مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: خواطر رمضانية (الخاطرة السادسة عشر) “إسم الله الأعظم” 30/16

سوداني نت:

بسم الله ابتدينا…

نعم انها مدحة أولاد حاج الماحي الفخيمة، والتعويل مني على (إبتدارها) الذي يحمل في ثناياه الكثير المثير!

إنها البسملة يااحباب…

(بسم الله)

ما أجمل وأسمى تلقائية التلفظ بالبسملة في تراثنا الخطابي والحواري الفطري!…

إذ ما من دهشة تنتاب أحدا أو مفاجأة تعرض له إلا وتجده يقول أو يقال له:

(قول بسم الله)!…

أتُرى ذلك يحدث اعتباطا وكيفما اتفق؟!

لا والله…

لعمري إنها المحبة الإلهية لعباده، المحبة بأن تَقرَ في أنفسهم ووجدانهم هذه البسملة المباركة…

إنها الاستفتاح العظيم الذي جعله ربنا لكل شئ…

-وبإسم مَنْ؟!

-بإسم الله…

(الله)، الإسم الجامع في جوفه لكل أسماء ربنا الحسنى وصفاته العلى، حاله في ذلك حال (اللون الأبيض) الذي يحوي في جوفه كل الألوان!!!

لقد أتاح الله لعباده هذا الإسم الأعظم وجعل ألسنة عباده تلهج به في ثنايا البسملة لطفا ورحمة بهم!…

أما المسيء وإن أقعى به ذنبه ولم يبسمل وينادى الرب بإسمه (الله)؛ فإنه جل في علاه لطفا به أتْبَعَ إسميه الحسنيين (الرحمن) و (الرحيم) لاسمه الأعظم (الله)، ولكأنه جل في علاه يقول: ياعبدي لإن كنت لم تناديني بإسمي الأعظم؛ فلاتنس بأنني رحمن ورحيم بك برغم ذنبك!…

فذاك إبليس الملعون يعص الله ويأبى السجود عندما أمره الله بالسجود لآدم عليه سلام الله، وعندما يؤمر بالهبوط إلى الأرض إذا به يسأل الله كي يذره إلى يوم البعث؛ فجيبه الله ولا يرده برغم عصيانه وعدم طاعته!!!

إنه الله الرحمن الرحيم…

لقد قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا بامرأة من السبي قد وجدت صبيا في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟!

قال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم: لا والله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أرحم بعباده من هذه بولدها.

رواه البخاري ومسلم

ياااااه

هنا (وتد) قد دُقَّ لا تكاد تبين له هامة إلاّ لمن آتاه الله نورا يمشي به بين الناس وبصيرة يبصر بها…

أما الذين قدّر لهم بأن يغذوا السير في مدارج السالكين؛ فلاغرو يرون هذا الوتد جبلا، بل جودّيا ترسو على حوافه سفنٌ لهم ومراكب ذات أشرعة!..

والذي استدرك على الجِنِّي بين يدي سليمان عليه السلام، وقال:

انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك!

هذا الرجل الصالح أبان لسليمان عليه السلام بأنه يعلم إسم الإله والرب الأعظم، الذي إن دعاه به أجاب، لكنه يطلب من سليمان أن يكون هو الذي يدعو به، لكونه نبي أقرب منه إلى الله، لكن سليمان عليه السلام أقره وطلب منه أن يدعو الإله الرب بإسمه الأعظم الذي علمه إياه، فإذا بعرش بلقيس ماثل قبل ارتداد طرف سليمان عليه السلام!.

سألت جدي ماهو اسم الله الأعظم؟!

فقال:

اسم الله الأعظم هو لفظة (الله)!!!

ثم اضاف:

ألا تجد العديد من أهل التصوف يرجزون دوما بلفظة الله (ولكن للأسف، جلّهم لا يعلمون خبايا هذا الإسم وماينبغي أن تحتشد في النفس من معان عندما يقول المسلم (الله))؟!…

لم أتبين عمق المعنى ومرادات جدي حينها! …

واستطرد جدي:

الأصل في أسماء الله الحسنى هو إسم الله، وتليه البقية، لكن تبقى سورة الإخلاص وآية الكرسي المحققتان لتمام المراد من معنى اللفظ في نفس المؤمن، وذاك ما كان يعلمه يقينا ذاك الجالس بين يدي نبي الله سليمان وقد آتاه الله علما من الكتاب!…

قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية الكربمة:

{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} النمل 40

“أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا وَهُوَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ صِدِّيقًا يَحْفَظُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ”.

وقد اختلف المفسرون في المقصود بـ “الكتاب”.

انتهى.

ومناداة ربنا بإسمه الأعظم ينبغي أن لاتكون المناداة معزولة عن الفهم المراد للمعاني العظيمة المتضمنة في هذا الإسم الأعظم، لنقرأ معا هذه الآيات المتتاليات من سورة الحشر:

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر 21

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} 22

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 23

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 24

السؤال:

ألا يتبين المرء جليا – في متون وفحوى هذه الآيات الكريمات- أن لفظ وإسم (الله) هو الأصل، وأن كل أسماء الله الحسنى الأخرى وصف وتبع لهذا الإسم؟!…

لقد كان ذلك رأي جدي محمد الحسن حاجنور رحمه الله، وقد قال رحمه الله بأن سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) وآية الكرسي هما المتممتان لاسم الله الأعظم عندما تقرأ بمعية المناداة بإسم الله.

قال الشيخ الألباني رحمه الله:

واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً، ساقها الحافظ في “الفتح”، وذكر لكل قول دليله، وأكثرها أدلتها من الأحاديث، وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه، مثل القول الثاني عشر؛ فإن دليله: أن فلاناً سأل الله أن يعلِّمه الاسم الأعظم، فرأى في النوم؛ هو الله، الله، الله، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم!!.

وتلك الأحاديث منها الصحيح، ولكنه ليس صريح الدلالة، ومنها الموقوف كهذا، ومنها الصريح الدلالة؛ وهو قسمان:

قسم صحيح صريح، وهو حديث بريدة: (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد …) إلخ، وقال الحافظ: “وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك”، وهو كما قال رحمه الله، وأقره الشوكاني في “تحفة الذاكرين” (ص52)، وهو مخرج في “صحيح أبي داود” (1341).

والقسم الآخر: صريح غير صحيح، بعضه مما صرح الحافظ بضعفه؛ كحديث القول الثالث عن عائشة في ابن ماجه (3859)، وهو في “ضعيف ابن ماجه” رقم (841)، وبعضه مما سكت عنه فلم يحسن. كحديث القول الثامن من حديث معاذ بن جبل في الترمذي، وهو مخرج في “الضعيفة” برقم (4520).

وهناك أحاديث أخرى صريحة لم يتعرض الحافظ لذكرها، ولكنها واهية، وهي مخرجة هناك برقم ( 2772 و 2773 و 2775 ).

“الألباني، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة”.

[email protected]

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٨)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!