سمو الكلمةمقالات
تريند

فلتدم انت.. ايها الوطن

د. علي الكرار هاشم محمد

تقول السيرة النبوية أن الصحابة الكرام حين استقر بهم المقام بالمدينة المنور ة، أصابتهم حمى المدينة، وكان من بين من وعكوا أبا بكر الصديق وبلال فب لغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا وكان من دعائه اللهم حب ب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وفي ثنايا هذا الدعاء يتبين لنا أثر محبة الأوطان، وقيمة هذا الحب الناتج من ارتباط الانسان بتلك البقعة التي ارتب ط بها وولد وتربي على ثراها. والوطن هو مرجع الانسان وعنوانه وعزه ومفخرته الوطن هو القيمة والملج أ حيث ينتسب الناس ويسندون ظهورهم، والوطن هو البقعة المقدسة والم حببة والمكان الطاهر حين يتواضع الناس لتقبيل ترابه وينتفضون للزود عنه والدفاع، مقدمين الأرواح والمهج رخيصة في سبيله وفي سبيل أهله وخيرا ته. من هذه المفاهيم الراسخة تشكلت الروح الوطنية، وتأصلت عند الأمم والشع وب، وقد تجلت مظاهرها في العديد من الصور والأفعال، مثل رفع العلموت حيته أينما كان وتقديره واحترامه، وكذلك القيام عند عزف نشيد السلام الو طني وحفظه وترديده في المناسبات الوطنية، ومنها معرفة خارطة الوطنوت اریخه وجغرافيته ومعرفة رموزه وشهداءه وتقديرهم، وإظهار هذا الانتماء مع الآخرين بكل فخر وعزة وتعريف الناس به، هذه التفاصيل وغيرها الكثير تهتم بها الأمم، وتقوم بتدريسها للناشئة منذ الصغر فتكبر معهم وترسخ في ا لاذهان فيزداد الناس محبة لأوطانهم وتعلقا بأرضهم. ونحن في السودان تربينا مثل غيرنا على الوطنية الحقة، والمحبة الصادقة لبل دنا حيث لا زلنا نحفظ الجميل لكل رموز التاريخ، ومن حاربوا الاستعمار و صنعوا لنا الاستقلال، ويمتد التقدير للقادة والزعماء، والنوابغ والبارزين في أ ي مجال على امتداد الوطن، وبرغم ما لدينا من تنوع يتمثل في اثنيات وقبل يات ومناطقيات وجهويات وأحزاب، إلا أنه ظل مجرد تنوع يجمل خارطة ال وطن ويزيدها ثراء ويزينها بالخير والعلم والثقافة والتراث. واليوم فان كل تلك التفاصيل تذوب بينها الفوارق وتتلاشي المسافات ليصب ح الكل لحمة واحدة وصفا متراصا كتفا بكتف وأيد متشابكة بقوة كلها مصادر للقوة والشجاعة والثبات، لتزود عن حمي الوطن وتدافع عنه بكل الصور وفي كل الميادين، محققة معني الهتاف جيش واحد شعب واحد وال جميع يعلم بأن تحرير الوطن من الأعداء والانتصار عليهم ودحرهم، لا يكو ن إلا عبر هذا عن طريق الوحدة الصادقة واللحمة المتينة ورص الصفوف ون بذ كل العصبيات والجهويات السابقة، فلا صوت يعلو فوق صوت الوطن ولا قضية غير الوطنية ولا هدف سوي هزيمة المعتدي وإعادة الوطن محرراسل يما.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!