …

اللهم جنب بلادنا شرا اطبق عليها من الخارج و اكل جسمها من الداخل …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!