خطة د. كامل إدريس للحكم.. قراءة تحليلية في شكل الحكومة المقبلة وتحدياتهـا
خبر تحليل - عمار العركي

خبر تحليل – عمار العركي
خطة د. كامل إدريس للحكم.. قراءة تحليلية في شكل الحكومة المقبلة وتحدياتهـا”
____________________________
▪️في لحظة فارقة من تاريخ الدولة السودانية، وبينما تعيش البلاد تحديات مصيرية تتعلق ببقائها واستقرارها، طرح رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس رؤية شاملة لإدارة الدولة في المرحلة القادمة، ارتكزت على أولويات واضحة وحاسمة: تحقيق الأمن القومي، واستعادة هيبة الدولة، وبسط سيادة حكم القانون، وتحريك الاقتصاد، وإعادة الإعمار، ونبذ الجهوية.
▪️حديث رئيس الوزراء لم يكن تكـرارًا إنشائيًـا لمـقولات مألوفة، بل حمل مضامين عملية وإشارات سياسية مباشرة تدل على أنه يتجه نحو تشكيل حكومة ذات طابع وظيفي تنفيذي صارم، لا تخضع لمعادلات المحاصصة أو توازنات القوى التقليدية، بل تُبنى على أساس القدرة على الإنجاز.
وبناء على ذلك، يمكن رسم ملامح الحكومة المقبلة وفق المعطيات التالية:
*حكومـة تكنـوقراط بـطابع أمنـي اقتصـادي*
▪️من المتوقع أن تتجه الحكومة الجديدة إلى اعتماد كفاءات تنفيذية غير حزبية، بخلفيات تقنية وأمنية واقتصادية وقانونية، مع تغليب الأداء والنتائج على الانتماءات السياسية أو الجهوية.
▪️وقد تشهد بعض الوزارات التقليدية دمجًا أو إعادة هيكلة، بما يعزز الكفاءة ويقلل من التكاليف والازدواجية في ظل واقع الدولة المنهك.
*وزارات مرشحـة لتغييـرات جذرية*
▪️ *الداخلية* : مرشحة لإعادة هيكلة شاملة، بقيادة شخصية ذات خلفية استخبارية أو أمنية ميدانية، لتفعيل دورها في فرض هيبة الدولة، ومحاربة المليشيات، والجريمة المنظمة.
▪️ *العدل* : من الوزارات المحورية في المرحلة القادمة، ويتوقع إسنادها إلى شخصية قانونية مستقلة تعمل على تعزيز سيادة القانون وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية.
▪️ *الدفاع* : دورها سيبقى محوريًا في الخطة، مع تنسيق وثيق مع القيادة العامة، ويُحتمل أن تبقى مستقرة أو تشهد تعديلات محدودة.
▪️ *المالية والاقتصاد* : يتوقع أن تسند إلى شخصية تنفيذية ذات خلفية تنموية أو تجربة في المؤسسات المالية الدولية، نظرًا لأهمية الملف في تحسين معاش الناس وتحفيز الصادرات.
▪️ *الإنتاج والإعمار* : وزارات مثل الزراعة والصناعة والاستثمار قد تدمج في هيكل اقتصادي تنموي موحد، يواكب الخطة الوطنية للنهوض بالإنتاج.
▪️ *وزارة أو هيئة خاصة لإعادة الإعمار* : مرشحة للاستحداث ضمن المحور الاستراتيجي للـ”استشفاء الوطني”.
*وزارات مرجّــح الإبقـاء عليهـا مع تحسينــات*
▪️يرجّح أن يتم الإبقاء على وزراء الخارجية، والإعلام، والتعليم، والصحة، مع إجراء تحسينات في الأداء، وتطوير الخطاب والسياسات العامة دون تغييرات جذرية، خاصةً أن بعض هذه الوزارات حافظت على درجة من الاستقرار الإداري خلال الفترة الماضية.
*الـمستحدثـات الـتنظيـميـة والـوظيفيـة*
▪️من المتوقع استحداث أو تفعيل، مفوضية وطنية لإعادة الإعمار والتنمية، تتولى تنسيق المشاريع الكبرى وتعبئة الموارد الدولية.
▪️هيئة عليا للتعبئة الوطنية والحوار المجتمعي، تعمل على رتق النسيج الاجتماعي ومواجهة الجهوية.
▪️جهاز متابعة الأداء التنفيذي بإشراف مباشر من رئاسة الوزراء، لتقييم الأداء الحكومي بشكل دوري وربطه بأهداف الخطة.
*حـكومـات الـولايـات.. إعـادة ضبط المسـار*
▪️في انسجام مع رؤية المركز، يتوقع أن تشهد حكومات الولايات مراجعة شاملة في تركيبتها ووظائفها، يتم فيها اختيار ولاة ومسؤولين تنفيذيين بمعيار الكفاءة والقدرة على استعادة الأمن وتقديم الخدمات، مع تقليص البعد السياسي والترضيات القبلية أو الجهوية، ومنح صلاحيات أوسع في ملفات الأمن والتنمية والخدمات، تحت إشراف مركزي مباشر من رئاسة الوزراء، لضمان وحدة المسار.
خــــلاصـــة الـقًــول ومنـتـهــًاه:
▪️الحكومة التي يتجه د. كامل إدريس لتشكيلهـا لن تكون تكـرارًا لتجارب المحاصـصة الفاشلة ولا حكومة تصريف أعمال تقليدية، بل حكومة “إنجاز ومهام” في ظرف استثنائي يتطلب قرارات استثنائية. نجاحها لن يُقـاس بعدد الوزارات أو أسماء الوزراء، بل بقدرتها على تحقيق الأمن، وتثبيت أركان الدولة، و إنهـاض الاقتصاد،و طمأنة المواطن بأن الدولة لا تزال قادرة على الوقوف والمضي إلى الأمام.