مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: القائمة الامريكية للارهاب ( 5 ) النوعية والكثرة وتصريحات المسخرة

سوداني نت:

ان مساحة السودان تقرب الألفي كيلومتر و يقطنها أربعون مليون سوداني عزيز النفس مديد القامة و على هذه المساحة الكبيرة و مع الحجم السكاني الأكبر نفيرا و الاشد قوة تعج البيئة بالتنوع و تعج الارض بالخيرات و يعج فضاؤها باصوات الحيوانات وتنوعها المتجانس …

و مع اتساع المساحة و مع تلك الكتلة البشرية و مع تنوع البيئة و فيضان الخيرات تقف حكومات السودان تتسول الدول الأقل مساحة و الاقل سكانا و افقر بيئة ً …

فيا ترى ما الخلل الذي افقر الشعب السوداني إلى درجة أنه يتسول الدول التي كان يمدها بالغذاء و الكوادر البشرية ؟

والإجابة باختصار شديد تتمثل في وقوع السودان تحت تاثير الأطماع الدولية و الاختلافات الداخلية …

واستغرب جدا للتصريح المنسوب للأمريكان و المنتشر امس في وسايط الاتصال الاجتماعي و الذي يفيد ان التطبيع مع مصر و الأردن و دول الخليج اكثر أهمية من تطبيع علاقات السودان بإسرائيل وهذا ما ينافي الحقيقة تماما و المراد به صرف النظر و مسح الأثر و تغبيش البصر …

و إذا كان كذلك فلماذا أوصلت الادارة الامريكية و دول محورها السودان الى مرحلة حافة الهاوية ثم فرضت عليه تطبيع علاقاته مع اسرائيل دون التزامات من الاخيرة ؟

و السودان بحسب موقعه الجيوسياسي و الجغرافي يمثل عقبة كبيرة جدا في تمدد الدولة العبرية الى النيل و يمثل عقبة كبرى لتأمين ظهرها من النفوذ العسكري الإيراني هذا من جهة و من الجهة الاخرى يمثل السودان موردا مهما من المياه و الزراعة و المعادن التي تحتاجها اسرائيل في خطتها الاستعمارية القادمة كما ان السودان اصبح منصة لانطلاق النجاحات الصينية و يمثل ذلك تهديدا امنيا و اقتصاديا للغرب خصوصا بعد مجيء الشيوعيين لحكم البلاد و بما لديهم من افكار تشترك مع الحزب الشيوعي الصيني …

و دخول السودان تحت الإمرة الامريكية يعطيها مواقع استراتيجية اكثر أهمية من تلك التي توجد في الخليج خاصة بعد حرب اليمن و اضطراب القرن الأفريقي و بطاعة السودان يضمن الأمريكان كل طول البحر اﻻحمر الذي كان مهددا رئيسيا لامن اسرائيل و بطاعة السودان ايضا يمكن للأمريكان ان يستغنوا عن السعودية ذات الموقع المطل على هذا البحر او يمكنهم الضغط عليها حتى ينالوا ما يطلبون …

و يكتمل المطلوب للقطب المهيمن بعد ان يضع يده على المواني السودانية و ضمان انشاء القواعد العسكرية عليها لتكون جزيرة العرب مطوقة تماما بالقواعد الامريكية و الاسرائيلية و تكون الدول السودانية القادمة ذات منفذ بحري واحد تحت يد اسرائيل و امريكا اصالةً ووكالةً …

تكمن أهمية التطبيع مع السودان ايضا في محاربة الهجرة الى أوروبا و القضاء على الجماعات الاسلامية السودانية و المصرية و التي تهدد تطلعات الصهيونية العالمية و تكمن أهميته في خنق مصر ان نزعت يدها يوما عن الطاعة الامريصهيونية و بموقع السودان يمكن لأمريكا ان تتحكم في دول الشمال الأفريقي وصحرائه و يمكنها ايضا ان تفرض نفوزها على منابع المياه …

لذلك كانت امريكا تسعى منذ زمن طويل الى تركيع السودان و استخدامه لأغراض النظام العالمي الجديد و الذي تتسيد عليه الأقلية اليهودية و هذه الأقلية الان تتحكم في صناعة السياسة بالشرق الأوسط و تتحكم في الموارد و الاقتصاد و تتحكم في صناعة الحكام و الزعماء …

و الأهداف و الخطط التي وضعها اليهود و توافقوا و تواثقوا عليها للهيمنة على العرب المسلمين أسهمت إسهاما كبيرا في إعدادهم و صنع نوعيتهم الغالبة و هزيمة غرمائهم برغم كثرتهم و تعدد مواردهم ووحدة جغرافيتهم ووحدة لسانهم و دينهم …

فالنوعية المتحدة أولى من الغثاء الكثير و الغثاء الكثير مكانه مزابل المحرقة …

ونواصل

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!