مقالات
تريند

د. عبدالكريم محي الدين يكتب: ليتك يا الرشيد رشيدا

سوداني نت:

قرات تصريحا على موقع النورس نيوز منسوبا لوكيل وزارة الثقافة و الاعلام الاستاذ الرشيد سعيد يعقوب يرد فيه على موقف الفريق اول شمس الدين الكباشي الرافض لفصل الدين عن الدولة بعكس ما اقره الدكتور عبدالله حمدوك في اتفاق المبادئ مع حركة عبدالعزيز الحلو  إذ قال الرشيد : ( ان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لم يخرج عن الاطر الدستورية بتوقيعه اتفاق المبادئ مع  قائد الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز  الحلو و انه كان يلعب دوره تماما ) و أشار  إلى أن كل شيء سيتم حسمه في موسسات الدولة …

لم ينتبه السيد الرشيد الى تناقض حديثه عندما ذكر ان السيد رئيس الوزراء لم يخرج عن الاطر الدستورية ثم قال بعد ذلك : ( ان كل شيء سيتم حسمه في موسسات الدولة ) فكيف يتخذ رئيس الوزراء قرارا ثم يجلس مع وزرائه في مرحلة لاحقه ليتم الحسم في ذلك القرار على قاعدة ( الجس بعد الضبح ) ؟ …

و لا يعنى ذلك إلا أن يكون مجلس الوزراء عبارة عن بصمنجية يمضون ما اقر عليهم و يمررون ما قضي بليل و هم يعلمون و لكن مغلوب على امرهم …

و من الجهة الثانية فإن فصل الدين عن الدولة ليس معالجة سياسية او معادلة اقتصادية تجلس على مائدتها النخب السياسية و تحسم امرها بتلك البساطة التي يراها السيد وكيل وزارة الثقافة و الاعلام …

إنه موضوع عقدي يلامس حياة كل مواطن صغيرا كان ام كبيرا ذكرا كان او أنثى مسلما كان او غيره وهو موضوع يخص الاقتصاد و الزراعة و الصناعة و يحكم في التجارة و الحرف و الوظائف و هو موضوع يعالج السياسة و الدولة و المجتمع و ينظم جميع العلاقات …

وموضوع الدين و الدولة يخص الفرد في تعامله حتى مع نفسه وهو خاليا فيحكم على صدق إخلاصه و مكامن ضميره و يضع أمام الفرد جميع إجراءات تعاملاته مع الآخرين فيعرف عدالتها و تعدياتها  دون ان يراها احد او يطّلع عليها رقيب فيقوم بتصويبها بنفسه اللوامة …

وموضوع الدين و الدولة يعالج امر المجتمع و الجماعات و يعالج امر البيئة و الارض وما عليها وما يخرج منها ومن تؤول له و يعالج قضايا العصر من فن و ثقافة و أدب و يهذب النفوس و ينظم الوقت و الانتاج و الجودة …

و لا يحكم في هذا الامر و يتحمل مسئوليته امام الله الا الشعب فردا فردا بكل مصداقية و تجرد و لا يجوز ابدا بأية حال من الأحوال ان تحسمه موسسات حكومة انتقالية ذات مهام محددة ناهيك ان يكون رجلا واحدا تصرف تلقاء نفسه …

إلا ان تكون هذه الحكومة حكومة ذات اجندة خفية جاءت لتخالف الثورة في شعار حريتها بسلب إرادة الشعب و تخالف شعار السلام بهدم السلم الاجتماعي و تئد العدالة تماما بالتصرفات الفردية و الدخول في مهام غير موكلة لها …

وارى ان السيد الرشيد لم يحالفه الرشد في رده على موقف الفريق اول شمس الدين الكباشي القاضي برد امر الدين و الدولة للشعب صاحب الصلاحية و المسئولية الكاملة …

 

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!