مقالات
تريند

د.نجلاء المكابرابي تكتب: اخلاق الطبيب

سوداني نت:

يتحدث الكثيرين عن تطور الطب اليوم بصورة مذهلة، وعن الاكتشافات العلاجية للعديد من الأمراض آخرها ،  ثلاثة انواع من لقاحات كورونا اجتهدت وزارة الصحة السودانية في توفيرها للمواطنيين  بصورة جيدة بلاخص ولاية الخرطوم ، وهذا جهد مقدر يحسب لها ،  ولكن مع ذلك  نجد عدم توفر الادوية المنقذة للحياة وغلاء الاسعار للموجود منها ، وكثرة الاخطاء الطبية المؤدية للموت بصورة يومية ، وغياب المراقبة الطبيب ، و متابعة المريض،  وغلاء العلاج بصورة مزعجة ومرهقة ومؤسفة للذين لا يستطيعون العلاج حتي بمستشفيات الحكومة،  وهذا مؤشر خطير لفقدان الأرواح ، أطفال وكبار وشباب، البلاد تحتاج لهم للبناء والعبور الحالم الذي يتنادي به الساسة في بلادي

فيا عزيزي الطبيب لا تكن كالنعمان طبيب بغداد الذي قلما ينجو مريض من بين يديه  ، حتي قال فيه الشاعر :

اقول لنعمان وقد ساق طبخ

نفوسا  نفيسات الي باطن الأرض

أبا منذر افنيت فاستبق بعضنا

حنانيك بعض الشر أهون من بعض

ولعل هنا الحديث ليس عن الاخطاء الطبية فحسب ،  ولكن عن اخلاق الاطباء وهم ملائكة الارض ، فهنالك تصرفات مرتبطة باخلاقيات المهنة وهي اشنع من الاخطاء الطبية التي ليست إلا حوادث!!!

اريد طبيبا يعي ما يفعله تجاه مرضي فلا يصف لي العلاج ، إلا بعد فحوصات دقيقة مرتبطة بحالتي وليست بالمختبر الذي يتقاضي منه نسبة علي الفحوصات التي يطلبها

اريد طبيبا يصف لي العلاج المرتبط بحالتي لا بشركة الادوية التي  تعطيه نسبة إذا وصف ادوية تنتجها أو تستوردها

اريد طبيب اذا قصدته بعد علاج ولم اتماثل للشفاء من طبيب غيره يقول لي (من الحمار الذي وصف لك هذه الادوية).

اريد طبيب مبتسما يبعث الأمل في نفسي دون الاحساس بالضجر والتذمر من البلد  والحديث عن الهجرة.والسفر والهروب من واقع جميعنا نعيشه معا !!

ويحكي ان رجلا وقع من شرفة منزل ، فنزع الطبيب له طحال ، ثم اكتشف انه بالإمكان الإبقاء عليه ، وعندما تمت مراجعة الطبيب علق قائلا : الطحال أساسا  ليس عضوا حيويا ويمكن للانسان ان يعيش بدونه !!!   كيف!!! ولماذا أوجده  الله في الإنسان ؟  تبرير غير منطقي

الطب رسالة قبل ان يكون مهنة ، ولا يمكن لرسالة ان تؤدي دون اخلاق ، فإذا كان من حق الطبيب ان يسعي للثراء مثلنا ، فليس من حقه ان يجمع ثروته من اوجاعنا ، فالدواء الذي يصرف وهو ليس مناسبا لحالة المريض فهم سم والمال الذي يتقاضاه الطبيب لقاء هذا السم سحت وحرام ،والاعتراف بالخطأ فضيلة ، والطبيب اخلاق والاخلاق  صدق مهما يكلفك الأمر ، فابحثوا عن الصدق تجدوه في اخلاق الأنبياء والاتقياء والعلماء.

دمتم

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!