مقالات
تريند

قراءة تحليلية لخطاب د.كامل للإعلام : معركة إعلامية منظمة أم اختبار للجاهزية_ .؟

خبر وتحليل : عمار العركي

خبر وتحليل : عمار العركي

قراءة تحليلية لخطاب د.كامل للإعلام : معركة إعلامية منظمة أم اختبار للجاهزية_ .؟

___________________________

▪️لم يكن الخطاب الصادر عن رئيس الوزراء د. كامل إدريس، في أعقاب التصريح الملفق والمنسوب إليه حول إشراك “كتائب البراء” و”درع السودان” في تشكيل الحكومة، مجرد تصحيح لمعلومة مغلوطة؛ بل كان أول اشتباك إعلامي فعلي مع جبهة إعلامية مضادة، يبدو أنها قد أعدّت عدتها بدقة لإفشال الحكومة قبل أن تبدأ، ولضرب رئيسها شخصياً في واحدة من أضعف لحظاته الرمزية: “اللحظة التي تسبق أداء القسم”

 *_التصريح الملفق والتوقيت المدروس_*

▪️توقيت بث التصريح المفبرك لم يكن عشوائيًا. فقد تم توجيه الضربة الإعلامية قبل أداء القسم، وفي ظل فراغ عملي رسمي، مما يتيح المجال الأوسع للتأويل والترويج والتشويه. وهذا ما حدث تمامًا؛ إذ تم دفع د. كامل إدريس إلى مربع النفي والدفاع، بدل التقديم الإيجابي لنفسه وبرنامجه السياسي.

▪️لقد كشف هذا الحادث عن ثغرة أساسية في البنية الإعلامية المحيطة بالحكومة المرتقبة في غياب المناعة الإعلامية الأولية، والقدرة على استباق الهجوم، أو حتى احتوائه في مهده.

 *_ملاحظات على مضمون الخطاب_*

▪️رغم تماسك الخطاب من حيث الشكل والتأكيدات، إلا أنه وقع، مرة أخرى، في الفخ ذاته:

▪️رد فعل دفاعي مفرط: أكثر مما هو موقف استراتيجي يعيد ضبط الرواية لصالح الحكومة.

▪️لغة التبرير والشرح المفرط: وهي تضعف صورة القائد الحازم، وتوحي وكأن الحكومة تتلقى الصدمات بلا خطة اتصالية استباقية.

▪️التأكيد على “تأخر الوصول للسودان” هي معلومة كان من الممكن تجاهلها إعلاميًا أو تمريرها بسلاسة دون الإشارة لها، لأنها تغذي السردية المضادة بأن الرجل غائب وغير مسيطر.

 *ملامـح استراتيجيــة إعـلام العـدو:*

▪️التضليل باستخدام “المعلومات المزعومة”: مثل تسريب تصريحات مفبركة لإرباك الرأي العام.

و استغلال الفراغات، كالفراغ التنفيذي المؤقت، (قبل أداء القسم).

▪️توظيف الإعلام الوطني المرتبك أو المتواطئ: كما حدث في قناة “سودانية 24” التي نشرت التصريح دون توثيق، وربما بمستوى من التواطؤ أو على الأقل غياب المهنية.

▪️استراتيجية “التحييد قبل الانطلاق”: أي استهداف القيادة الجديدة مبكرًا لضرب ثقة الجمهور فيها، وزرع الشكوك حول استقلالها

 *_أدوات الدفاع الإعلامي التقليدية..لا تكفي_*

▪️الإعتماد على بيانات النفي وحدها يُعدّ خطأً قاتلًا في معركة إعلامية واسعة النطاق، تقودها جهات ذات خبرة وتجهيز عالٍ، وربما دعم استخباراتي خارجي. ما نراه اليوم هو نسخة من “الحرب الإعلامية الشاملة” التي تُدار ضمن تكتيكات الحرب الهجينة ، والتي تتجاوز ساحات القتال إلى ساحة الرواية والرمزية والشرعية.

*_الإسنـاد الاعلامي لحكومة د.كامل_*

▪️شكيل غرفة إعلام استراتيجية مرتبطة مباشرة برئاسة الوزراء، تضم, خبراء في الإعلام السياسي., وادارة الأزمة الاعلامية.

▪️التدريب الإعلامي الخاص لرئيس الوزراء وفريقه لتطوير لغة الخطاب والقدرة على “تملك السردية” لا الوقوع في أسرها.

▪️تبني خطاب عقلاني حازم لا متوتر ولا عاطفي باستخدام عبارات دقيقة ومختصرة مع التركيز على المبادئ العامة لا التفاصيل المتغيرة.

▪️تعزيز التعاون مع الإعلام الوطني الملتزم ، و إنتاج سردية سودانية جديدة: تعبر عن الحكومة المدنية، وتُظهر الفرق بين مشروعها ومشروع التمرد المدعوم إماراتيًا. يجب أن تكون سردية موثقة، مؤثرة، ومبنية على خطاب وطني جامع.

 *_خــلاصـــــة الــقـــــول و منـتـهـــــاه_*

▪️أثبتت الحادثة أن معركة د. كامل إدريس لن تكون فقط مع الملفات السياسية أو الأمنية، بل في الأساس مع معركة “الصورة والصوت والرواية”. ومن يخسر الإعلام، يخسر الفضاء العام، والشرعية الجماهيرية، وقد يخسر حتى الدعم الإقليمي والدولي.

▪️وعليه، فإن الخطوة القادمة ليست إصدار بيانات نفي فحسب، بل بناء جبهة إعلامية دفاعية وهجومية متكاملة، قادرة على تحويل محاولات التشويه إلى أدوات لبناء شرعبة وشعبية حقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!