مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: البرهان وانهيار دولة السودان

سوداني نت:

عندما قسطت الإنقاذ ( غير مأسوف عليها آنذاك و يا أسفا عليها اليوم ) استند التيار الشعبي الكبير على الجانب العسكري في حماية الدين الاسلامي …

و عندما وقع الدكتور عبدالله حمدوك اتفاقا مبدئيا مع المتمرد عبدالعزيز الحلو يقضي بفصل الدين عن الدولة في سبتمبر من العام الماضي استنكرته جميع فئات الشعب السوداني استنكارا كاد يودي الى ثورة حقيقية ضد حكومة حمدوك لو لا أن  الفريق شمس الدين كباشي ابرأ سقم المسلمين بوقوفه معهم و استنكاره للاتفاق …

و تمضي الأحداث في التضييق على الدين الاسلامي و ابعاده عن التشريعات كما حدث في تعديلات القانون الجنائي ( اسقاط حد الردة و إلغاء عقوبة الجلد غير الحدية والالتفاف على عقوبة الدعارة و الخمر ) و كما حدث في إلغاء قانون النظام العام الذي كان يضبط حشمة الشارع العام و المرافق العامة و الشواطئ …

و كلما ضيق اليساريون و من ورائهم على الدين الاسلامي التجأت جماعاته ( الصوفية ، أنصار السنة ، سلفيون ، ادارات أهلية ، شباب إسلامي ، منظمات مجتمع مدني و غيرهم ) الى الجانب العسكري في الحكومة الانتقالية لمناصرة الدين بل ذهب تيار عريض من الإسلاميين( مستقلين و سياسيين )  الى تفويض الجيش باستلام السلطة …

لكن الاخ البرهان لم ينتبه لكل ذلك و لم يتعظ من كل ذلك و كرر نفس خطا حمدوك ووقع اتفاقا مماثلا لاتفاق حمدوك و الحلو يقضي ايضا بفصل الدين عن الدولة و يثير ايضا الشارع المنادي بمرجعية الدين الاسلامي في التشريعات و القوانين …

ألم يدرك السيد البرهان بأن تفويض الشارع السوداني للجيش باستلام السلطة كان ينصب في توفير العيش الكريم و إيقاف التدهور الاقتصادي و ينصب في قيام انتخابات حرة و نزيهة أم أنه تنكر لتلك المطالب المحددة بل و نسي البرهان أيضا بان ذلك التفويض كان فقط للجيش السوداني و ليس لغيره و ليس لشريك يأتي دون انتخاب اذ ان الثوار اتخذوا القيادة العامة مقصدا للمطالب و بيتا للاعتصام و لم يذهبوا لبيوت اليساريين و لا لدور أحزابها و لا حتى لمخابئ الحركات المسلحة أو مناطقها المحتلة …

لم يثر الشعب في وجه البرهان عندما وقع اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني لأن شعبنا السوداني يرى أن تلك الخطوة محل اختلاف و مكان نظر برغم من الإجماع على رفض التطبيع شعبا و قانونا ولكنه اليوم سيثور على البرهان و على من نصبه دكتاتورا وصيا على السودان لأن مرجعية الدين لدستور السودان و قوانينه ليس محل نظر و ليس محل اختلاف بل هي محل الإجماع الشامل …

و السودان الان لا يحتمل قيام اي ثورة او اي اضطرابات فالبلاد مليئة بالسلاح و مليئة بالمخابرات الأجنبية و مليئة بنفس الكراهية و العنصرية و الجهوية و البلاد الان وصلت حد الاحتقان و لا ينقصها إلا مثل تصرفات السيد البرهان في سعيه لفصل الهوى الديني و الهوية الاسلامية و الوجدان الروحي عن جسد الشعب السوداني …

ألا يعلم البرهان انه أصبح يمشي وحيدا نحو المحكمة الجنائية و مصائد المكائد اليسارية التي ما نامت لها عين تخطط للتخلص منه و من الجيش الذي يستند عليه ؟ ألا يعلم أنه فقد السند الجماهيري الذي فوضه لحماية الوطن و حماية الدين ؟ …

والآن اتضح جليا للمتابعين للشأن السوداني بأن مخطط التمزيق قد اكتمل فالبرهان وافق على اتفاقية جوبا التي تدعو للجهوية و القبيلية و الاثنية و تصنع الأضداد ووافق على فصل الدين عن الدولة المسلمة و بهذه الموافقة ستقوم القيامة ولم يكن هنالك شيئ واحد يخلق التصادم إلا وقد فعله البرهان فهل سيأتي ابريل القادم و السودان دولة ؟

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!