مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين: خطاب شورى الموتمر الوطني الدلالة و العمل -2 (الجو العام لانعقاد الشورى)

سوداني نت:

لا أحد يدري كيف اجتمع اعضاء مجلس شورى الموتمر الوطني و كم عدد المؤتمرين ومن هم المؤتمرون و اين مكان الانعقاد و كم من الزمن استغرقت الجلسات و لكن المعلوم ان هنالك عمل كبير قام به مجلس الشورى تمثل في بيانه الختامي الذي جاء شاملا و مرتبا ترتيبا يدل دلالة واضحة بان من كتبه ليس فردا واحدا و إنما يمثل عملا متكاملا و يحمل تفكيراً جماعيا مدركا لكامل المشكل السوداني …

توقيت انعقاد مجلس الشورى جاء بعد مؤتمر باريس و مع انطلاقة مفاوضات السلام مع عبدالعزيز الحلو و في ظل انهيار متسارع للعملة السودانية و ارتفاع جنوني لاسعار السلع الغذائية و في ظل تململ العسكر من الجانب المدني في الحكومة الانتقالية و جاء انعقاد هذا الموتمر بعد ان فقد السودان الدعم الخليجي و العالمي للدولة برغم التطبيع مع اسرائيل و برغم من رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب …

هذا التوقيت له دلالات عميقة في كل المجالات انفة الذكر  حيث خسر الدكتور عبدالله حمدوك الرهان على نجاح مؤتمر باريس الذي أحجمت الدول الخليجية فيه عن دعم جديد للسودان بل تخلفت دول أصيلة عن الموتمر و لم تف المؤسسات الدولية بتعهداتها عن اعفاء الديون او جدولتها كما لم تستجب لإقراض البلاد بما يسد حاجتها من الوقود و الدواء و الزاد و خرج الموتمر فقط بوعود في يونيو المقبل مشروطة بالتزام السودان بشروط تعجيزية فانخفضت اثر ذلك قيمة العملة بما يزيد عن خمسة و عشرين بالمائة ( زاد الدولار من 400 الى 500 جنيه ) في ظرف أسبوعين فقط و زادت الأسعار بأكثر من ثلاثين بالمائة …

ليس مؤتمر باريس وحده الذي فشل و إنما فشلت نتائج التطبيع مع اسرائيل اذ كانت تظن حكومة الدكتور حمدوك ان ما بعد التطبيع ستنجح كل الشراكات العالمية و ستنهال الدعومات على السودان حتى تصبح وصفة البنك الدولي لا قيمة لها  في واقع الاقتصاد المدعوم عالميا و المنتج محليا كما المح بذلك الدكتور عبدالله حمدوك قبيل انعقاد مؤتمر باريس …

وكأن الموتمر الوطني يريد ان يرسل رسالة خاصة في بريد التيار الاسلامي العريض بخصوص علمانية الدولة التي أقراها الدكتور عبدالله حمدوك و الفريق البرهان في اتفاقيهما الاطاريين مع المتمرد عبدالعزيز الحلو اذ تنطلق هذه الأيام المفاوضات التفصيلية للسلام مع ذلك الفصيل و من المأمول ان تقر العلمانية هوية للدولة و ان تمدد عمر الفترة الانتقالية الممدد سلفا و ان تفتح الوثيقة الدستورية للتعديل مرةً خامسة و ان تعيد تشكيل الحكومة الانتقالية من جديد …

والرسالة الكبرى من توقيت انعقاد مؤتمر شورى الوطني انه جاء بعد ان تباعدت الشقة بين شركاء الحكم في الفترة الانتقالية اذ ظهرت مكايدات قوى الحرية و التغيير للجيش بصورة عامة و لقوات الدعم السريع بصورة خاصة تمهيدا لمحاكماتها داخليا و خارجيا تؤدي في نهايتها لابعاد المؤسسة العسكرية عن السلطة و تجعل العسكر في يد المدنيين و ظهر ذلك جليا في فيديوهات فض الاعتصام و في توريط الجيش بقتلى رمضان من هذا العام …

و الحس الأمني الذي تحلى به الموتمر حتى خرج ببيانه الختامي يرسل رسالة مفادها ان الموتمر الوطني يجيد العمل من تحت الارض اكثر من ظاهرها و هذا ما يمثل خطرا على السياسيين الجدد و يحدث استقطابا و استنفارا في عضوية الحزب المحلول …

لا اقول ان انعقاد مؤتمر شورى الوطني و بيانه الختامي كان ناجحا فحسب و إنما اقول ان ذلك سوف يحدث اختراقا جديدا في واقع السياسة السودانية كما سنبين في قادم الحلقات و نواصل …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!