مقالات
تريند

عادل عسوم يكتب: خواطر رمضانية (الخاطرة السابعة عشر) “مفتاح المغاليق”! 30/17

سوداني نت:

إنها آية قرآنية كريمة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا} 80 الإسراء.

كم في هذه الآية الكريمة من أسرار يا أحباب!

كيف لا وهي التي أوحى بها الله إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يتهيأ للهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة، وقد اشتد به الكيد وقد عاد من الطائف يكتنفه من الحزن مايقصم ظهر أمة بحالها، فأسند ظهره الشريف إلى الحائط ورفع كفيه الشريفتين ونظر الى السماء وقال:

(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس،

يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أُبالى ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليَّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)…

فإذا بالجن يحتشدون بين يديه ويستمعون للقرآن من فم نبينا صلى الله عليه وسلم ويسلمون!…

وإذا بهذه الآية العظيمة (المفتاح للمغاليق) توهب لنبينا صلوات الله وسلامه عليه من خلال دعاء يعلمه له الله جل في علاه من فوق عرشه! ولاغرو أن دعاء الأنبياء معلوم قدره، فما بالكم به عندما يكون من خاتم الأنبياء والمرسلين وقد علمه إياه خالق الخلق وذُو الْعَرْش الْمَجِيد؟!

وإذا به يثبته ربنا في كتابه الكريم؛ آية كريمة هدية للمؤمنين إلى أن يرث الأرض ومن عليها!…

قال ابن عطية رحمه الله: “ظاهر هذه الآية، والأحسن فيها أن يكون دعاءً في أن يحسن الله حالته في كل ما يتناول من الأمور، ويحاول من الأسفار والأعمال، وينتظر من تصرف المقادير، في الموت والحياة؛ فهي على أتم عموم”

وقال “السعدي في تفسيره: “وقوله: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ أي: أجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك، وعلى مرضاتك، وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر .

{وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} أي: حجة ظاهرة، وبرهانًا قاطعًا على جميع ما آتيه، وما أذره.

وهذا أعلى حالة ينزلها الله العبد، أن تكون أحواله كلها خيرًا، ومقربة له إلى ربه، وأن يكون له -على كل حالة من أحواله- دليل ظاهر، وذلك متضمن للعلم النافع، والعمل الصالح، للعلم بالمسائل والدلائل”. انتهى

وقد روى ابن أبي شيبة أن عمر بن عبد العزيز كان إذا دخل بيتًا قال: “بسم الله والحمد لله ولا قوة إلا بالله، والسلام على نبي الله، اللهم أفتح لي أبواب رحمتك، وأدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وهب لي من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.

اللهم احفظني من فوقي أن أختطف، ومن تحت رجلي أن يخسف بي، وعن يميني وعن شمالي من الشيطان الرجيم “.

وظل لسان نبينا صلى الله عليه وسلم الشريف رطبا بهذه الآية دوما خلال كل مواطن الشدة والبأس في ثنايا سيرته الوضيئة:

* عند خروجه من مكة بين يدي هجرته الشريفة…

 

* عند دخوله إلى المدينة المنورة مهاجرا إليها من مكة…

 

* عند خروجه وصحابته الكرام من حصارات عديدة (مكانية) كمحنة الخندق، وأخرى كصلح الحديبية…

 

* ثم عند دخوله إلى مكة فاتحا…

وغير ذلك كثير…

وبالطبع تظل الأدعية الثابتة المأثورة الأخرى والمرتهنة بالدخول إلى البيت مثلا والخروج منه والدخول إلى الحمام والخروج منه قائمة يلهج بها لسان المسلم طاعة لله وإصابة للسنة الشريفة، وتظل هذه الآية مفتاحا للمغاليق تستصحب بين يدي كل أمر جلل يسعى إليه المسلم…

وفي الخاطر نصح جدي رحمه الله لي ولابن خالتي بتلاوة هذه الآية العظيمة بين يدي ايّما عزم لحراك، أو للخلاص من أمر يحتاج إلى قرار حياتي استصحابا لصدرها المبين، ثم ختامها الذي يقول {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} .

اللهم افتح لجدي ودحاجنور في مرقده بابا من الجنة لايسد، واغفر اللهم لكل امواتي واموات المسلمين، انك ياربي وليّ ذلك والقادر عليه.

[email protected]

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٢٨)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٢٧)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!