مقالات
تريند

ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب:  سودان مابعد الحرب (١)

سوداني نت:

 العلاقات الخارجية

——————

⭕️ دائما ماتخلف الحروب كثيرا من الدمار والضحايا والخراب والتأثير النفسي ولكنها تؤشر إلى جملة من المراجعات والإستدراكات إذا ما إستفادت الشعوب من إفرازاتها

فهذه الحرب التي حشدت لها كل القوى الدولية بمعاونة بعض دول المنطقة وعملاء الداخل قد أفرزت عدة إيجابيات إذا ما تمت مراجعتها كضرورة مراجعة كيفية العلاقات الخارجية وهي تعني حسن إدارة الدول لمصالحها مع بعضها البعض والإستفادة من إمكانيات وقدرات كل دولة وفقا للتكامل البيني وتبادل المنافع والمصالح عبر إتفاقيات وبرتوكولات وإحترام للسيادة الوطنية والاعراف الدبلوماسية

فما أفرزتها الحرب الحاليه من بعض الدول يجب على السودان إعادة النظر في منظومة علاقاتها بأسس جديده ومراجعات جذرية مع هذه الدول وخاصة مع المنظمات الإقليمية مثل (الإيغاد)

وعدم السماح لتجاوز الحدود والاعراف الدبلوماسية

فبناء العلاقات على أساس الأخلاق والعرف السياسي والاحترام غلب عليها تقديم واكتساب المصالح وتحقيق المنافع دون مراعاة للعلاقات الودية وحسن الجوار وذلك بسوء نيه

فأصبحت العلاقات لاتؤسس على الندية والمساواة واحترام الآخر والإستفادة من قدرات وموارد بعضهما

فماوراء العلاقات الدبلوماسية تبني على كيفية تحقيق أقصى منفعه من الطرف الآخر ولو أدى ذلك للتعدي على الدولة التي سمحت بذلك لضعفها فأصبحت (المصالح) هي العنوان الأبرز لتكييف العلاقات

فعندما تكون مؤسسات الدوله هشه وضعيفه ومرهونه الإرادة تعمل بعض الدول لإختراقها عبر بعض المنظمات والمراكز والأحزاب والأفراد بمعزل عن السلطات وهو أمر مخالف للأعراف والقوانين الدبلوماسية

وتفتح شهية الدول الطامعة والطامحة للوصول لموارد الدولة بكافة الطرق والسبل الغير مشروعة

وجوهر العلاقات أن تعمل الدول لمصالحها وفقا للتفاهمات المشتركة لا أن تبني علاقات مع كيانات أو أحزاب أو أفراد داخل الدوله

وممايؤكد هذا المنحى فإن إختيار السفراء والدبلوماسيين وإدارات المنظمات يتلقوا عدد من الدورات في مجال الدراسات الأمنية والتخابر والتجسس وتكوين المصادر والاختراقات في العلاقات الاجتماعية لكافة قطاعات المجتمع وخاصة الكوادر العلمية في كافة المجالات وشاغلي المناصب العليا في الدولة والرتب الرفيعة في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى بكافة المغريات لإستمالتهم للعمل مع تلك السفارات تخابرياَ فعلي الدولة ضرورة المراجعة والتدقيق والمراقبة الأمنية لتحركاتهم لعدم تهديد الأمن القومي

فسودان مابعد الحرب يجب أن يقوم أيضا على مراجعة كافة سجلات العاملين في الدولة من أعلى المناصب إلى أدناه من قبل الأجهزة الأمنية ومراجعة ضوابط ومعايير أسس الإختيار عبر لجنة الإختيار للخدمة العامة لعدم إستغلال مؤسساتها للتخابر أو لموجهات أحزابهم السياسية وضرورة إرجاع صلاحيات جهاز الأمن الداخلي والخارجي والإستخبارات ومراجعة صلاحيات الشرطة لضبط النظام العام وتمييزهم ايجابيا

والعمل علي إعادة النظر في تحالفات المحاور والدول التي وقفت مع السودان أو ضده في الحرب وفتح مجالات الاستثمار للدول الصديقة بصورة كبيرة ومراجعة سفاراتنا في الخارج والبعثات الدبلوماسية التي تعمل ضد مصلحة الوطن وإعادة النظر في شاغليها بدأ بوزارة الخارجية

فهذه الحرب كشفت لنا كثير من الأسرار التي طفحت للعلن دون جهد أو تمحيص فقط النظر في ترتيبها وتنظيمها ومعالجتها بإرادة وطنية حقيقية .

تابعنا على قناة الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!